19/1/2009
أبدى العلامة السيد محمد حسين فضل الله، خشيته من أن شعوبنا باتت تنظر للغرب الرسمي كراع للارهاب من خلال تغطيته للجرائم الإسرائيلية ومنعه من إدانة إسرائيل واستعداده للدفاع عنها عبر الحلف الأطلسي وغيره.
ورأى أن التفاؤل حيال بروز أوروبا بشخصيتها الموحدة بعد التداعيات الاقتصادية والسياسية العالمية الأخيرة لم يكن في محله، لأن أوروبا لا تزال تركب القاطرة الأميركية الإسرائيلية، الأمر الذي يفرض على شعوبنا ابتداع وسائل حماية ذاتية بعد سقوط هذه الدول وما يسمى "الشرعية الدولية.
وخلال استقباله سفيرة بريطانيا في لبنان فرانسيس غاي، رأى السيد فضل الله تقصيرا عالميا كبيرا حيال الشعب الفلسطيني، وتواطؤا مع العدوان أدى إلى امتناع المسؤولين في الغرب عن إدانة إسرائيل على الرغم من توصيفهم لما جرى في غزة ككارثة إنسانية لا مثيل لها في العصر الحديث.
وتساءل: لماذا لم يتحدث المسؤولون الأوروبيون عن إطلاق النار الذي حصل وعن الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بدلا من أن يتحدثوا في شرم الشيخ عن وقف إطلاق النار؟، مشيرا إلى أن الحرص على عدم فتح ملف الكيان الصهيوني في انتهاكاته وجرائمه التي فاقت التصور هو تشجيع له لشن حروب جديدة في المنطقة، ولاستمرار خروجه على قواعد القانون الدولي، وتدميره لكل مسميات السلام في المنطقة والعالم.
وقال: إن سكوت دول الإتحاد الأوروبي عن انتهاكات إسرائيل، والإصرار على رفض ملاحقة المسؤولين فيها عن جرائمهم، بما فيها تلك التي تمثلت بقتل المدنيين داخل مدارس "الأونروا"، والضغوط التي مورست على الإعلام الغربي لمنعه من تغطية المجازر الإسرائيلية في غزة، تشير إلى أن أوروبا الرسمية بدأت تسلك طرقا مغايرة للمبادىء والمفاهيم التي تحملها في عناوينها السياسية ودساتيرها الوطنية وشعاراتها الإنسانية الحضارية.
وأضاف: أخشى من أن شعوبنا باتت تنظر إلى دول الاتحاد الأوروبي كدول راعية للارهاب من خلال كل هذا الحرص على عدم إدانة إسرائيل، وتغطية جرائمها، ومن خلال هذا الاستعداد لدى كل القادة الأوروبيين للذهاب إلى أي مكانٍ في العالم إذا كانت المسألة تتصل بإسرائيل وأمنها وسمعتها، كما حدث في قمة شرم الشيخ، ونعتقد أن ذلك سيؤسس لمزيد من التطرف في المنطقة، وقد يفسح في المجال لتداعيات خطيرة تتأثر بها الدول الأوروبية قبل غيرها.
وتابع: لقد كنا نتصور أن الدول الأوروبية ستعمل على الظهور بشخصيتها الموحدة في أعقاب كل التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية مؤخرا، ولكن يبدو أننا كنا متفائلين كثيرا، لأن أوروبا لا تزال تركب القاطرة الأميركية والإسرائيلية، ولا يزال الحلف الأطلسي يمثل الهراوة التي ترفع في وجه طلاب الحرية والممانعة في المنطقة، الأمر الذي يشير للشعوب بأن عليها أن تبدع في تأمين الحماية الذاتية لنفسها ولقضاياها لأن الحماية العالمية لم تعد موجودة، بل إن هذه الدول أصبحت معنية بحماية الاحتلال والكيد لقوى التحرر والساعين لتحرير بلادهم تحت عنوان مناهضة الإرهاب، مع أن الجميع يعرف أن الاحتلال هو العنف الذي يجتذب عنفا مضادا، هو عنف صاحب الحق الساعي للحصول على حقه في أرضه وفي تقرير مصيره بعدما نبذته الدول التي تدعي الحرص على ما يسمى "الشرعية الدولية".