وطنية -9/1/2009
ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، خطبة الجمعة في مقر المجلس، واستهلها بالقول:" ان الكوارث تتجدد على أرضنا وتحصد شعبنا وتدمر البنى التحتية في بلادنا لتصطاد الأطفال كما الطيور وتقتنص الرجال، فإسرائيل ترتكب المجازر التي لا تعد ولا تحصى، فالنكبات تدفع بالإنسان الى الوقوع في شباكها، فالكل يصرخ بالآهات لتحيط بنا النوائب من كل جانب ليصبح المصير غير معروف ويصبح المستقبل مجهولا، فلا نرى من ينكر المنكر ولا يتحرك لحفظ الدماء والأنفس، ومع ذلك شعبنا في فلسطين عموما وغزة خصوصا يعض على الجرح ويتصدى للعدوان بعزيمة وصبر.

ولفت قبلان الى ان الشعب في غزة صامد يتحدى الطائرات والصواريخ بجسمه العاري فلا يفر بل يكر ويتحدى الصعاب، ومجلس الأمن يعالج الأمور بروية وتؤدة دون استعجال فلا يسارع في اتخاذ القرارات وكأنه ينتظر الانسحاب من الفريق المقاتل والصرخة منه حتى يصدر قراره".

وقال:" لذلك أمام ما يجري في فلسطين جراء هذه المأساة التي تتصاعد وتكبر لا نرى من يهدأها فإسرائيل على مدى 60 عاما جاهزة وعلى استعداد لتقضي على هذه الامة والشعب الفلسطيني الشجاع نفض الغبار عن وجهه وشمر ساعد الجد ونزل الى الميدان ليلتقي العدو باللحم العاري".

اضاف:" نقول لامتنا العربية اغتنموا هذه الفرصة وادعموا الشعب الفلسطيني في داخل الأراضي الفلسطينية بكل امكاناتكم ، لو كان يسمع لنا من القديم لكنا بخير ولكن اليد قصيرة والعين بصيرة فلم يسمع لاحد من المخلصين، لذلك نقول للصبر حدود وستخرج من الأمة فتية امنوا بربهم واعتمدوا عليه ونزعوا قناع الخوف عن وجهوهم فهم يقاتلون مع الحق لأنهم يدافعون عن الارض والمقدسات والأنفس فهم في الميدان وحدهم، علينا ان نسلط الضوء على جهادهم ونشد من عزائمهم وندعم صمودهم ونمدهم بما أتينا من قدرات وامكانات لنشاركهم في ما اضطروا اليه واكرهوا عليه

وطالب قبلان الانظمة العربية اليوم النجدة فكأن ما حولنا لا يعنيهم لا من قريب او بعيد اين النجدة والشهامة اين التوجه الصحيح؟ فاذا سقطت غزة فمن وراء سقوطها تداعيات كثيرة قد تسقط مدن وعواصم وبلاد، لذلك نطالب كل العالم وخصوصا رجال الدين ان يعتصموا بحبل الله ويتمسكوا بالوحدة ويبتعدوا عن الخلافات ولا يدسوا السم في العسل، ونحن لسنا مع الآخرين بل مع بلدنا ووطننا وامتنا العربية والإسلامية فلا نتاجر ولا ننافق ولسنا عملاء لأحد، اننا نتحرك وفق قناعاتنا ولا نسمع الاملاءات ولا نتعاطى مع المخابرات، وعندنا واقع علينا ان نعيشه لان ارض فلسطين ارضنا، ولا نملك وجهان ولسانان ونرفض ان نكون عملاء للآخرين ونحن نعمل بقناعاتنا ونتحرك من منطلق مبادئنا.

وأكد سماحته ان اسرائيل عدوة لامتنا سواء في فلسطين، فلقد حاربنا في السابق اليهود في خيبر وبني قريضة وشتتناهم واليوم تريد إسرائيل ان تأخذ بالثأر منا، ونحن لن نعمل بما تريد اسرائيل ونحن نتبع لمراجعنا وعلمائنا نأخذ بفتواهم، لذلك بدون تحد لاي دولة فلكل دولة لها امكانات ووضع خاص، وأطالب الدول ان تدعمنا في مواقفها وبياناتها ويبتعدوا عن الذين يحاربوننا ويقاطعونهم فلا يجوز ان تظل الأمة مكتوفة الأيدي أمام الطاغوت والجبروت المتمثل بإسرائيل ويجب ان نتحدى الباطل ، لذلك علينا ان ننكر المنكر ولو بقلوبنا والسنتنا فلا يجوز السكوت عن سقوط عشرات الشهداء يوميا في غزة، ونحن نريد عزتنا وكرامتنا وصمونا في غزة فليخجل البعض على أنفسهم من تصريحات تثير الفتن وتتحدى الناس وعلينا ان نعمل باستقامة".