وكالة أخبار الشرق الجديد 6/2/2009
رد وزير الشباب والرياضة طلال ارسلان في مؤتمر صحافي على النائب وليد جنبلاط، قائلاً:
" يهمني بعد الإطلاع على ما ورد في المقابلة التلفزيونية يوم أمس للنائب وليد جنبلاط، أن أضع بين أيديكم وأمام الرأي العام اللبناني التوضيحات والمواقف التالية ، خصوصا أن وليد بك يبدو يحب الحوار عبر الإعلام :
1- أنا أشارك وليد بك القناعة بانتماء كل منا إلى موقعين وخيارين سياسيين متقابلين، خصوصا في موقع لبنان الإقليمي، وهذا كان ولا يزال قناعة دائمة عندي وعنوان تأكيد مستمر من جانبي في كل اللقاءات التي جمعتني مع النائب جنبلاط، لكن المفجع والمحزن هو ما سمعته من وليد بك، لجهة اعتبار مقاطعة شرائح سياسية ذات وزن في المجتمع اللبناني من حلفائه في 14 آذار للتحركات التضامنية مع أهلنا في غزة الذبيحة ، بمثابة الإنجاز الذي يسهم في خلق التوازن بوجه سوريا والمقاومة، وتسمية ذلك بالضمانة لحماية السيادة والاستقلال، متجاهلا أن حماية لبنان تتوقف أساسا على منع إسرائيل من التفكير بالعدوان مجددا على وطننا، الذي قال الإسرائيليون علنا أنه الحلقة التالية لعدوانهم إذا نجحوا في كسر المقاومة في غزة، وبديهيات الأمور تقول أن أفضل حماية للبنان واستقلاله تتجسد بالدفاع عن صمود غزة من جهة ،وتماسك اللبنانيين وراء مقاومتهم من جهة ثانية، وتظهير أعلى علامات وحدتهم بوجه العدو ثالثا، بدلا من تطمينه إلى تمنع بعض اللبنانيين عن التضامن مع غزة أو ترددهم في دعم المقاومة أو تقديم نموذج للانقسام الداخلي يغري بالعدوان، وبهذه المناسبة نتوجه بالتحية لكل الذين خرجوا إلى الساحات متضامنين في الجبل وبيروت والضاحية والجنوب والبقاع والشمال .
2- من ذات موقع الحرص الذي أبداه النائب جنبلاط على التمييز والفصل بين الخلاف السياسي الكبير بيننا من جهة، وتعاوننا للتهدئة في الجبل من جهة أخرى ، كانت مبادرتي إثر أحداث السابع من أيار و لن أتردد في القيام بكل ما يمكن لحماية أمن أهلي في الجبل ،وكما كنت أقول لوليد بك لا أنت ستصبح في 8 آذار ولا أنا حابب روح على 14 آذار، لكن ما ورد على لسان النائب جنبلاط تجاه الملف الانتخابي يثير القلق، خصوصا لجهة الإساءة لمقاربتي للملف الانتخابي وتنافي ذلك مع موجبات اللياقة التي تقتضيها العلاقة بيننا، وهي لياقة حرصت وأحرص عليها في أحلك الظروف منذ اتصالي بوليد بك في 9 أيار في منزله بكليمنصو أثناء أحداث بيروت ، خصوصا أن ما فهم من كلام وليد بك أنني طرحت الأمر من زاوية طلب هبة من النائب جنبلاط عنوانها إعطائي مقعدا نيابيا في عالية، وبصورة بدت كأنها ثمنا أطلبه لموقفي في 11 أيار الذي أعتبره واجبا أفتخر به ولا أنتظر عليه جزاء ولا شكورا، وهذا مؤسف من جهة ومجاف للحقيقة من جهة أخرى ، فطلال إرسلان لا يستجدي مقعدا نيابيا ولا ينتظر ثمنا لوقفته مع أمن أهله في الجبل، وطلال إرسلان لم يفعل ذلك في الماضي ولن يفعله اليوم ولا في المستقبل ، لأن الكرامة التي تجري في عروقنا وثقتنا بأهلنا وحدهما يحددان لنا السياسات والمواقف، وعندما قاربت الملف الانتخابي