ورأى سماحته ان "اسرائيل" لم تعد القوة التي لا تقهر ولم تعد كيانا يفرض نفسه. أضاف ان "الزمن الذي نستجدي فيه عبثا تحرير ارضنا وخياراتنا قد ولى ولم تعد تنطلي علينا لعبة مجلس الامن الذي يعوض على الصهاينة خسارتهم بقراراته الجائرة فالمقاومة يقظة ولن تفرط برصيد التضحيات وامانة الاجيال وستبقى على قوتها وجهوزيتها لمواجهة الاخطار والتهديدات الاسرائيلية.
وقد تحدث اية الله السيد محمد حسين فضل الله في افتتاح المؤتمر حيث حذر من التصفيق للرئيس الأميركي الجديد واكد انه لا يكفي أن تكون للرجل أصوله وجذوره الشرقية حتى يصبح مخلصا لقضايانا وهو الذي أرسل دعمه لإسرائيل فور تسلمه مقاليد الحكم. وراى ان مشكلتنا أننا كعرب نطرب للكلمات ونتخدر بها أما إسرائيل فلا تطلب إلا المواقف ولا ترضى بغير التأييد مشفوعا بالحركة الميدانية.
وحول عاشوراء دعا سماحته الى ضرورة أن ننطلق في عاشوراء من القيم الروحية والحركية المنفتحة على الحق لتؤكد فعلها التغييري لا أن تبقى مجرد حركة تعيش المأساة في أطرافها وداخلها بل لتكون حركة لها عينان منفتحتان على الأمة والعالم كله.
وأصدر المؤتمر توصيات دعت الى إعادة البحث في النصوص والمصادر التي تعتمد الرواية العاشورائية والعمل على توثيق هذه النصوص والمصادر توثيقا علميا يجنب النص من الزيادات غير المفيدة يحصنه من التلاعب والعبث المضر بالذكرى وصاحبها. ودعت الى دراسة كل الإضافات في السيرة لتنقيتها من المسيء لمضمونها وأهدافها، كما الى المبادرة الى الإستفادة من كل وسائل التعبير التي أنتجها الإبداع الإنساني لتظهر وجها جديدا من وجوه عاشوراء يطلقها في مساحات وأمداء جديدة خاصة من خلال المسرح والسينما والرواية والفن النظيف وغير ذلك. كما دعت التوصيات المرجعيات الدينية والجهات المعنية إلى الاشراف على إعداد قراء مجالس العزاء في شكل علمي وليكونوا على مستوى الثورة الحسينية وبطلها وأهدافها وممارسة الرقابة الصارمة على قراء العزاء، ووضع الحدود التي تؤكد الحقائق التاريخية والشعائرية والعقائدية التي تظهر الثورة الحسينية على حقيقتها لأنها حصلت مع إمام لكل المسلمين. كما اكد المؤتمر على الإبتعاد عن جعل هذه الذكرى ذات بعد ثأري وجعلها مناسبة إسلامية وإنسانية عامة.