وطنية 13/3/2009
أكّد آية الله السيد محمد حسين فضل الله خلال خطبة الجمعة التي ألقها في مسجد الامايم الحسنين في حارة حريك "أن الشعب يطالب بالدولة التي تخدم قضاياه ومصالحه، ولا سيما المستضعفين من أفراده، لا الدولة التي تخدم قضايا الأغنياء الذين لا يخضعون لنظام الضرائب على ثرواتهم التي لا تعرف مصادرها، فيما يطالب القانون بمحاسبتهم على سرقتهم للشعب في موارده الحيوية.
وشدد السيد فضل الله على"إن قوة الدولة ليست بالمساومات ولا بالتسويات، ولا بالخضوع للحسابات الإقليمية والدولية، ولكنها بالقيادة التي تخلص لشعبها ولوطنها، وترتفع فوق الأهواء الشخصية والمذهبية والطائفية".
وانتقد الجدل الدائر حول التعيينات القضائية،من طرح البعض أنها كانت خاضعة لبعض العلاقات السياسية التي تجعل القضاء تحت رحمة السياسة، وتجعل القاضي في قبضة التعليمات الصادرة من هذه القيادة المذهبية أو الطائفية أو الحزبية، أو الطموحات الوظيفية المتدرجة، أو المالية المغرية، الأمر ما جعل الشعب يفقد الثقة بالقضاء، وخصوصا أن بعض التجارب السابقة كانت توحي له بواقعية أساس الشك.واشار الى ان التعيينات الإدارية لا بد من أن يكون أصحابها منفتحين على الشعب كله والوطن كله، لا على الجهات المسؤولة عن تعيينهم التي تكلفهم بمخالفة القوانين الإدارية لحساب مصالح من عينهم وخصوصا الانتخابات منها".
من جهة ثانية اعتبر "أن مشروع الهيمنة الأميركية على المنطقة، والذي انكفأ مع بوش الابن، يحاول استعادة حيويته مع الإدارة الجديدة، ولكن بأساليب مغايرة، وضمن برنامج عمل جديد، لأن الهدف النهائي يتمثل في استباحة بلداننا، وفرض التبعية السياسية عليها، ومنعها من اللحاق بالركب العلمي العالمي، وبالتالي عدم السماح لها باجتياز حاجز التفوق النوعي الإسرائيلي، ومنعها من تهديد الأمن الإسرائيلي الاستراتيجي، كما يحاولون تصوير الأمور، بينما يشجعون إسرائيل أو يوافقونها على استباحتها للأمن العربي والأمن الفلسطيني على وجه الخصوص، منذ ما يزيد على ستين عاما".
ورفض الحديث عن أن إيران تمثل تحديا للواقع العربي، والحال أن إيران التي كانت تسير في ركب السياسة الأميركية الإسرائيلية في عهد الشاه لم تكن كذلك في نظر الكثير من العرب، الذين لا يتحملون المسؤولية القومية والإسلامية في المسألة الفلسطينية، ويريدون للآخرين أن يخرجوا من نطاق هذه المسؤولية بحجة أنها مسألة عربية فحسب، لافتا الى ان "الواقع يشهد أن العرب على مستوى الأنظمة عملوا بكل ما لديهم من قوة لترك الفلسطينيين وحدهم في الساحة، حتى في اللحظة التي كانت تحرقهم إسرائيل بمجازرها ومحارقها في العدوان الوحشي على غزة".
ودعا لقيام جبهة عربية إسلامية للدفاع عن المسجد الأقصى الذي يتعرض في هذه الأيام لهجمة صهيونية جديدة لا تستهدف بنيانه فحسب، بل تنطلق "لاستباحته من خلال تسهيلات الشرطة الإسرائيلية التي وفرتها للمستوطنين الذين دنسوا المسجد ودخلوا إلى باحته الداخلية، في سياق الهجمة المبرمجة عليه وعلى القدس لتهويدها وتهجير أهلها".