ورأى الحص في جديث إذاعي "أن إسرائيل وبعد الهزيمتين اللتين منيت بهما في لبنان وغزة، لن تتجرأ على شن حرب جديدة على أي بلد عربي لكن هذا لا يعني ان الشعب الفلسطيني سواء في غزة أوالضفة أو حتى في داخل أراضي 1948 سيسلم من اعتداءاتها ومضايقاتها، وبالتالي فإنها في مثل هذه الحال لا تواجه إلا بالمقاومة. فالمقاومة هي السبيل لمواجهة إسرائيل، وهذا هو الدرس المستخلص من العدوان على لبنان أولا ثم غزة".
وعن أي تغيير محتمل في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية مع بداية عهد الرئيس باراك أوباما، قال: "لم أر مؤشرات من الرئيس أوباما حول تغير جذري في السياسة الأميركية تجاه القضايا العربية، لذا لا يمكنني أن أتوقع شيئا في هذا الصدد، لكنني أتمنى ذلك لا سيما وانه لم يظهر أي موقف يدل على عكس ذلك أيضا". وإذ لفت إلى "عدم صدور أي موقف عن أوباما تجاه العدوان على غزة"، قال: "اننا لم نقطع الأمل من الرئيس أوباما ونتمنى ان يسلك الطريق الصحيح والعادل في ما يتعلق بحل الصراع العربي - الإسرائيلي".
وأشار الحص الى "أن القمة العربية التي عقدت في الدوحة وبرغم التأخر في انعقادها إلا انها لم تكن عبثية، فهي قد حددت سقفا لم تستطع قمة الكويت تجاهله". ووصف المصالحة العربية في الكويت ب"الجيدة والمشجعة، ولا شك انه سيكون لها وقع طيب على العلاقات العربية في المستقبل".
وإذ أبدى اعتراضه على المبادرة العربية المطروحة للسلام واصفا إياها ب"التسوية"، أيد "الموقف المطالب بسحب المبادرة العربية من التداول"، وقال: "ان البدائل لهذه المبادرة ليست مطلوبة من العرب وحدهم فإسرائيل ايضا مطالبة بطرح مبادرات. وحتى إن لم يكن هناك بدائل جاهزة لدى العرب فيجب ان يكون لديهم استعداد دائم للتحدث مع بعضهم البعض للتوصل الى قواسم مشتركة في ضوء ما تطرح إسرائيل".
واشار الى انه "يجب العمل على تطوير الجامعة العربية لتغدو إتحادا عربيا يشكل نواة لتطوير العلاقات العربية باتجاه الوحدة".
أضاف: "اعتقد انه بعد تجربة لبنان عام 2006 وغزة مؤخرا، فإن الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية قد حسم، فإذا كان البحث هو حول من يملك قرار الحرب والسلم فنقول ان الدولة ليس لديها سوى قرار السلم، والمقاومة بمؤازرة الجيش هي التي تقوم بالحرب دفاعا عن لبنان وليس هجوما. فلقد دلت التجارب منذ نكبة 1948 ان اسرائيل كانت تنتصر في كل حروبها مع الجيوش النظامية العربية. لكنها هزمت أمام المقاومة في لبنان وفي غزة، إذا فالمقاومة هي الرد. فالسياسة الدفاعية في وجه اسرائيل هي المقاومة".
وعن كيفية استثمار انتصار المقاومة في غزة على العدو الإسرائيلي عربيا، قال الحص: "من الطبيعي بعد اليوم ان تنهج الدول العربية نهجا يواكب المقاومة ويعززها ويسمح لها بالنمو". ودعا الى "نشوء مقاومة عربية تعمل على مواجهة الإعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني أو غيره من الشعوب العربية".