استهل الاحتفال بايات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب الله، فكلمة لعريف الحفل الدكتور رامز يزبك عن التحضيرات للانتخابات.
ثم وجه الشيخ قاسم التحية الى الشهداء والمجاهدين وقال: "واجه هذا البلد تحديات وتعقيدات وصعوبات كثيرة، وأحسسنا في محطات عديدة، وكأن قوى العالم تهاجمنا وتعتدي علينا، من كل حدب وصوب، لا لشيء إلا لأننا حملنا راية التحرير للأرض، ورفضنا أن نخضع لغير الله التعالى، ورفعنا رؤوسنا عاليا لنتحدى، من أجل كرامتنا وحقوقنا واستقلالنا وأرضنا، ولكن العالم المستكبر ومعه الأذناب لا يريد للكرامة الإنسانية أن تربح، ولا يريدون لحقوقنا أن تعود، على قاعدة أن المصالح والإرادة الدولية مقدمة. ولكن التحديات زادتنا صلابة وقوة ومنعة، ونحن نفتخر بما توصلنا إليه وما حققنا، فقد حررنا الأرض وأعدنا الى كرامتنا مكانتها وأذلينا إسرائيل ومن معها، فنحن نريد بلدنا لنا ولاجيالنا ولمستقبلنا".
وتابع الشيخ قاسم: "حررنا البلد وهذا يقتضي التكريم والمكافأة والمكانة، وإن كنا لا ننتظرها من أحد، لأننا نقوم بواجبنا، ولكن ماذا يريد الذين يشوشون على المقاومة؟ فكيف يكون لبنان حرا سيدا ومستقلا إذا كان تحت الوصاية الأجنبية، أو تحت الإحتلال الإسرائيلي، أو إذا رضخ للضغوطات عليه"؟
وأعلن "أن الماكينة الإنتخابية لحزب الله في البقاع، إنطلقت بعملها منذ حوالي ثلاثة أشهر، وأنجزت إنجازات مهمة، وهي تضم عشرة ألاف، وهذا الإجتماع لأعضاء أساسيين في الماكينة، من أجل أن نؤكد على بعض الثوابت والضوابط ولتوضيح بعض الرؤى. واعتبر أن الإجتماع لم يضم كل أعضاء الماكينة لإعتبارات لوجستية".
وقال: "شعارنا الإنتخابي السياسي "المقاومة والتنمية"، فلا انفكاك بين المقاومة والتنمية، نريد المقاومة طريقا للتمنية، ونريد التنمية سبيلا للمقاومة، لأننا نعتبر أن حماية بلدنا من العدو الخارجي، تساعد على قدرتنا على تحقيق النهضة الإجتماعية والإقتصادية والتربوية والسياسية في الداخل".
أضاف: "تعني المقاومة بالنسبة إلينا:
أولا: الإستقلال الكامل، ورفض التبعية والوصاية الأجنبية مهما كانت مغلفة بعنوان التعاون والمساعدة والتنسيق، ونرى أن يكون بلدنا حرا وبعيدا عن الإملاءات.
ثانيا: تمسك لبنان بقوته لأمرين: تحرير الأرض ومواجهة الأخطار الإسرائيلية على بلدنا، ونحن نعتقد أن هذه القوة، يجب أن تبقى، بل علينا أن نزيدها دائما لتواكب التغيرات والتطورات، ولنكون جاهزين لمواجهة أي تحد إسرائيلي، يمكن أن يحصل على بلدنا، وإذا فكرت إسرائيل أن تعتدي في أي وقت، سيكون للبنان إنجازات جديدة أقوى مما تحقق في تموز 2006، ومن أراد أن يرد الأخطار بالدبلوماسية فليتابع مساره، لن نقف أمام مساره، ولكن لن ننتظره".
ثالثا: المقاومة تعني الإستراتيجية الدفاعية، التي تستفيد من قوة المقاومة وبناء الجيش القوي، لسنا في حالة منافسة بين المقاومة والجيش، ولسنا في حالة تسابق بين قوة المقاومة وقوة الجيش، فلو جمعنا ما جمعت المقاومة من قوة وما جمع ويجمع الجيش من قوة، سنكتشف أننا بحاجة الى هاتين القوتين لمواجهة إسرائيل، العدو المركزي بالنسبة إلينا هو إسرائيل، ولا عدو لنا في الداخل، ولو "تنطح من تنطح" حتى عندما يشتموننا ليل نهار، سندعو لهم أن يعودوا الى رشدهم، ولن يكونوا أعداء لنا، سنرد على تبيانهم وعلى شتيمتهم بالبيان والحجة، ولن نرد على الشتيمة بالشتيمة".
