«الأسير يحيى سكاف يدخل عامه الواحد والثلاثين حيّا داخل السجون الإسرائيلية، وهذا ما تؤكده كل المعلومات والوثائق، وهو يعاني مرارة الأسر والسجن».
العبارة لجمال سكاف، أخ الأسير يحيى سكاف، تحمل على بساطتها كل الأسى الذي يمكن أن تحمله قضية أسير بالنسبة له ولعائلته على وجه خاص وللوطن عامة.
واحد وثلاثون عاما من الأسر لم تؤد حتى الساعة إلى يقين حول مصير الشاب الذي ترك منزله في بلدة بحنين ذات يوم وهو لم يتجاوز العشرين من العمر وتوجّه جنوبا ليلتحق بمجموعة «دير ياسين» التي قادتها الشهيدة دلال المغربي لتنفيذ عملية فدائية باسم الشهيد كمال عدوان بين حيفا وتل أبيب. وجرح وأسر في الحادي عشر من آذار من العام 1978 بعد احتجاز المجموعة ثلاثاً وستين رهينة إسرائيلية، وعلى أثر معارك عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقد مضت السنوات الواحدة والثلاثون «من دون السماح لكل الهيئات الإنسانية والدولية وبعثة الصليب الأحمر الدولي بالدخول إليه ونقل أخباره إلى ذويه» وفق ما قال سكاف. كما لم تحمله إليهم عملية التبادل الأخيرة التي حرّرت عددا من الأسرى اللبنانيين ورفات شهداء، لا سيما بعد إعلان العائلة، عبر مؤتمرات صحافية، عدم تسلّمها يحيى، حياً أو شهيداً، مستندة إلى تحاليل الحمض النووي «دي أن آي»، وبعدما ترك الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله للعائلات القرار بقبول أو رفض التصريحات الإسرائيلية المتعلّقة بذويهم وإذا ما تسلّموا جثامينهم أم لا.
من جانبه، طالب عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمد صالح باسم حزب الله بالالتزام بالحفاظ على المقاومة في وجه الأمركة وعلى نهج التحرير واستخدام السلاح في وجه التهديدات الصهيونية.
وفي كلمات تضامنية شدّد كل رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، ونبيل العاجي باسم الرئيس عمر كرامي وشريف توتيو باسم الداعية فتحي يكن على ضرورة العمل للإفراج عن سكاف.
وطالب جمال «المنظمات الدولية والإنسانية التحرك بسرعة لكشف الملابسات المحيطة بالأسير سكاف ومعاملته وفق القوانين الشرعية التي تكفلها شرعة حقوق الإنسان»، واعتبر «ان العمل على تحرير سكاف هو من واجب الجميع في الوطن والأمة». وأضاف: نحن نؤمن بأن تحرير باقي الأرض والأسرى الذين من ضمنهم الأسير سكاف وجثامين الشهداء الأبرار لن يتم إلا عبر جهاد المجاهدين وحكمة قادة المقاومة الإسلامية بقيادة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله».
أما نقيب الصحافة محمد البعلبكي فرأى انه «لم يعد جائزا إلا أن يتضامن الشعبان اللبناني والفلسطيني من أجل صرخة تسمع المجتمع الدولي والضمير العربي وتطالب بالإفراج عن جميع الأسرى المحتجزين لدى إسرائيل، إذا كانوا يريدون سلاما حقيقيا»، فيما قال رئيس الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين الشيخ عطا الله حمود: ستبقى قضية يحيى سكاف ومحمد فران والأسرى المعتقلين الفلسطينيين والعرب وقضية الشهداء والمفقودين، قضيتنا المركزية التي من أجلها نقدم التضحيات وسيبقى الشعار: «نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون».