أثناء انتظاره في مطار باريس، لفت انتباه الزميل حسن مقلد رئيس تحرير مجلة «الاقتصاد والإعمار» وجود رجل يعرفه كما يعرفه الجمهور اللبناني، فاقترب منه وسأله بالعربية: «ألست أنطوان لحد»؟
فأجاب الرجل بالفرنسية نافياً، وأشاح بوجهه مبتعداً. لكن مقلد، الذي تأكد من هويته، لحق به وتناوله بكلام قاسٍ يليق بكبار عملاء إسرائيل في لبنان، وارتفع صوت مقلد وهو يذكّر لحد بجرائمه بحقّ المدنيين في لبنان وخيانته لبلده، ما أثار البلبلة، فاقترب رجلان من الشرطة الفرنسية ليفصلا بين مقلد ولحد قبل أن يُصار إلى إبعاد الأخير نحو غرفة مجاورة.
لكنه خرج بعد وقت قصير وحاول اللحاق بمقلد متحدثاً اليه بالعربية هذه المرة محاولاً «شرح وجهة نظره»، فيما كان رجال الشرطة يلفتون انتباه الزميل إلى أنه كان في وسعهم توقيفه، علماً بأن ضابط الشرطة نفى في البداية أن يكون لحد هو الشخص الذي تحدث معه مقلد، لكن إقرار الأخير بهويته أربك رجال الشرطة الذين دعوا مقلد للتوجه نحو الطائرة التي تقله إلى بيروت، فيما اختفى لحد الذي يفترض أن يكون ممنوعاً من زيارة باريس منذ أيار عام 2000 باعتباره «مجرم حرب» إلا إذا كان يدخل فرنسا بجواز سفر إسرائيلي مزور.
علماً بأن مقلد لفت رجال الشرطة إلى هذا الأمر وأنه سيكون صعباً على الحكومة الفرنسية تبرير استقبال القائد السابق لجيش لبنان الجنوبي.
يشار إلى أن عائلة لحد تعيش في فرنسا ورفضت الالتحاق به للإقامة الدائمة في إسرائيل حيث يدير متجراً صغيراً ويحصل على راتب تقاعدي من وزارة حرب العدو إلى جانب العشرات من ضباط ميليشياته.
وكان قد تعرض لمحاولة اغتيال نفذتها المقاومة سهى بشارة التي احتجزت عشر سنين في معتقل الخيام قبل أن يُطلق سراحها بجهد بذله الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك والرئيس الشهيد رفيق الحريري.