وكالات 5/2/2009
أقدمت بحرية العدو الصهيوني على احتجاز باخرة "الأخوة اللبنانية" التي انطلقت من الشواطئ اللبنانية باتجاه غزة، وهي محملة بالمساعدات الانسانية والطبية، وعلى متنها مجموعة من الاعلاميين. وعمدت زوارق الاحتلال إلى إطلاق النار على الباخرة ومن ثم اقتحامها وتفتيشها ومن ثم اقتيادها إلى ميناء أسدود الإسرائيلي جنوب فلسطين المحتلة.
واعلن وزير حرب العدو ايهود باراك، في حديث للاذاعة الاسرائيلية انه "قبل وقت قصير حاول مركب صغير انطلق من ميناء طرابلس (اللبناني) وعلى متنه صحافيون ومعدات مختلفة تنتهك الحظر البحري الذي فرضناه دخول مياه غزة". واضاف "للوهلة الاولى ادرك الطاقم اننا نمننعه من التوجه الى غزة فاتجه الى العريش (مصر). ومن هناك في المياه الاقليمية المصرية حاول مجددا التسلل الى مياه غزة وعندها اعترضته البحرية الاسرائيلية وهي تقتاده حاليا الى ميناء اشدود".
وسبق ذلك مداهمة جيش الاحتلال الاسرائيلي للسفينة، وخلال وجودها قبالة القطاع اطلقت النيران باتجاهها كما افاد مسؤول اللجنة الاهلية اللبنانية التي ارسلت السفينة. وقال منسق لجنة "المبادرة الوطنية لكسر الحصار عن غزة" معن بشور "تبلغنا من الموجودين على السفينة انهم وصلوا الى المياه الاقليمية الفلسطينية قبالة شواطىء غزة حيث اعترضتهم زوارق حربية اسرائيلية وداهم عناصرها سفينتهم بعد اطلاق النار عليها. بعد ذلك انقطع اتصالنا بهم".
ونقلت قناة الجزيرة الفضائية عن مراسلتها "سلام خضر"، وهي على متن الباخرة قولها ان البحرية الاسرائيلية فتحت النار باتجاه الباخرة. وأضافت أن "جنودا اسرائيليين اقتحموا باخرة "الاخوة اللبنانية" التي تحمل معونات طبية واعتدوا على ركابها بعد ان دخلت الاخيرة المياه الفلسطينية قبالة غزة".
وأضافت خضر التي ترافق من كانوا على السفينة التي انطلقت من ميناء طرابلس اللبناني "ثلاثة جنود اسرائيليين تسلقوا ظهر السفينة وصوبوا أسلحتهم على الموجودين بالسفينة". وقالت في اتصال هاتفي بصوت مذعور قبل ان يقطع الاتصال "انهم يضربون من في السفينة.. يضربوننا ويركلوننا".
وزعم متحدث باسم جيش الاحتلال "عدم اطلاق نار للسيطرة على السفينة"، على الرغم من أن النقل المباشر لعدد من وسائل الاعلام التي أوفدت مراسلين لها على متن السفينة نقل بكل وضوح أصوات طلقات نارية كثيفة. وقال المتحدث الاسرائيلي: "دخلت (السفينة) المياه الاقليمية لغزة بطريقة مريبة، لا تطبق الاجراءات البحرية العادية مما أثار شكوكا من أنها ربما تهرب شيئا ما أو تهدد الامن الاسرائيلي". على حد زعمه.
سليمان
وقد تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، تطورات الوضع على سفينة "الاخوة اللبنانية" وأجرى لهذه الغاية، سلسلة اتصالات ابرزها برئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ والمعنيين.
وندد الرئيس سليمان بما قام به جنود العدو الاسرائيلي من اعتداء على ركاب السفينة، معتبرا ان ذلك يشير، مرة جديدة، الى نمط التعاطي الاسرائيلي حتى مع المواضيع الانسانية، بغض النظر عن هوية القائمين بهذا العمل. وحمل "اسرائيل" المسؤولية الكاملة عن سلامة الركاب وكرامتهم. واكد في المناسبة، ضرورة رفع الحصار عن غزة، وفقا لقرارات الامم المتحدة ذات الصلة وانفاذا للقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الانسان.
بري
وأثار رئيس مجلس النواب نبيه بري مع السفيرة الاميركية في بيروت ميشيل سيسون، خلال استقباله لها قبل ظهر اليوم في عين التينة، موضوع باخرة "الاخوة اللبنانية"، وطلب من الولايات المتحدة الاميركية الضغط على "اسرائيل" لإخلاء سبيل الباخرة فورا مع طاقمها وركابها، محملا الادارة الاميركية مسؤولية سلامتهم، ومشددا على "وجوب وضع حد لهذه الممارسات الاسرائيلية التي تتناقض مع كل الاعراف والقوانين الدولية".
واتصل الرئيس بري بوزير الخارجية فوزي صلوخ وطلب منه متابعة قضية الباخرة واثارتها مع المحافل والجهات الدولية. وأبلغه وزير الخارجية بانه اجرى سلسلة اتصالات لهذه الغاية مع سفراء الدول الكبرى الخمس والامم المتحدة. كما اتصل بالمنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، وأثار معه هذه القضية مدينا بشدة الممارسات الاسرائيلية والقرصنة التي قامت بها باختطافها للباخرة اللبنانية.
وكان الرئيس بري تلقى، صباح اليوم، اتصالا هاتفيا من المطران هلاريان كبوجي والمحامي هاني سليمان من باخرة "الاخوة اللبنانية"، أطلعاه خلاله على وضع السفينة وركابها قبالة غزة، وأبلغاه تعرض السفينة وطاقمها وركابها للاعتداء من قبل جنود العدو الاسرائيلي الذين دهموها.
وأدلى الرئيس بري بتصريح قال فيه: "ليس غريبا ان تمارس اسرائيل القرصنة وتخطف سفينة "الاخوة اللبنانية" الى ميناء اشدود المغتصب، فالقرصنة كما الخطف كما المجازر والقتل والتدمير هي صفات ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل. اننا على يقين ان ارادة التضامن مع غزة ستنتصر على الحصار، ولن يتمكن الجلاد الاسرائيلي من شطب الشعب الفلسطيني وامانيه".
السنيورة
وأجرى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ظهراً، اتصالات هاتفية بالجهات الاميركية المختصة وابلغهم استنكار لبنان ورفضه لاقدام "اسرائيل" على احتجاز باخرة "الاخوة اللبنانية" وركابها. وطالب بالضغط على "اسرائيل" للافراج عنهم، وتأمين وصول المساعدات الانسانية الى قطاع غزة، محملا "اسرائيل" مسؤولية سلامة الركاب والباخرة.
وكانت السفينة غادرت بعيد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء مرفأ طرابلس شمالي لبنان متوجهة الى غزة عن طريق لارنكا. في بادرة تضامن لكسر الحصار الاسرائيلي على غزة. وتنقل السفينة اطنانا من المواد الطبية والادوية والمواد الغذائية والملابس والالعاب ومواد التنظيف ووحدات دم وفرش مقدمة من هيئات وجمعيات من المجتمع المدني فلسطينية ولبنانية.
كما يوجد على متن الباخرة مطران القدس السابق لطائفة الروم الكاثوليك هيلاريون كبوجي الذي غادر القدس في نهاية السبعينات بعدما امضى حوالي اربع سنوات في السجون الاسرائيلية بتهمة دعم منظمة التحرير الفلسطينية. كما يشارك في الرحلة اربعة صحافيين.