ان مذكرة التوقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير انما تأتي بعد ان فشلت الضغوط الامريكية الغربية في اخضاع النظام الوطني في السودان ولم تتمكن من جعله يتخلى عن ثوابت استقلاله الوطني وحرية قراره ووحدة السودان.

ان هذه المذكرة جرى الاعداد لها مسبقا، وهي جاءت بفعل الضغوط الامريكية على المحكمة الدولية التي تحولت على ما يبدو الى مجرد اداة تستخدمها الدول الغربية ضد الدول والحكام الذين يقفون عقبة امام مشاريعها الاستعمارية، وما حصل في يوغسلافيا من اتهامات وجهت ضد الرئيس ميلوسوفيتش قادته الى المحكمة الدولية والموت داخل سجنه في ظروف غامضة، ثم اعلان المحكمة اخيرا براءته، الا دليلا ساطعا على هذا الاستخدام السياسي للمحكمة الدولية. فما نفع البراءة بعد ان تم تغيير الوضع في يوغسلافيا بما ينسجم مع اهداف واشنطن في تفكيك الاتحاد اليوغسلافي وصولا الى تغيير النظام في صربيا.

ان اللقاء اذ يدين ويستنكر هذا الاستخدام السياسي للمحكمة الدولية التي لم تحرك ساكنا ازاء المجازر الوحشية التي ارتكبتها اسرائيل وامريكا في لبنان وفلسطين والعراق وافغانستان على مرأى من العالم اجمع، يدعو الى تحرك لبناني وعربي واسلامي ضد التدخل الفظ في شؤون الدول وسيادتها وضد هذا الاستخدام الفظ للمحكمة الدولية في خدمة المخططات الأمريكية والغربية.