الاربعاء 14/1/2009
خلال استقباله الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمه على رأس وفد من الجبهة ،رأى آية الله السيد محمد حسين فضل الله أن واحدة من المشاكل التي تعترض المسألة الفلسطينية في هذه المرحلة تتمثل في انحسار منظمة التحرير الفلسطينية عن كل ما يجري حيث لا صوت يسمع لها، أو أن صوتها يأتي في سياق ما يريده بعض العرب منها لا ما تتطلبه القضية، مضيفا أن المنظمة قد عملت على تغييب نفسها، كما عمل الآخرون على تغييبها في سياق كل الخطوط المتداخلة التي عملت وتعمل على العبث بالقضية الفلسطينية على كل المستويات، ومشددا على "إعادة إنتاج المنظمة من خلال المواجهة الفعلية للعدو في ميادين المواجهة، بدلا من أن تصاب بنوبة الموت الدفاعي التي أصيبت بها الكثير من الأنظمة العربية.
السيد فضل الله اعتبر أن القضية الفلسطينية تمر في منعطف خطير وتتعرض لاجتياح أمني وسياسي بتغطية من المحاور الدولية المتعددة، وبمشاركة من محاور عربية، الأمر الذي يستدعي العمل السريع لتضميد الجراحات السياسية الفلسطينية الداخلية وتوحيد الصفوف على كل المستويات الفلسطينية لوقف التآكل الداخلي الذي قد يساهم في توفير الأجواء للهجمة الخارجية الرامية لإنهاء القضية الفلسطينية بالكامل.
وأعرب سماحته عن استغرابه لأن هذا العدوان الغاشم على غزة والشعب الفلسطيني، على فظاعته ووحشيته لم يحدث إلى الآن صدمة حقيقية داخل الساحة الفلسطينية تقود إلى الحوار المنتج، وتعيد للقضية حيويتها من الداخل، وتمنع الآخرين من إدخالها في المتاهات العربية والدولية المظلمة.
كما جرى بحث معمق للأوضاع الفلسطينية، والأبعاد الأمنية والسياسية للعدوان المستمر على غزة، وسبل مواجهة هذا العدوان، وخصوصا من خلال تلاحم فلسطيني داخلي، إضافة إلى المسؤوليات الواقعة على عاتق الأمة العربية والإسلامية تجاه الفلسطينيين".
وقال سماحته: "ان ما يجري وعلى الرغم من قساوته ومرارته في هذه المأساة المتحركة إلا أنه يشير إلى الشخصية الجامعة التي استطاعت غزة أن تصوغها من جديد على مستوى الأمة، وأن تسقط الحالات العصبية والمذهبية القاتلة، ومن جهة ثانية، فإن ما يجري يؤكد لليهود المغتصبين بأنكم لم ولن تستقروا في هذه المنطقة، لأنكم الطارئون عليها والمحتلون الغاصبون الذين لن يحصدوا إلا الخيبة والخسران والقلق الدائم في منطقتنا".
وشدد على "أن الشيعة والسنة يمثلان أسرة واحدة في العالم الإسلامي، وأن ما يجري أكد ذلك من خلال الاصطفاف الشعبي خلف المشروع المقاوم الذي يمثل مشروع العزة في الأمة بعيدا من كل العناوين المذهبية والتلاوين الطائفية، ورفضهم للمشروع المضاد الذي يمعن السير في خط الاستسلام والخضوع للأعداء"، مشيرا إلى "أن الفرز على مستوى الأمة بات بين مشروعين لا بين مذهبين، كما كان الأعداء يخططون، وأن ذلك يصب في خدمة القضية الكبرى ويكشف تخاذل المتخاذلين، بصرف النظر عن الشعارات السياسية، التي يحاولون الاختفاء خلفها".