مع النائب جنبلاط فعلت ذلك في مناقشة بند متفق عليه في جدول أعمال مكتوب عنوانه البحث في آلية للحفاظ على التهدئة على أبواب الانتخابات النيابية ، وتحدثت في هذا البند من زاوية تأكيد الحرص على حماية مناخ التهدئة في ظل السخونة المتوقعة للمعركة الانتخابية، بين فريقي الثامن والرابع عشر من آذار تحت شعارات سياسية لا يبدو أنها ستسمح بخطاب انتخابي بارد، يقتصر على شرح المفاهيم والبرامج، بل كما ورد في كلام النائب جنبلاط ستخاض من جانب فريقه تحت شعار اعتبار الخصوم الانتخابيين وفي مقدمتهم نحن وحلفاؤنا خطرا على السيادة والاستقلال لعلاقتنا التي نفاخر بها مع سوريا الأسد والمقاومة وسلاحها،مقابل تقديم الحلفاء الخارجيين لفريق النائب جنبلاط كضمانات لهذا الاستقلال، بينما نراهم نحن وحلفاؤنا امتدادا لمشروع يريد أخذ لبنان رهينة لمقايضات خارجية لا تمت بالمصالح الوطنية للبنان واللبنانيين ، وما سيرتبه ذلك الشحن الانتخابي، من جعل اللقاءات السياسية نوعا من الكوميديا السياسية غير المبررة، وبالتالي بعدما أبلغت النائب جنبلاط جوابا على سؤاله، بأن المعارضة ستخوض الانتخابات في قضاء عالية بلائحة موحدة كما في سائر المناطق، وأنه ليس واردا لديها تبادل مقاعد مع النائب جنبلاط وحلفائه في بعبدا أو سواها، اقترحت وقف وتعليق اللقاءات السياسية لما بعد الانتخابات ومصارحة أبناء الجبل بالسعي لجعل الانتخابات تنافسا ديمقراطيا ما أمكن، وتشكيل أطر تنسيق أمنية مع الأجهزة الأمنية الشرعية لمنع التوترات التي ستنجم عن هذه المعركة الحامية الوطيس، خصوصا عندما يكون التنافس على مواقع تضم كلا من الزعيمين ، ومن ضرورات الأمانة لا بد من ذكر إصرار النائب جنبلاط على مواصلة التعاون والحوار لتفادي هذا الاحتمال، طالبا مهلة للتفكير و تقديم الجواب الذي لا يزال ينتظر منذ شهر ونيف، لنسمع النائب جنبلاط يتحدث عن تفكيره بمقايضة جديدة على مقعد عالية وتقديمه بصورة لا تتناسب مع الحرص المتوقع من النائب جنبلاط على لغة التخاطب بيننا ومكانة عائلة الأمير مجيد إرسلان ودورها التاريخي، بغض النظر عن الحسابات المتباينة للنتائج المتوقعة للانتخابات النيابية المقبلة في عالية والجبل .
3- فيما يتعلق بالحديث عن تفاهم حول المقاعد الوزارية في مرحلة ما بعد الانتخابات، ووجود تفاهم على هذا الملف تم بيننا كما قال وليد بك، يهمني أن أؤكد أن البحث لم يتطرق إلى هذا الأمر، إلا من زاوية تمرير النائب جنبلاط إشارة لتمسكه بتمثيلي في الحكومات المقبلة، وهو تمثيل يعرف اللبنانيون والنائب جنبلاط أنه جاء من حصة المعارضة، وكشفت شروحات نواب الحزب التقدمي الاشتراكي الهدف من هذا الطرح، وهو تبرير الذهاب إلى معركة انتخابية بشعارات سياسية تصعيدية تتحمل مسؤولية التوتر في قضاء عالية، والقول بأن للانتخابات النيابية ظروف خاصة تمنع تجنيب الجبل مواجهة قاسية بين مناصري كل منا، وتقديم الوصفة الوزارية لامتصاص التساؤلات الشعبية، بداعي أن الحرص على العلاقة مع الوزير إرسلان معياره الوزارة ، وهذه وصفة مردودة لأنها منتهية الصلاحية .
