اكد آية الله السيد محمد حسين فضل الله خلال خطبة صلاة الجمعة، أن إسرائيل سوف تكون عاجزة عن شن أية حرب في المستقبل، لأنها العاجزة عن احتلال أية مدينة عربية إذا توافرت فيها مستلزمات الصمود، ولو في حدها الأدنى. واشار سماحته الى أن الأفق السياسي يطل على مرحلة جديدة تؤكد أن الصوت الذي ينبغي أن يرتفع هو صوت إخراج المحتل ليس من غزة فحسب بل من كل الأراضي المحتلة.
ورأى ان "قمة غزة في الدوحة مثلت الصدى الحقيقي لصرخة الشعوب العربية والإسلامية، مشيراً الى ان قمة شرم الشيخ، التي أظهرت أن قادة دول الاتحاد الأوروبي حاضرون للذهاب إلى أي مكان عندما يستشعرون أن إسرائيل باتت في خطر، "قد انطلقت في خطاباتها لتساوي بين الجلاد والضحية ولم يصدر عنها أية إدانة للمجازر الوحشية التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين في غزة".".
وفي موقف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، اعتبر انه يتحدث بلغة تختزن الموافقة على قتل أطفال غزة ونسائها وشيوخها، عندما ينوه بما أسماه "ديمقراطية دولة إسرائيل"، مشيراً الى أن "حماس" انتخبت ديمقراطيا بحسب المعايير الغربية، وهي التي تمثل الشرعية من أوسع أبوابها لأنها الحائزة على أصوات شعبها".
وشدد السيد فضل الله على "إن تفسيرنا لهذه الحركة الأوروبية المدعومة أميركيا تحرص على إسرائيل وأمنها واستمرارها، وتساءل عن السبب الذي لا يزال يمنع القمم العربية من سحب المبادرة العربية، وخصوصا "أن العدو رفضها منذ البداية، وأميركا وضعتها في الثلاجة السياسية".
كما رأى السيد فضل الله أن فلسطين انتصرت بشعبها المؤمن المجاهد على آلة القتل الإسرائيلية، انتصرت غزة بشعبها الصابر، الصامد، ومقاومتها الباسلة على الوحشية الإسرائيلية، انتصر الإنسان الفلسطيني المملوء إرادة وعزما وتوحيدا على المجازر الصهيونية التي لم توفر مدارس الأمم المتحدة، ولا المستشفيات، ولا المساجد والمراكز الإعلامية، في إطار سعيها لقتل أكبر عدد ممكن من النساء والشيوخ والأطفال الذين أدهشوا العالم بصبرهم وثباتهم ووقوفهم إلى جانب المقاومة، دونما كلل أو ملل. انتصرت غزة، لأنها أسقطت أهداف العدو، كما أسقطت أوراق التسوية الواهية، وفرضت على العرب أن يعودوا إلى أنفسهم وإلى أمتهم وإلى قضاياهم، وإن تحت ضغط الصمود البطولي الذي خاف منه بعض العرب أكثر مما خافت منه إسرائيل".
كما تحدث سماحته عن وجوب معاقبة الذين اعتدوا بالقصف على مدارس "الأونروا" في القطاع بدلا من التأكيد بأن المنظمة الدولية ستلاحق إسرائيل المعتدية في قتلها للأبرياء واستباحتها لكل المدارس والمؤسسات والمراكز الإعلامية والمستشفيات، وبدلا من التأكيد الحاسم على تشكيل لجان تحقيق تلاحق ضباط العدو وجنوده الذين استخدموا الأسلحة المحرمة دوليا أو نفذوا عمليات إعدام عدة طاولت النساء والشيوخ والأطفال.
أضاف سماحته:"إن ما نسمعه من شهادات يومية للأطفال الفلسطينيين في غزة وحديثهم عن الويلات التي عاشوها ومشاهدتهم لعمليات الإعدام التي طاولت آباءهم وأمهاتهم في مشاهد تقشعر لها الأبدان، لا تستدعي كلمات الاستنكار والرفض والإدانة فحسب بل الشروع الفعلي بتأليف لجان تحقيق لكشف كل الحقائق حول ما جرى في غزة، وإلا فإن المسألة ستبقى وصمة عار ليس على الدول الغربية فحسب، بل على المنظمة الدولية والمسؤولين فيها، لا سيما أن كثيرا من المجازر ومن أعمال القتل الإسرائيلية المتعمدة للمدنيين موثقة بشكل واضح لا لبس فيه لدى المؤسسات التابعة للأمم المتحدة، ولدى الصليب الأحمر الدولي".
وأثنى السيد فضل الله على عمل البعثة الدولية للصليب الأحمر الدولي، مشيرا إلى "أنها ـ على صعوبتها ـ تمثل مهمة إنسانية كبرى تخفف الكثير من الآلام وخصوصا عن الشعب الفلسطيني المظلوم والذي يتعرض لأبشع أنواع الحصار والتجويع ولأفظع أنواع المجازر".