المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

آية الله فضل الله: العدو سيبدأ جولة جديدة من جولات الضغط على الفلسطينيين

وطنية 13/2/2009

أكد العلامة السيد محمد حسين فضل الله في خطبة الجمعة أن نتائج الانتخابات في فلسطين المحتلة جاءت لتعطي دليلا إضافيا على أن اليهود اختاروا مجددا السير في خط المواجهة مع العرب، والعمل أكثر لمحاصرة الشعب الفلسطيني في أرضه وإنسانه واقتصاده".
وحذرالسيد فضل الله من" أن العدو سيبدأ جولة جديدة من جولات الضغط على الفلسطينيين، لتشتيت مطالبهم وتمييع قضاياهم، وقتل طموحاتهم في الوقت الضائع، ليكون الخيار الأخير أمامهم هو الحكم الذاتي الذي يراد له أن يحفظ أمن الكيان العبري."

السيد فضل الله رأى "أننا في لبنان بدأنا نسمع أصواتا تخرج القيادات الدينية الرسمية في بعض رموزها من دائرة المرجعية العامة إلى المسارات الضيقة والخاصة، وتبرزهم كشخصيات يضيق صدرها عن الانفتاح على الجميع، الأمر الذي يؤكد ما كنا نخشى منه من أن الشخصيات الدينية سقطت ـ بدورها ـ في دوامة الانتماء الوظيفي لهذه الفئة أو تلك، وكفت عن أن تكون عنصر مصالحة ومواءمة بين الأطراف".

واستشعرالسيد فضل الله الخطر من خلال "استخدام لغة سياسية تستحضر العصبيات كمدخل للانتخابات، واستعدادات متواصلة للتلويح بالمال السياسي لتكريس الزعامات، ولاستغلال الوضع الاقتصادي للناس الغارقين في مشاكلهم المعيشية، وذلك في ظل حديث متصاعد عن استعداد هذه الدولة للدفع أكثر، وذاك المحور للسير قدما في خط شراء الأصوات، وإثارة كل عناصر المذهبية والطائفية والشخصانية بما يجعل المواطن رهينة للغرائز والعصبيات، وعبدا للمال".

كما رأى ان " الحرية السياسية التي لا بد أن تبرز على حقيقتها، وفي موقعها، تتمثل في أن ينطلق المواطن لتأكيد موقفه السياسي، وإبراز رأيه الانتخابي، بعيدا عن الضغوط المالية أو العصبية والسياسية هنا وهناك".


ودعا السيد فضل الله العرب إلى الخروج من الحلف غير المقدس الذي لا يزال يتنكر للمقاومة بكل فصائلها، وندعو السلطة الفلسطينية إلى العودة إلى كنف شعبها بدلا من الارتماء في أحضان المحاور الدولية والعربية التي لا تضمر الخير للقضية الفلسطينية، وخصوصا أن ما يسمى السلام بات وراء الجميع، وأن صورة الدمار في غزة يراد لها أن تطغى على الواقع الفلسطيني كله، وعلى المشهد السياسي العربي بكامله، لأن شعار العدو الذي يردده المسؤولون الصهاينة هو أن قوة جيشهم هي التي تفرض السلام على العرب وليس أي شيء آخر، ولا ندري متى يراهن العرب على سلام تصنعه القوة العربية والإسلامية الذاتية، بدلا من الرهان على سلام الذل والهوان الذي يصنع لهم في دوائر الاستكبار العالمي والصهيوني.وليس بعيدا من ذلك، ما نلتقي به في هذه الأيام من دراسات قامت بها مراكز بحوث إسرائيلية أظهرت أن ضعف العالم العربي سيمنح الكيان الصهيوني إنجازا كبيرا، وسيوسع إمكاناته للعب في الحلبة الدولية، وحذرت هذه الدراسات من أن إعادة توحيد العالم العربي ستكون "لمصلحة المعسكر الراديكالي"، في دلالة جديدة على أن المطلوب إسرائيليا من أجل تحقيق المصالح اليهودية هو إضعاف القدرة العربية السياسية والاقتصادية والأمنية، وإثارة الانقسامات بين الدول العربية بما يكرس واقع الشقاق وسياسة المحاور داخل الساحة العربية. ومن هنا، فإننا نتساءل عن حراس هذه الانقسامات، وعن الجنود المجندة التي تعمل لحساب العدو فيما توحي بأنها الأكثر إخلاصا للقضية العربية، في الوقت الذي تخطط لإعطاء إسرائيل في السلم ما لم تحصل عليه في الحرب".


وقال:"لعل ما يبعث على الأسى مجددا ما قررته الجامعة العربية، من خلال أمينها العام، من اجتماعات دعت إلى انعقادها في الشهر القادم لدراسة التطورات والمتغيرات السياسية في أعقاب نتائج الانتخابات الأميركية والإسرائيلية، ربما للتأكيد أن العرب يأتون متأخرين دائما، أو للرجوع مجددا إلى سياسة البيانات المتأرجحة التي تخشى سحب المبادرة العربية، بعدما سحبت إسرائيل البساط من تحت أقدام الجامعة ودولها وقادتها.إن على العرب، بمن فيهم الجامعة العربية التي انهارت تماما أمام تجربة العدوان على غزة، وكانت قد سقطت في تجارب سابقة، أن يفهموا أنهم باتوا أمام مرحلة صعبة وخطيرة تتهدد أدوارهم ومصيرهم وربما وجودهم، الأمر الذي يفرض عليهم الإعداد لإستراتيجية البقاء إذا كانوا قد عزفوا تماما عن إستراتيجية صنع القوة للحاق بركب الأمم والشعوب التي تجاورهم على الأقل".

13-شباط-2009
استبيان