وتابع الشيخ قاسم: "أما التنمية فهي تعني بالنسبة لنا:
1 - إيلاء الوضع الإقتصادي الأهمية في المجالات كافة، ولا يجوز إهمال الصناعة والزراعة.
2 - التنمية بالنسبة لنا رعاية للفئات المستضعفة، بمعنى أن يكون هناك ضمان إجتماعي وصحي لكل الناس، فلا يجوز أن نتعامل مع الناس كأرقام، ومع الإقتصاد تجميعا للضرائب.
3 - الإهتمام بالمدن والأرياف، وخاصة البعيدة عن العاصمة.
4 - تعزيز دور الدولة ومحاربة الفساد، فمهمة الدولة ليست جمع الضرائب، وإنما توفير الأمن الإجتماعي والإقتصادي، وتوفير الأمن الحقيقي للناس.
5 - قيام المؤسسات بمهامها القانونية والدستورية، فنحن مع قيام دولة المؤسسات، وعدم إستخدامها لتصفية الحسابات.
وأعلن قاسم "أن شعار المعارضة "معا نقاوم معا نبني لبنان" ومن يريد أن يكون تحت هذا الشعار سنكون معه، لبناء لبنان ورد الأخطار. ورأى أن المعارضة أبلت، وخيارها السياسي كان ناضجا، والدليل إنها حمت لبنان من الوصاية الأجنبية، وخاصة الأميركية، وقلمت أظافر أميركا في لبنان، ونجحت في التفاهم والإئتلاف، فأصرت على حكومة وحدة وطنية ورئيس توافقي، ونجحت في إتفاق الدوحة في التوصل الى شكل من أشكال التوافق، واستطاعت دحر إسرائيل في تموز، ومنعتها من ضرب المقاومة وقتل روح المقاومة، وهذا ما جعل لبنان يرتاح في خياراته، وأعاق خطوات التوطين، وفتح الباب أمام إنتصار غزة، كما احتكمت المعارضة الى المؤسسات الدستورية، وقبلت بالنتائج التي تنشأ عن مجلس النواب ومجلس الوزراء، ورفضت مصادرة الصلاحيلات، في حين أن تجرية الموالاة لم تكن ناضجة، ومن حق الناس تجربة تجارب أخرى أفضل، لذا أملنا أن تفوز المعارضة في الإنتخابات، وتقدم نمازج مشرفة لمصلحة لبنان".
وطرح الشيخ قاسم عناوين إنتخابية كاساس للعمل في الإنتخابات فقال: "المراهنون على الإستعانة بالأجنبي على أبناء البلد، أو الإستعانة بالمعادلة الدولية لمواجهة المعادلة الشعبية فشلوا، وبعض الموالاة اعترف بالفشل، وهنا أحييهم على موقفهم، والبعض الآخر لا يسمع إلا صدى نفسه ولا يسمع الآخرين".
أضاف: "اليوم تصاغ معادلات جديدة في المنطقة. لايجوز أن يكون لبنان جزءا من معادلات يصوغها الآخرون، نحن أصحاب البلد وأصحاب الأرض، ولا يحق لأحد عربيا أو دوليا أن يتحدث بالنيابة عن أبناء البلد".
ورحب قاسم بالتقارب والتفاهم السوري-السعودي، معتبرا"أنه لن يؤثر لا من قريب ولا من بعيد على الإنتخابات، ولن يعدل من لوائح المعارضة والموالاة، ولكن أقصى ما يمكن أن ينجزه هذا التفاهم، هو التهدئة الإعلامية ووقف الشتائم".
