بري يحذّر من الاتفاقيّة الإسرائيليّة ـ الأميركيّة: عينها على الجنوب .. إسرائيل لم تنتصر والمقاومة لم تنهزم
جريدة الاخبار - 20/1/2009
«إسرائيل لم تنتصر والمقاومة لم تنهزم» في غزة... خلاصة شرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام مجلس نقابة المحررين، أمس، لكنّ الأخطر في رأيه والذي يجب التحصّن لمواجهته بالوحدتين اللبنانيية والفلسطينية، هو ما أخذته إسرائيل سياسياً وأمنياً عبر ترتيبات أمنية مع الأميركيين و«الناتو»، تتيح لها رقابة شاملة «على منطقة الخليج والبحر الأحمر والبحر المتوسط والقرن الأفريقي وشرق أفريقيا»، بما في ذلك الحدود اللبنانية ـ السورية، سائلاً في هذا الإطار: «لماذا رفضت مصر أن يكون ضمن أراضيها أية رقابة؟ لأن القصة «تخنت» ووصل الموسى إلى اللحية». وحذّر من أن الإسرائيليين «عينهم» على الجنوب، لافتاً إلى ما قاله رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكينازي «إن الظروف باتت مهيّأة لتغيير جذري في الواقع الأمني في منطقة الشمال».
وإذ كرّر، بل «وأصر أكثر»، على التحذير من أن «التوطين يحصل حكماً إذا سقطت بندقية المقاومة»، دافع عن مشاركة لبنان في قمّتي الدوحة والكويت، مقرّاً بأنه أوفد عشية الأولى، النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، للقول لرئيس الجمهورية ميشال سليمان: «إما أن تحضر الكل أو تقاطع الكل»، نافياً أن تكون 8 آذار ضغطت للمشاركة، لأن «الرئيس لم يقل أبداً إنه لن يذهب إلى القمة». وأكد استنكاره للإساءة لرئيس الجمهورية في تظاهرة عوكر «والقضية انتهت من يومها»، منتقداً إدخال الأمر «في البازار الانتخابي. لم يبق أحد إلا تكلم عن هذا الموضوع». ونفى وجود «زعل» بين سليمان والرئيس السوري، ناقلاً عن الأول بعد قمة الدوحة أن «الأجواء عادية».
ورأى أن موضوع الصواريخ في الجنوب أكد حرص 8 آذار على لبنان، مضيفاً: «لم نغامر يوماً بموضوع لبنان إلا عندما وجدنا أن السلطة السياسية آنذاك تخلّت عن حدود لبنان، وهذا ما جعلني أكرر مراراً وتكراراً أن الذي يتخلّى عن حدوده تسقط عاصمته. أنا لا أطلب أن يقال الآن شكراً للمقاومة على واجباتها، ولكن على الأقل أن نتبصّر أن هؤلاء الناس لم ينذروا النذور لكي تدمّر منازلهم، ولكن في الوقت نفسه نذرت النذور ومستعدة لأن تقدم تضحيات وشهداء أيضاً في سبيل تحرير لبنان». ولفت إلى استمرار الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية منذ صدور القرار 1701، سائلاً: «مع ذلك، ما الذي تصرفته المقاومة إزاء هذه الخروق؟ لو كان عندنا نيّات لا سمح الله بأن نورّط لبنان، لما كان لدينا أعذار فقط بل وقائع على الأرض وحقائق». وأعرب عن اعتقاده بأن أجهزة الاستخبارات اللبنانية تملك معلومات عن مطلقي هذه الصواريخ «وهي تعرف، ولن أقول أكثر من ذلك، لأن الأجهزة ستتابع عملها لاعتقال مطلق الصواريخ». وأكد في الوقت نفسه «لسنا حراس أمن لإسرائيل».
ورداً على سؤال عن مساعدة إيران للمقاومة، سأل بدوره: «هل هناك بلد حدثت فيه ثورة دون مساعدة؟»، مشيراً إلى أن إيران «لا تنكر أنها تؤازر وتساعد منذ زمن». وقال إن العرب بعدما كان هناك شيء واحد يجمعهم وعدو لهم جميعاً دون استثناء، هو إسرائيل، بدأ العمل بعد التحرير عام 2000 «على الخطر، لا الإيراني، بل الشيعي» و«استطاعوا أن يوجّهوا الأمور إلى: إيران در، أي إنه لا خطر من إسرائيل، بل من إيران»، ورأى أن تغذية ذلك تمت بـ: التشظّي العراقي، وما حصل هنا في لبنان هو تشظّ ثانٍ»، وأن السبب لذلك هو أن «لدى الإيرانيين يقيناً وعقيدة بأن إسرائيل غدة سرطانية يجب اقتلاعها»، «بغضّ النظر عن الموضوع النووي وغيره».
وأكد أن الانتخابات ستجري في 7 حزيران و«لا يوجد أي مبرر» و«لا أحد عنده مصلحة لكي يؤخّر الانتخابات»، ورأى أن أيّ نجاح فيها يقوم على الانقسام هو «فشل مبطّن»، مؤكداً أن «لبنان بلد الديموقراطية التوافقية» التي «قد يكون الرئيس السنيورة غير معجب بها، وكذلك فلان أو فلتان، ولكن هذا لبنان»، مكرراً أن الفارق في نتيجة الانتخابات لمصلحة أيّ من 8 و14 آذار سيكون أقل من الحالي البالغ «7 أو 8 نواب».