بدأ الحفل بتلاوة من الذكر الحكيم للمقرئ الشيخ انور مهدي. ثم ألقى كلمة غبطة الكاثوليكوس آرام الأول كشيشيان، سيادة المطران كيغام خاتشريان، فقال:
" سلام الله ورضوانه على سيد الأتقياء والشهداء الإمام الحسين (ع). سلام على كل من قطر من دمعته ندى ابتسامة، تفرح المظلوم وتروي المحتاج. سلام على كل من ولدته أمه حرا يخدم بورع الأحرار الأبرار ، رجالات ينفذون بجرأة ما ارتأت ضمائرهم وما انتقت أخلاقهم. يحافظون على مبادئ كربلاء المحتضنة المزايا والأعراف، أسمى آيات الإنسانية: التضحية المساواة، العدل. إنصاف المقهور بهزم الباطل. كربلاء المحتضنة المبادىء التي تنشد الخير والصلاح والإصلاح بإطعام الجائع ونصرة الضعيف وإخضاع المتكبر المتحاذل".
اضاف :"أن نحيا كربلاء حقا بعنفواننا وصمودنا، تجاه التبعية والظلم والحقد والتشرذم برفض العنصرية، ونبذ العنف، والتعالي فوق الجراح. فلنحيا كربلاء كل يوم باتحادنا وتفاهمنا وشيمنا ووقفتنا موحدين. كربلاء ليست ذكرى استشهاد الأطفال وحسب إنها الشهادة على عراقة توجه واصالة نبل،إنها رسالة فداء لإبرار، ارسوا الوفاق بثورة الإمام الحسين (ع) بانتصار الحق على الباطل. فمن عاش كربلاء يعرف حقا معنى تقديس كربلاء. لا يسعنا في امسية عاشوراء المباركة هذه الا ان نحي أهلنا في غزة، الذين يحاربون بصمود، ويقتلون أحياء يرزقون".
الشيخ قبلان
والقى الشيخ قبلان كلمة قال فيها: "السلام عليك يا ابا عبد الله يا بن رسول الله، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره، السلام عليك وعلى اصحابك ومحبيك ومن استشهد بين يديك.نحن معك نسير بسيرك ننهج نهجك. نقاتل من اجل إحقاق الحق. جاهدت يا بن رسول الله ليبقى دين جدك منتصرا، منتشرا في العالم".
اضاف:" عاشوراء مدرسة نتعلم فيها القيم والهمم والإباء والنخوة والشجاعة. علمتنا يا ولي الله كيف نحارب الباطل، فأحييت المعالم ورسخت المبادىء ونشرت الفضيلة بك وبجدك واحييت الدين ومعالم. ان هذه المجالس يا بن رسول الله أتت إليك بدون دعوة، أتت اليك محبة بك ورغبة لاستماع ذكراك. انت كشفت الهم وحققت معالم الهدى. ضحيت والتضحية من شيمكم يا ال البيت. لم تضحوا لملك ولا لدنيا. ضحيتم من اجل المبدأ والعقيدة والدين. كنتم رمزا وكرما، في كل ما قدمتم. نقرؤكم ونستقرأ انكم دعامة الدين واركان المؤمنين والعروة الوثقى. هذه الجموع جاءت لتعتبر ولتذكر لا لتبكي وان كان البكاء جميل عليكم. واذا لم نبك على امثالكم فلما نبكي؟ اعلى حطام الدنيا وعلى فنائها نبكي؟
على المكارم والأخلاق والمبادىء والأهداف السامية، يا بن رسول الله تتجدد كربلاء باستمرار، ونحييها على الدوام، نرفض الذل والهوان وكيف نقبل بهما وانت معلمنا وقائدنا وإمامنا وولي امرنا، ولكل مأموم إمام يقتدي به، ونحن نقتدي بكم بأخلاقكم بقيمكم بشجاعتكم بالحق الذي اتبعتموه وضحيتم من اجله".
وتابع قائلا:" نعيش ذكرى اهل البيت في غزة، نعيش كربلاء في فلسطين، وفي الضفة، نعيش الاستشهاد في سبيل الحق والكرامة، نتعجب اين النخوة العربية؟ اين الشهامة والاباء العربي؟
" لقد خاطب الامام الحسين قومه فقال: ارجعوا الى أنسابكم والى احسابكم. ونحن اليوم نقول لأهلنا العرب، ارجعوا الى أنسابكم واحسابكم، أنصروا أهلكم في غزة احموهم احرسوهم اجعلوهم في مناعة وممانعة. اجعلوهم في حصانة. وتساءل: لماذا لا نهتز ولا نتأثر، ولا نقف مع الحق اليوم؟
" نحن في كربلاء، بكل معنى الكلمة. نحن في عاشوراء غزة. الجيوش الاسرائلية تحيط بغزة كما أحاطت جيوش الباطل والظلم بكربلاء. اين انتم يا عرب يا نشامة؟ هل انتم في سبات او في نوم؟ "انتم تخافون، ونحن نعرفكم أبطال هيجا. نحن نخاطب العرب والشعوب العربية لنقول:" قفوا مع أهل غزة مع المجاهدين في فلسطين، كما وقف الشعب اللبناني مع المقاومة في 2006 وانتصرت. لانها ليست اكثر عددا وعدة، بل لأنها أهل الإيمان والإرادة والعزيمة. نحن معكم يا أهلنا في غزة. نمد ايدينا لكم، نطالب الناس كل الناس الدعم والتأييد والتعاون مع اهل غزة. ان المظاهرات اليوم التي حصلت في تركيا والدول الإسلامية، نرى فيها تحولا ونقلة نوعية، عند شعبنا العربي والإسلامي. وستنتصر المقاومة في غزة، ضد هذا التنين المتمرد على القوانين والأعراف الدولية".
وختم بالقول:" نحن نقول من هنا في المجلس، يا إخواني في غزة وفلسطين أيتها المنظمات الفلسطينية، دوركم الان هو الوحدة، لان الله مع الجماعة. "ان ينصركم الله فلا غالب لكم" " نحن في الميدان عشنا المرارة أهلنا في الجنوب، فكابدوا ولكنهم صبروا".