09/03/2009
رحب نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم باعلان بريطانيا استعدادها لاجراء محادثات مع حزب الله موضحا انه " نرحب بهذه المراجعة البريطانية وربما تكون هناك لقاءات في الايام المقبلة. ليس هناك اي اجراء تنفيذي حتى هذه اللحظة لكن الاعلان البريطاني مؤشر على امكان حصول مثل هذا اللقاء عندما يطلب احد الفريقين بشكل عادي وطبيعي".
واوضح الشيخ قاسم في مقابلة مع وكالة "رويترز" ان حزب الله لم يغير موقفه الايجاب من الانفتاح على الدول الاوروبية المختلفة وله اتصالات واسعة وهناك عدد من وزراء الخارجية الاوروبيين عندما اتوا الى لبنان التقوا مع مسؤولين في حزب الله وكانت بريطانيا قد اتخذت موقفا من جهتها بعدم اللقاء مع حزب الله".والان هناك مراجعة بريطانية لهذا الموقف بعد ان ادركوا تماما دور حزب الله في الساحة اللبنانية وحضوره الشعبي الوازن والمؤثر والفعال"، لافتا الى انه "لغاية الآن لا يوجد اتصال مباشر ولا يوجد طلب للقاء لكن نتوقع ان يحصل هذا الامر قريبا لانه بالاصل لم يكن هناك مانع من جهتنا اذا حصل اللقاء بشكل معلن وواضح وهذا الموقف البريطاني الآن يسهل مثل هذا اللقاء.
وأرجع نائب الامين العام لحزب الله الموقف البريطاني الى وجود "متغيرات في المنطقة وفي العالم خصوصا بعد سقوط الرئيس الاميركي الأسبق جورج بوش وسقوط اسلوبه ومنهجه السياسي المعتمد على القوة وفرض السلطة ومحاولة ارغام الآخرين لقبول السياسات الاميركية... نحن الآن امام مرحلة جديدة على المستوى الدولي."
وإعتبر ان التنافس بين سوريا والسعودية التي تدعم تحالف قوى الرابع عشر من آذار "من بين العوامل التي اججت الازمة التي ادت الى انزلاق البلاد الى صراع مسلح في ايار الماضي".
وعقب الشيخ قاسم على التقارب السعودي السوري الاخير لافتا الى انه "من المبكر ان نرى آثارا واسعة للتقارب السعودي السوري لكن نستطيع ان نتلمس اجواء التهدئة السياسية بلبنان بوضوح نتيجة هذا التقارب".
وحول الانتخابات النيابية رأى نائب الشيخ قاسم ان "الانتخابات البرلمانية اللبنانية المقررة في السابع من حزيران المقبل ستفضي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمتع باعتراف دولي حتى اذا فاز حزب الله وحلفاؤه بالانتخابات".وأن حكومة الوحدة الوطنية المزمع تشكيلها بعد الانتخابات البرلمانية لن تتم مقاطعتها من قبل الغرب، لافتا الى انه "ليس عندنا ادنى خشية بمقاطعة حكومة تربح فيها المعارضة لاننا من الآن نلتقي مع مندوبين من دول اوروبية ومؤسسات دولية ويخبروننا بشكل واضح مواقف حكوماتهم ومنظماتهم بانهم سيتعاملون مع من ينجح حتى ولو نجحت المعارضة لان لبنان حاجة للجميع".
ويتوقع ان تكون الانتخابات البرلمانية سباقا متقاربا بين الفصائل المناهضة لسوريا وتحالف المعارضة وفي مقدمته حزب الله. وينظر الى هذه الانتخابات على انها "المحطة السياسية الرئيسة التالية في البلاد التي عانت من الانقسامات العميقة منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري العام 2005".
واوضح الشيخ قاسم "انا اتوقع ان تكون هناك حكومة وحدة وطنية كائنا من كان الرابح او الخاسر في الاغلبية... ونتوقع ان تفوز المعارضة باغلبية تصل الى زيادة ثلاثة او اربعة عن المعدل الوسطي يعني حوالي 76 او 68 نائبا." من اصل 128 نائبا في البرلمان.
وحزب الله الذي لديه 14 نائبا في البرلمان يشارك في الحكومات المتعاقبة منذ العام 2005 ولديه وزير واحد في الحكومة الحالية ولكنه يتمتع مع حلفائه بصوت مؤثر يخوله المشاركة في اتخاذ القرارات المهمة.
واعرب عن اعتقاده في الاثر الذي قد يحدثه التقارب السوري السعودي بأنه " لا يوجد اي اثر لهذا التقارب على تركيبة الانتخابات من ناحية وجود معارضة وموالاة ولوائح انتخابية، لكن قد نشهد بعض الآثار لهذا التقارب بعد الانتخابات النيابية ما يساعد على ضبط الساحة من التوتر الذي كان قائما فترة طويلة من الزمن."
واعتبر الشيخ قاسم "ان الانتخابات ستجري في موعدها ان شاء الله بحسب المعطيات المتوافرة لدينا لكن هل يمكن ان تحصل بعض الطوارىء هذا امر في علم الله."