وأكد الشيخ قاسم بشكل قاطع على "أنه لا تعديل ولا تغيير في اللوائح الموحدة بين أطياف المعارضة، ولا خلط لأوراق الترشيحات بين المعارضة والموالاة.وقال:
سنخوض الإنتخابات في مواجهة لوائح الموالاة، أو أية تسمية أخرى يسمونها، وأن لقاءات بين أركان المعارضة الأساسيين تنعقد هذه الأيام، من أجل إتمام اللوائح والأسماء، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن المرشحين ولوائح المعارضة قبل نهاية شهر آذار الحالي".
وتابع: حزب الله ليس كل المعارضة، وإنما هو أحد أقطاب المعارضة، وسيتصدر ويقود اللوائح في مناطق نفوذه، مثل منطقة بعلبك - الهرمل، لكن في المناطق الأخرى التي يكون فيها نفوز لقيادات أخرى في المعارضة، فتكون قيادة اللائحة لمن هم أكثر تمثيلا من "حزب الله"، وسيتم تشكيل اللوائح ممن لهم حيثية شعبية وحضور سياسي".
وقال الشيخ قاسم: "نحن لا ننظر الى هذه الإنتخابات بأنها إنتخابات مصيرية، وإنما هي إنتخابات مهمة ونقطة على السطر. كل ما في الأمر أن المعارضة إذا فازت ونجحت في الإنتخابات، وستنجح إن شاء الله، ستقدم نموذجا في داخل تركيبة البلد، لمواجهة الفساد والإنحراف، العنوان المصيري يكون الإستقلال والسيادة ومنع الوصاية، وليس من ينجح أو يفشل في الإنتخابات النيابية. ودعا الى " الإهتمام بالإنتخابات وكأن هناك حالة منافسة قوية مع خصم قوي، لأن الإنتخابات نوع من إعلان الخيار، وإثبات الشعبية، وحسم الجدل حول الأقلية والأكثرية. وأعتبر أنه من الطبيعي أن تجري الإنتخابات في موعدها في السابع من حزيران، مستغربا حديث البعض حول إمكانية عدم إجرائها، أو الحديث ‘عن إمكانية حصول حوادث أمنية، وكأنهم لا يردون للانتخابات أن تحصل".
وطالب القوى الأمنية والقضاء "باعتقال المخلين بالأمن ومرتكبي الجرائم ومحاسبتهم، من دون النظر الى أية جهة ينتمون، لأن المرتكب يجب أن يحاسب على عمله وليس عن إنتمائه. وأكد أن لا فائدة إنتخابية من إثارة العصبيات الطائفية والمذهبية، لأن الناس اتخذوا خيارهم حسب قناعاتهم وخياراتهم، وأن المال الإنتخابي يشتري أصحاب الضمائر الميتة، فمن يعطي صوته من أجل خمساية أو ألف دولار، لا يستحق أن يكون له صوت، لأنه يبيع الموقف، وهؤلاء ليسوا كثرة، لذا توجه المال الإنتخابي الى الإغتراب كمحاولة لكسب أصوات من الخارج، وعلينا توعية الناس ليكون الخيار السياسي مبنيا على القناعة والتنافس الإنتخابي".
اضاف: "سنرفع شعار الوحدة الوطنية ونعمل به، سواء رفعه غيرنا أم لم يرفعه، وسنعمل على مواجهة العدوان الإسرائيلي إذا حصل، سواء واجهه غيرنا أو لم يواجهه، وسنواجه الفساد والرشوة سواء رغب البعض بمواجهة الفساد والرشوة أم لم يرغب".
وكشف: "أن مسؤولا سياسيا دوليا نقل ل "حزب الله" حوارا جرى بين بعض المجموعات الدولية، حول نتيجة ومستقبل الإنتخابات، بأن دول العالم ستتعامل مع الخيار اللبناني كما هو، فإذا نجحت المعارضة ستكون الدولة هي المعارضة، وسيتم التعامل مع لبنان على هذا الأساس، فلا يستطيع أن يستغني أحد عن لبنان".
وختم الشيخ قاسم بالقول: "اليوم المعارضة جزء من تركيبة السلطة في لبنان، والسفراء الأجانب ينتظرون بالصف، لأخذ مواعيد للقاء حزب الله فالعلاقة مع الجميع باستثناء أميركا وإسرائيل جيدة، فهم يحترمون حزب الله ويحترمون إرادة الناس". وأعلن أن حزب الله لا يخيف إلا العدو الإسرائيلي والجبناء".