اكد آية الله السيد محمد حسين فضل الله خلال خطبة أن السياسة اللبنانية ـ في كثير من نماذجها ـ ابتعدت عن الجانب الأخلاقي، وأضحت القيم الأخلاقية مستبعدة من الحركة السياسية وحتى من التعبيرات السياسية، مشيرا الى دخول ملف التنصت، بمستوره ومفضوحه، على الخط بما يمقته الناس الذين استذكر بعضهم الحقبة الماضية التي كان الزوج يتكلم بحذر شديد حين يتحدث مع زوجته، أو التاجر مع شركائه، والمواطن مع أقرانه، بما يمثل تجسيدا لديكتاتورية الملاحقة والقمع، بعيدا عن الذرائع الأمنية التي يتحدث المسؤولون عنها.
واستغرب السيد فضل الله "مواصلة المسؤولين والسياسيين لسجالاتهم الداخلية بهذه الطريقة الاستعراضية، فيما يستعرض العدو عند الحدود مع فلسطين المحتلة ويبعث ـ عبر وزير حربه ـ بالمزيد من التهديدات، ويتحدث بلغة الحرب إذا امتلكت المقاومة صواريخ أرض جو التي قد تهدد حركته العدوانية اليومية فوق الأراضي اللبنانية.
من جهة ثانية اعتبر سماحته ان الحرب الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني تتواصل باشكال جديدة واساليب مختلفة مشفوعة بتغطية سياسية واعلامية غربية وبضغوط عربية تستهدف الدفع بالفلسطينيين الى الفخ الاسرائيلي والى التسليم بالشروط الاسرائيلية التي توفر المناخ السياسي الملائم للانتخابات الصهيونية، بعدما حاولت آلة الحرب طوال ما يزيد على ثلاثة أسابيع أن تمهد الطريق الأمني لذلك دونما جدوى.
آية الله فضل الله شدد على "إن ما يحدث في المنطقة في هذه الأيام يمثل الترددات للزلزال الذي أحدثته غزة عربيا وإسلاميا، وحتى دوليا، على الرغم من قسوة الحرب ووحشيتها، ومن حجم التواطؤ الذي استهدف الشعب الفلسطيني".
كما اعتبر أن العرب على مستوى الكثير من الأنظمة، لا يخلصون للقضية الفلسطينية، ولا يعملون لتوحيد الفلسطينيين من خلال حوار هادئ وبناء، بل يتطلعون إلى تأمين صدقية وأهمية لمحور هنا ولشخصيات سياسية هناك، وهي التي وجدت نفسها محرجة أمام هول ما حدث في غزة.
وتطرق السيد فضل الله الى المسألة العراقية، وقال:" نطلَّ على انتخابات مجالس المحافظات، والتي برزت فيها مشاركة مختلف ألوان الطيف السياسي والعرقي والديني في العراق، بما يؤسس لمرحلة من المشاركة السياسية المتوازنة على مستوى السلطة، وبما يطلِّ على آفاق سياسية للوحدة الداخلية لم تكن متوافرة بهذا المستوى من قبل.ودعا الشعب العراقي أن يستفيد من هذه التجربة، لتكون منطلقا له في تعزيز وحدته الداخلية.