كشفت صحيفة "الديار" أن اللقاء بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط، مؤجل الى فترة غير محددة، بسبب التباعد السياسي والتناقض الاستراتيجي بين الحزبين حول مسائل أساسية، وبقيت الاجتماعات بينهما في اطار التهدئة، وهذا ما خرج به الاجتماع الاخير، الذي عقد في دارة الوزير طلال ارسلان في خلده، وحضره للمرة الاولى جنبلاط عن الاشتراكي ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عن حزب الله.
وفي هذا الاجتماع، كشفت "الديار" ان جنبلاط ابلغ الحاضرين ما كان وذكره، قبل أكثر من سنتين، اثر العدوان الاسرائيلي في تموز، وصمود المقاومة وانتصارها، وهزيمة الجيش الاسرائيلي، بأن مشروعكم في لبنان والمنطقة قد ربح، وخسر مشروعنا، مؤكدا انتصار المقاومة في فلسطين، وتحديدا في غزة، هو انتصار جديد يسجل للمقاومة في لبنان وسوريا وايران.
وبالرغم من تأكيد رئيس "اللقاء الديمقراطي" انتصار المقاومة، الا انه قال للحاضرين وتحديدا لوفد حزب الله في خلده، ان الخلاف بيننا وبينكم ما زال قائما حول نقطتين، الاولى: آلية عمل المقاومة وعدم انخراطها في الدولة، وإبقاء قرار الحرب والسلم بيدها، والنقطة الثانية هي العلاقة مع حليفكم سوريا، التي لن اعود للعلاقة معها، ولن افتح خطوطا معها، ولن ازورها، وان صدقيتي في "الدق"، ولن "اخون حلفائي".
وتوجه جنبلاط الى ارسلان بالقول: "اعرف يا مير، انني خسرت ومشروعي لم يربح ورهاني السياسي على اميركا والغرب فشل، وهو ما ذكرته لك في جلسة سابقة، لكنني لن اغير من قناعاتي، ولن ابدل موقفي من سوريا، ولكنني على استعداد ومن الممكن ان اغير في لهجة خطابي فقط تجاه سوريا، وهذا ما اكدته لك في مرة سابقة والتزمت به الى حين".
وحاول ارسلان التخفيف من الكلام الحاد لجنبلاط، والسعي الى اجتذابه، وتوجه إليه قائلا: "كنت مع سوريا يا وليد بك وستبقى معها"، فأجابه جنبلاط بالقول: "أنه من غير الممكن أن تعود هذه العلاقة، نعم كانت علاقاتي مع الرئيس حافظ الاسد وعبد الحليم خدام وحكمت الشهابي وغازي كنعان، ولم تكن مع الرئيس بشار الاسد، الذي توترت العلاقة معه"، وقد ذكر جنبلاط ان العماد الشهابي نصحه عندما التقاه في الولايات المتحدة، بأن لا يتحدث مع المسؤولين الاميركيين عن تغيير النظام في سوريا، لكنه لم يعمل بنصيحته، وبحث الامر مع الادارة الاميركية، ولاسيما مع وزيرة الخارجية كونداليزا رايس، التي أبلغته أننا لا نعمل لتغيير النظام بل سلوكه، عندها ادرك ان مشروعه خسر، وزاد من خسارته مع صمود المقاومة في لبنان وفلسطين فنجح المحور السوري - الايراني، وهو نجاح للمعارضة في لبنان، ومع ذلك، لن أغير مواقفي، ولن أعيد علاقاتي مع سوريا.
وغمز جنبلاط من قرار المقاومة، واشار الى انه غير مستقل، وتوظفها لمصالح اقليمية، فقاطعه النائب رعد مؤكدا ان قرار المقاومة حر ومستقل، ولا تعمل للخارج، بل لها اصدقاء يدعمونها في مواجهة العدو الاسرائيلي.
وسعى النائب رعد، الى ان يصل في الحوار مع جنبلاط الى نقاط سياسية مشتركة، وتمنى عليه ذلك، لكن الاخير اصر على وجود خلاف سياسي، تمنى ان ينظم ويبقى في الاطار الديمقراطي والسياسي، وتجنب الصدامات، على ان تبقى لجان التهدئة تقوم بواجباتها، وان تستمر اللقاءات لهذه الغاية، وان البحث في المسائل السياسية لا سيما الاستراتيجية الدفاعية، تبحث على طاولة الحوار في القصر الجمهوري.
ورأى جنبلاط، ان المصالحة في الكويت بين بعض القادة العرب، لا سيما الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد، لم تستمر اكثر من ربع ساعة وفرطت، فرد عليه احد اعضاء وفد حزب الله محمود قماطي، بالاشارة الى ان السوريين مرتاحون لسير الامور، ولما حصل في الكويت، فرد جنبلاط بنوع من الامتعاض لست ادري.
وانتهى الاجتماع الى استمرار الخلاف السياسي، بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي، وتم
الاتفاق على بقاء التهدئة والتنسيق بين اللجان المشتركة، برعاية الحزب الديمقراطي اللبناني، الذي يقوم بدور المنسق بين الفريقين