وقال :"ان بعض المواقف التي صدرت في سياق الاعتراض على مشاركة لبنان بالقمة العربية الطارئة عكست محاولة مكشوفة لتضليل اللبنانيين وللعودة الى خطاب سياسي اعتقدنا ان اصحابه تخلوا عنه بعدما تيقنوا من هزيمة المشروع الاميركي - الاسرائيلي في المنطقة، ولا نريد ان نفترض انهم يجدون في مذابح غزة فرصة لاحياء اوهامهم الخائبة حول امكان اخذ لبنان بعيدا عن هويته وموقعه المتقدم في الصراع العربي - الاسرائيلي كنتيجة للمخطط الصهيوني الذي يجعل لبنان في مقدمة اهدافه".
اضاف : أولا: ان سحب المبادرة العربية وقطع العلاقات مع "اسرائيل" على جميع المستويات هو اضعف الايمان لمواكبة الموقف الشعبي الذي عبر عنه الشارع العربي في وقفته المشرفة ضد حرب الابادة الاسرائيلية، وعلى من يتغنون بالديموقراطية وبإرادة الشعوب ان يتذكروا ذلك جيدا.
ثانيا: ان لبنان مستهدف بالحرب الاسرائيلية في غزة وهو ليس فحسب في موقع التضامن القومي مع الاشقاء الفلسطيني بل وبالاصالة هو في موقع الدفاع عن نفسه".
وتابع :"لقد هدد قادة العدو بالانتقال الى شن حرب على لبنان بعد الانتهاء من حربهم الهادفة لتصفية المقاومة الفلسطينية، وهذا ما نقله الرئيس ساركوزي عن لقائه بقاتل اطفال غزة ايهود اولمرت.
ان شطب حق العودة هو ابرز اهداف الحرب الاسرائيلية في غزة وهذا ما يسم لبنان مباشرة، فنتيجته المباشرة هي التوطين الذي نص اتفاق الطائف على رفضه ومنعه كمبدأ رئيسي من مبادىء الوفاق اللبناني، ويجب تذكير الذين يتغنون باتفاق الطائف بهذا الامر".
لهذه الاسباب تقتضي المصلحة اللبنانية عمل كل ما من شأنه لتعزيز فرص الصمود في غزة وافشال المخطط الصهيوني الجاري تنفيذه عبر المذابح التي يرتكبها الجيش الصهيوني في غزة.
ثالثا: لقد سئمنا من محاولات الطعن بمواقف الدول والقوى التي تشاركنا مسؤولية التصدي لمشروع الهيمنة الصهيونية في المنطقة بذرائع شتى، ونحذر من عودة البعض الى النغمات التي تفوح منها رائحة التحريض في هذه الظروف الدقيقة والتذاكي عبر الغمز واللمز".
وقال :"اننا نؤكد حرصنا على التضامن الوطني الذي ينطلق من التمسك بالمقاومة وبالثوابت القومية والوطنية الضامنة لسيادة لبنان وحقوقه ولمناعته في وجه العدوان الصهيوني، وندعو من يحاولون المساس بهذه الثوابت الى مراجعة حساباتهم فعليهم ان يعتبروا من التجربة ومن الوقائع والمعاني التي تحملها الحرب الهمجية التي تخوضها اسرائيل ضد قطاع غزة.
وختم :"اننا على ثقة بأن الصمود والمقاومة هو قدر هذه الامة، وكما انتصر خيار الصمود والمقاومة في لبنان سوف ينتصر هذا الخيار في غزة، وكل من يخرج على هذه الحقيقة سيجد نفسه خارج وجدان شعبه وخارج التاريخ. وفي هذه المرحلة بالذات نتحسس القيمة التاريخية الكبرى للمساندة والدعم اللذين قدمتهما سوريا لشعب لبنان وجيشه ومقاومته في مجابهة العدو الاسرائيلي".