21/1/2009
دعا الرئيس نجيب ميقاتي، أمام زواره اليوم، الى "إستكمال المصالحة العربية التي جرت في قمة الكويت الاقتصادية بخطوات عملية، كتبادل الزيارات لتقوية التضامن العربي وتحصين الجبهة العربية، لا سيما وأن النقاش حول البيان الختامي للقمة لم يعكس المناخات التوافقية التي سجلت في اليوم الاول للقمة ".
وقال: "إننا نأمل في حصول نقلة نوعية مهمة في العلاقات العربية - العربية التي تعرضت للاهتزاز نتيجة العدوان الاسرائيلي على غزة، لأن تحصين الجبهة العربية يحقق قوة ومنعة تصبان في مصلحة القضايا العربية، لا سيما منها قضية فلسطين التي شهدنا، ويا للآسف، فصلا مؤلما منها. وبديهي القول بأن التضامن العربي في هذا الظرف أساسي وضروري مع حصول تبدلات سياسية، ومع تسلم الادارة الاميركية الجديدة مهامها مع بداية ولاية الرئيس الاميركي باراك أوباما".
وردا على سؤال عن إنعكاس المصالحات العربية على لبنان، قال الرئيس ميقاتي: "لا شك أنه بقدر ما ستنعكس هذه المصالحات إيجابا على الساحة الفلسطينية، كذلك ستكون لها إنعكاساتها على لبنان، لأن لبنان دفع غاليا ثمن الخلافات العربية وتأثر وفاقه الداخلي مرارا، كما كانت للخلافات العربية إنعكاسات على قضاياه الحيوية وإقتصاده وأمنه. اليوم، ونحن نتمنى صادقين أن تترسخ هذه المصالحات وتترجم عمليا، لا أن تنتهي مفاعيلها مع إنتهاء أعمال القمة، لأننا مدركون أنه كلما توحد الموقف العربي، كلما قويت الدول العربية، ومنها لبنان الذي يتأثر سلبا وإيجابا بتطور العلاقات بين الدول العربية".
ميقاتي رفض الربط بين المصالحات العربية والمشهد الانتخابي اللبناني، مضيفا :" لا أزال آمل أن تكون الانتخابات النيابية ممارسة ديموقراطية بكل ما للكلمة من معنى وتحدد خيارات اللبنانيين من دون أي تأثيرات خارجية، إقليمية كانت أم دولية. الا أن ما يمكن الاشارة إليه هو أن المصالحات العربية يمكن أن تترك حال إسترخاء سياسية على الساحة اللبنانية، وبالتالي تفعل الاستقرار الامني وإستطرادا تتم الانتخابات في أجواء هادئة".
كما تابع بالقول "نحن نأمل أن يدرك القادة اللبنانيون خطورة إستمرار الخلافات في ما بينهم وأن يأخذوا من الاحداث عبرة، فالتراشق الكلامي والصوت المرتفع والعبارات الخارجة على المألوف في التعاطي السياسي اللبناني، كل ذلك، لا يمكن أن يؤدي الى نتيجة، لأنه لا بديل عن التفاهم والحوار وصولا الى التوافق. فلماذا لا نختصر المهل ونذهب فورا الى تفعيل الحوار الوطني ونطرح فيه كل المواضيع العالقة مستفيدين من الموقف الجامع للبنانيين وخصوصا "حزب الله" بإبقاء لبنان في منأى عن تداعيات الأحداث الحاصلة في غزة. وهذا الموقف الحكيم يحفز على مزيد من التقارب بين مختلف وجهات النظر اللبنانية".
واعتبر ميقاتي أن التوجه الانفتاحي للرئيس الاميركي الجديد باراك أوباما الذي عبر عنه في في خطابه أمس أمر جيد، لكن الحكم عليه ينتطر الممارسة العملية لا سيما في ما يتعلق بالنمط الجديد في السياسة الخارجية الاميركية.