4- أنا مصمم على مصارحة أهلي في الجبل من موقع الحرص على التهدئه وأمن المواطنين، وهذا ما حدا بي إلى تحمل ما لا يحتمل منذ أحداث أيار، ولكن دائما على خلفية النظر للانتخابات النيابية المقبلة كمحطة هامة في ترسيخ الاستقرار وحماية الثوابت، وهذا الواجب يتساوى الفرقاء في تحمل مسؤولية الحفاظ عليه، كي لا يتحول سعي فريق لحماية ما يسميه ثوابته حقا بتعريض الاستقرار للخطر وتحميل الفريق الآخر مسؤولية لا يتحملها، عندما يصبح مرادف الاستقرار إلغاء الآخرين، وما قلته وأكرره لا يتحمل مسؤولية التوتر من يتمسك بحقه الديمقراطي الطبيعي في خوض المنافسة الانتخابية ،بل من يجعل عنوان المعركة تخوين الآخرين وحلفائهم ، المشكلة أن النائب جنبلاط في حديثه أمس عن التبعات الإقليمية والدولية للانتخابات، أفهمنا أن هناك قرارا خارجيا بتدفيع أبناء الجبل ثمن معارك يسمح لغيرهم بتفاديها، لأنه يبدو أنه بالنسبة لهذا القرار الخارجي هناك أبنا ست وأبناء جارية ، أنا وحلفائي سنخوض الانتخابات بلوائح موحدة في قضاء عالية،داعين إلى منافسة انتخابية شريفة تمنع التوتر الذي لا نريده، طالما أن المعادلة الوحيدة التي فهمناها من كلام النائب جنبلاط يوم أمس هي أن فهمه لحرصنا على الاستقرار يجب أن يترجم بتسليمه حصرية التمثيل في الجبل وإلغاء الانتخابات وبالتالي إلغاء ما ومن نمثل ، وهذا عود على بدء لسياسة كنا ننتظر أن يكون من مارسها قد أخذ العبر وأدرك أننا لسنا من يرضخ لمشاريع الإلغاء ،ويعلم النائب جنبلاط أننا واجهنا مشروع الإلغاء في ظروف أصعب وأعقد، يوم كان رموز الفساد اللبناني وحلفائهم ممن لفظتهم سوريا ويتحملون مسؤولية الإساءة للعلاقة بين البلدين الشقيقين، وراء مشاريع التهميش والإلغاء ، ولم ينجحوا في منعي من خوض معركة تثبيت الموقع الذي يمثله دار خلدة في تاريخ الجبل والدروز ولبنان والعرب.
5- يهمني أن يعرف أهلنا في الجبل وأن يعرف اللبنانيون أننا نتصرف كما تتصرف أم الصبي، وهذا معناه الاستعداد للتضحية وليس البحث عن المكاسب، وأننا بذلنا وسنبذل التضحيات ليبقى أمن الجبل فوق كل اعتبار، وهذا معنى المسؤولية التي نتحملها منذ القرار المشؤوم باستهداف المقاومة في الخامس من أيار وتداعياته على الجبل، ووقفتنا في 11 أيار التي وفقنا الله بجعلها محطة للمصالحة، والفصل بين مشروعية الخلاف السياسي وحق الناس بحفظ أمنها وتجنبيها كل خطر وتوتر ، ونظرتنا للانتخابات النيابية هي امتداد لهذا الفهم واستمرار في هذا السلوك، آملين ألا يفهم الحرص الذي نبديه وروح المسؤولية التي تحكمنا، تشجيعا للآخرين لتكرار مغامرات الخامس من أيار، وتوريط الجبل بجعل الانتخابات النيابية ساحة فواتير خارجية يراد للجبل أن يدفعها لحسابات لا علاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد ، شعارنا لنذهب إلى الانتخابات بروحية 11 أيار وليس بذهنية 5 أيار، اللهم أشهد أني قد بلغت.