موقع النشرة 28/2/2009
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن حب الله أنّ الماكينة الانتخابية انطلقت منذ فترة بالجنوب وهي تعمل بشكل جيد ومريح لافتا إلى وجود إقبال على تقديم طلبات بطاقات الهوية كاشفاً أنّه وزملاءه من النواب على تواصل مستمر مع الناس وهو تواصل لم ينقطع يوماً أصلاً لأنه ليس مرتبطاً باستحقاق انتخابي بل بحياة الناس اليومية.
النائب حب الله، وفي حديث موقع النشرة، أشار إلى وجود مشكلة تتعلق بالطلبات ولا سيما البصمة موضحا أنّ الحركة بطيئة جداوأنّ الكثير من الطلبات ترفض بسبب "خطأ في البصمة" لافتا إلى أن عشرة في المئة من الطلبات التي تقدّم تقبل في حين ترفض الطلبات الأخرى مؤكدا أن وزارة الداخلية تبلغت بالأمر متمنيا أن الإسراع في معالجته.
وإذ جزم النائب حب الله أنه لا يخشى المال الانتخابي في الجنوب، لفت إلى أنّ هذا المال الذي بات منتشراً في كل لبنان يشكّل ظاهرة سيئة تطرح آلاف علامات الاستفهام "إذ كيف يمكن لأي فريق يطرح نفسه على أنه قادر على تمثيل الناس تمثيلا صحيحا أن يعمل على شراء ذممهم وضمائرهم". وأشار حب الله إلى أنّ المال الانتخابي هو بمثابة "تزوير لحقيقة التمثيل الشعبي" موضحا أنّ "من يريد أن يقدّم نفسه لادارة شؤون البلاد وتمثيل الشعب اللبناني لا يفترض أن يخدعه باغداق الأموال وشراء الذمم".
وأكد حب الله أنّ الجنوب اللبناني عاش الاحتلال ومرحلة المقاومة بحيث أصبح الشعب في الجنوب لا يمكن أن يقع تحت أي تضليل وخديعة لأنه خبر المقاومة وتبيّن له من يدافع عن مصالحه وأرضه "وبالتالي فنحن مع الجنوبيين كحالة مقاومة ولا يمكن أن يكون هناك فاصل بيننا لأنها حالة متجذرة".
حب الله لفت إلى وجود حالات شراء أصوات حصلت في بيوت "مستضعفة" بمعنى أنها بيوت فقيرة جدا لكنه ليست منخرطة بشكل كامل بتأييد مشروع المقاومة "لكن في المقابل تفاجأوا بحالات كثيرة كالرجل الذي ليس لديه ثمن دواء لكنه قام بطردهم من بيته حين حاولوا شراء صوته". ولفت إلى أن هذا الرجل يمثل نماذج كثيرة في الجنوب مشيراً إلى أنه يشكّل "موقفا مهما جدا للجنوبيين الذين يعرفون أنهم لن يسلموا أنفسهم بعد اليوم لمن يكون متهاونا مع العدو أو يقوم بالصفقات على حساب أرضهم".
وشدّد حب الله على أنّ المعارضة تدخل الانتخابات النيابية على قاعدة التحالف السياسي الذي كان قائما بين كل قوى المعارضة مشيرا إلى أنّ التحالف السياسي بات تحالفاً انتخابياً "وبالتالي أسقطنا أي تفكير بالرجوع للوراء ولما يسمى بالتحالف الرباعي الذي انقلبوا عليه وأنكروه". وكشف أنّ المعارضة تدخل الاستحقاق الانتخابي على أساس أنها واحدة في كل لبنان "فما يعنيني في صور يعنيني أيضاً في البترون والمتن والشمال وفي كل لبنان".
وأكد حب الله أنّ "الوقت لا يزال أمامنا والمعارضة ستجتمع لحلحلة بعض الأمور التي لا تشكل مشكلة" موضحاً أن الموضوع هو موضوع إداري لتنظيم موضوع الترشيحات في الدوائر والتقسيمات.
حب الله شدّد على أنّ القرار السياسي حُسم والمعارضة ستخوض الانتخابات بمشروع واحد هو "حماية لبنان ومنع التدخل الأجنبي وخصوصاً الأميركي في شؤونه الداخلية وحماية المقاومة لأنها عنصر قوة وبناء الدولة القوية والقادرة".
وردا على سؤال عن إصرار المعارضة على مبدأ الشراكة بعد الانتخابات، لفت النائب حب الله إلى أنّ "الفكرة ليست فكرتنا بل هي فكرة من أسّس لبنان" مشيراً إلى أنّ دستور لبنان وتركيبته تقوم عل الشراكة بين كل الطوائف "وبالتالي فإنّ المطالبة بالوفاق وحكومة الوحدة هي مطالبة بتنفيذ الدستور والميثاق" مذكراً بما ورد في مقدمة الدستور من نص مفاده أن "لا شرعية لأي سلطة إذا لم تراع الشراكة".
ولفت إلى أنّ المعارضة كانت واضحة بإرادتها الشراكة بغضّ النظر أكانت أقلية أو أكثرية بعد الانتخابات لأنها تريد أن تلتزم بالدستور والطائف. أما في حال أصرّ الفريق الآخر على رفض المبدأ بعد الانتخابات، فاكتفى النائب حب الله بالاستشهاد بما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في هذا السياق فـ"ماذا نفعل لهم عندها؟" مشددا على أنّ المعارضة لا تكون بذلك هي التي عزلتهم بل هم الذين عزلوا أنفسهم. وجزم أن "لا أحد في لبنان يستطيع أن يلغي الآخر ولدينا تجارب كثيرة تكفي لأن يأخذ منها الانسان العبر" مذكرا بأنّ "أي محاولة للاطاحة بهذا التوافق كانت دائماً تعرّض البلد للاهتزاز في كل هذه التجارب".
وقلّل النائب حب الله من المخاوف الأمنية عشية الانتخابات مستبعدا أي "اضطراب أمني" لافتا إلى أن كل المخاوف "مبالَغ بها إلا إذا كان الأميركي يخطط لشيء ما" مذكرا بأنّ الأميركي هو الذي عطّل الانتخابات الرئاسية لأنه كان يريد إلغاء الدستور وإجراءها بالنصف زائدا واحدا "والمشكلة أنّ هناك من يصغي للأميركي".