بعد كلمة ترحيب من عماد عواضة، ألقى إمام بلدة جبشيت وعضو اللجنة المركزية في حزب الله الشيخ عبد الكريم عبيد كلمة تلتها كلمة ألقاها راغب نجل الشيخ الشهيد راغب، ثم القى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله بكلمة تحدث فيها عن "عظمة الشهداء، الذين صنعوا لنا العزة والنصر والكرامة"، وقال: "نحن نتطلع دائما الى الخيار الذي انتهجناه في مواجهة هذا العدو، وهو خيار المقاومة، وهو الخيار الوحيد المتاح لامتنا ولشعوبنا للدفاع عن وجودها وللدفاع عن حدودها وللدفاع عن ارضها، وهكذا كنا وهكذا سنبقى وسنستمر، وهذا هو الخيار المتاح ايضا للشعب الفلسطيني، كما كانت تجربة غزة شاهد حي على ذلك".
وقال: "نحن لطالما قلنا ان التسوية سراب ولا مكان لها مع هذا العدو الذي لا يفهم الا لغة القوة ولغة المقاومة، لذلك نحن امام كل تحد نتمسك اكثر بسلاحنا وبخيارنا وبمقاومتنا ونسعى دوما لامتلاك كل أسباب القوة والمنعة لمواجهة هذا العدو".
ولفت النائب فضل الله الى ان "اي استراتيجة دفاعية للبنان، او اي استراتيجية دفاعية في هذه المنطقة لا تقوم ولا تعتمد على خيار المقاومة هي استراتيجية ورقية وانهزامية، لان اي استراتيجية مقبولة ووحيدة والمطلوبة في لبنان لمواجهة هذا العدو هي استراتيجية المقاومة التي ثبتناها في الميدان والتي كرسناها في تموز 2006. صحيح اننا منفتحون على الحوار واننا نناقش ونسمع ونرى كل ما يقدمه الاخرون، ولكننا في الوقت نفسه لدينا قناعة ثابتة وراسخة ان الاستراتيجية التي نريد ان نبنيها في لبنان تقوم على قاعدة مركزية واساسية، تكامل الجيش مع المقاومة، وان يكون للمقاومة الدور الاساسي في الدفاع عن لبنان بعد ان تستكمل تحرير الارض من هذا العدو الاسرائيلي والتي سنظل متمسكين بها لمواجهة الاخطار المحدقة بنا".
ورأى النائب فضل الله "اننا حين نواجه التحديات السياسية في الداخل، ومهما كانت نتيجتها، فان لبنان لا يمكن ان يحكم الا بالشراكة والتوافق وبالتفاهم، ونقول هذا الكلام قبل نتائج الانتخابات والاقتراع لاننا مقتنعون ان لبنان لا يمكن ان يستأثر به اي فريق. ولقد جرب البعض في لبنان الاستئثار في مرحلة ماضية، وماذا كانت النتيجة، التوافق والشراكة والتفاهم هي المفاهيم الذي يجب ان يقوم عليها الحكم في لبنان بعد الانتخابات المقبلة لان لا خيار للبنان الا بالتوافق، نقول أنه حتى لو اراد البعض ان يجرب مرة اخرى فلا خيار للبنان الا ان نعتمد التوافق وان نعتمد الشراكة".
اضاف: "صحيح اننا نخوض الانتخابات كي نربحها، واننا سنخوضها كمعارضة وطنية لبنانية وككتلة وكخيار سياسي واحد، ولكن هذا لا يعني اننا لا نرى الاخرين في البلد واننا سنكون وحدنا فيه، لا، نحن في المعارضة كنا ندعو الى الشراكة وحين نخوض الانتخابات واذا ربحناها سنظل ندعو اليها، وصحيح ان هناك من في الفريق الاخر من يمني نفسه بالاستئثار وبالتفرد وانه يخوض الانتخابات ليمحي الاخر ولينهيه، ولكن هذه تمنيات، لان لا احد يقدر ان يلغي الاخر في لبنان او الحلول مكانه".
تابع: "وصحيح ايضا ان في لبنان معادلة سياسية، وانه في مجلس النواب ستكون غالبية برلمانية، لكن متى كان بامكان هذه الغالبية ان تتحكم بكل مقدرات البلد، البلد قائم على التنوع الطائفي والسياسي وماشابه، وحين كان البعض يراهن على الخارج وعلى موازين القوى كنا ندعو للحوار ونمد اليد للجميع من موقع القدرة والحرص والمسؤولية ولكن للاسف كنا نواجه بخطاب تحريضي".
وقال: "اننا نذهب دوما للحوار على قاعدة الخيارات السياسية وقاعدة حفظ لبنان في كل قضاياه ومنعته، كنا دوما نمد اليد لشركائنا لنبني بلدا بمعزل عن الخارج. نحن في حزب الله وفي حركة امل وفي المعارضة من دعاة الحوار، ونذهب دوما الى التلاقي على قاعدة الخيارات السياسية التي لا يكون فيها وصاية خارجية اميركية او غيرها".
وتوجه النائب فضل الله الى "كل من يراهن على القرارات الدولية" بالقول: "لكل الذين راهنوا ولا يزالون يراهنون على قرارات دولية وعلى قرارات اممية كيفما تشكلت وتمظهرت وباي صيغة كانت وتحت اي عنوان، فانها لن تستطيع ان تغير المعادلة السياسية في لبنان ولن تستطيع ان تغير موازين القوى فيه. هناك سراب ووهم عند بعض الافرقاء ان قرارات دولية من هنا او من هناك بامكانها ان تفرض على اللبنانيين خيارات سياسية او ان تغير نتائج الانتخابات في حزيران. هم واهمون، كما توهموا في السابق يتوهمون اليوم، ولن يستطيع احد ان يفرض على اللبنانيين اي خيار"، مشددا على ان "وحدة اللبنانيين وتعاونهم وتنافسهم الحر والديمقراطي هو الذي يصنع معادلة سياسية. اما الاوهام الاخرى ستظل سرابا، ومن يمني النفس به لن يجد الا سرابا".
وحول الانتخابات المقبلة امل النائب فضل الله الذهاب للانتخابات المقبلة، "التي ستحدد الخيارات السياسية، بخطاب هادئ ووطني بعيدا عن التحريض والاستفزاز، لان من يملك قضية وطنية يستطيع ان يخاطب الناس على عكس البعض الذي يحاول استغلال كل مناسبة لاثارة النعرات والغرائز الطائفية والضغائن"، مؤكدا "لهؤلاء، عدم وجود اي صدى لذلك في خطاباتنا ورؤيتنا".