الاستعداد البريطاني لفتح الحوار مع حزب الله كيف قرأه حزب الله؟
ـ حزب الله عبّر عن موقفه تجاه هذه الخطوة من خلال كلام مسؤول قال فيه ان هذه الاجراء هو خطوة في الاتجاه الصحيح، وانه ينتظر كيف يترجم ذلك عملياً.
برأيكم لماذا هذا الانفتاح البريطاني على حزب الله في هذا التوقيت بالذات؟
ـ القرار البريطاني عبّر عن نفسه بالقول انه لا يستطيع ان يغيب عن التفاعل والتعامل والتعاطي مع حزب له ثقله النوعي، وله دوره الوازن في الساحة اللبنانية، وان قرار مقاطعة حزب الله وعدم التعامل وعدم الحوار معه سوف يغلق نافذة هامة جداً في فهم الوضع، وفي الاسهام بدور ايجابي في لبنان، كما قال الموقف البريطاني.
البعض اعتبر ان هذا الانفتاح مرتبط بالتحولات الإقليمية والدولية في المنطقة، خصوصا بعد وصول باراك اوباما الى البيت الابيض؟
ـ عندما تريد ان ترى الصورة بطريقة أشمل يمكن لك ان تضع عوامل عديدة محيطة اقليمية ودولية، داخلية وخارجية على هذا الصعيد، ولكن إذا كان لا بد من سؤال في هذا المجال، فهو يجب ان يوجه للبريطانيين على هذا المستوى، نحن ننظر الى هذه الخطوة في مستواها الحالي على أنها خطوة ايجابية في الاتجاه الصحيح، وننتظر لنرى كيف سوف تترجم في مراحل لاحقة.
هل وضع حزب الله جدول اعمال لهذا الحوار؟
ـ لماذا يجب على حزب الله ان يضع جدول اعمال، الموضوع مطروح من الجانب البريطاني، هو من قرر الانفتاح، وبالتالي علينا ان ننتظرهم مع ما سيطرحونه من عناوين للمناقشة، ويستطيعون ان يبادروا في هذا الاتجاه، هذا الامر متروك لهم، ليس حزب الله في موقع الذي يضع جدولاً للحوار، عندما يكون هناك حوار مع حزب الله سوف يطرح الكثير من العناوين.
كما هو معروف سبق هذا الانفتاح مشاركة السفيرة البريطانية فرنسيس غاي في اجتماع لجنة الشؤون الخارجية بحضور النائب علي عمار وذلك في شهر كانون الثاني من العام الماضي؟
ـ يبدو أنها مقدمة للوصول الى هذه المرحلة.
ماذا قرأتم في الانزعاج الاسرائيلي من هذه الخطوة البريطانية؟
ـ هناك دائماً انزعاج اسرائيلي تجاه اي محاولة لاي طرف غربي باتجاه اي طرف اسلامي او مقاوم لاجل ان يظهر صورته الحقيقية، نحن نعرف تماماً ان استراتيجية "إسرائيل" واللوبيات الإسرائيلية واللوبيات المرتبطة بـ"إسرائيل" في الخارج، سواء في اوروبا أو في مراكز القرار الأوروبي او الأميركي، تقوم بتشويه صورة حزب الله وبتقديم صور مغلوطة من اجل حث الساسة الغربين على قرارات خاطئة، وقرارات مبنية على معلومات خاطئة يقدمها الإسرائيلي. طبعا سوف يكون هناك حرج وانزعاج اسرائيلي من اي خطوة غربية باتجاه حزب الله او اي حركة مقاومة أو اي حزب سياسي عربي اسلامي يناوئ "إسرائيل" ويرفض احتلالها ويقاومها، لانه عندما يكون هناك تواصل حقيقي بين هذه الاطراف وجهات اسلامية فان كل هذا الجبل من الاكاذيب سوف ينهار بشكل سريع.
هل ما نشهده هو يمثل تحولاً جوهرياً في الموقف البريطاني ام انه مجرد تكتيك لاهداف سياسية ما؟
ـ دعني اقول انها خطوة ايجابية. لننتظر ماذا يمكن ان يحصل لاحقاً لنبني على الشيء مقتضاه.