استقبل آية الله فضل الله نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني، السيد محمد حسن أبو ترابي، يرافقه السفير الإيراني في لبنان محمد رضا شيباني، والمستشار الثقافي الإيراني محمد حسين زاده.
وجرى في خلال اللقاء بحث في تطورات الأوضاع داخل فلسطين المحتلة، والمجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة، إضافة إلى بحث الأوضاع في المنطقة والعلاقات الإيرانية ـ اللبنانية، ودور إيران في العالمين العربي والإسلامي.
وثمن آية الله فضل الله الدور الذي تقوم به إيران في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال، مشيدا باحتضان الجمهورية الإسلامية للفلسطينيين وقضيتهم، ومؤكدا أن إسرائيل لم تحقق شيئا في حملتها على غزة غير القتل والإرهاب.
كما أشاد سماحته بالخطاب الأخير للامام السيد علي الخامنئي لمناسبة عيد الغدير والذي أعلن فيه رفض أي إساءة قد تنطلق ضد السنة من الشيعة أو العكس، مشيرا إلى أن لهذه المواقف ثمراتها ونتائجها الكبيرة التي تخدم الأمة ومصالحها وتدعم مسيرة الوحدة الإسلامية في مواجهة خطوط التطرف والغلو والخرافة.
وشدد على أن تتحمل الدول الإسلامية مسؤوليتها في الدفاع عن قضية فلسطين من خلال إيجاد آلية عملية لدعم الشعب الفلسطيني على كل المستويات، بما في ذلك الجانب الأمني والعسكري، لأنه من غير المسموح به بعد الآن أن تستباح دماء الفلسطينيين إلى هذا المستوى من دون أن يبرز موقف عربي وإسلامي حاسم، وبالمستوى المطلوب الذي يمكنه أن يوقف المجازر الإسرائيلية المتواصلة ضدهم.
وأكد أن على الدول العربية والإسلامية أن تخرج من دائرة السجال حول مسألة من هو الأكثر إخلاصا للمسألة الفلسطينية... ولن يكون ذلك إلا من خلال التنافس على تقديم الأفضل للفلسطينيين ماديا ومعنويا، وعلى مستوى الموقف السياسي المتناسب مع حجم الجرائم والفظائع التي يرتكبها العدو في حقهم.
وقال: إذا كان العدو يتحدث على لسان رئيس وزرائه عن تنسيق مع بعض الدول العربية في الحرب على غزة بهدف إيقاع الفتنة في الساحة العربية والإسلامية، فعلى الدول التي تعتبر نفسها مستهدفة في هذا الفخ أن تتخذ مبادرات وتقوم بخطوات تستطيع من خلالها أن تنفي الكلام الإسرائيلي نفيا عمليا، لا أن تعمل على إتاحة الوقت وتوفير الفرص أكثر للعدو بإلقاء اللائمة على الفلسطينيين وانقساماتهم أو بالذهاب إلى مجلس الأمن الذي يعرف الجميع بأنه يمثل الحلقة الثانية من حلقات التآمر على القضية الفلسطينية بعد الحلقة الإسرائيلية نفسها.
وتساءل: إذا كان العدو يصر على محاسبة ومحاكمة رئيس وزرائه وعامته تحت عناوين الفساد، فلماذا لا تبادر الدول العربية والإسلامية إلى السعي جديا ومن خلال فريق قانوني وحقوقي متخصص لملاحقته وغيره من المسؤولين الصهاينة الدولية والغربية كمجرم حرب استطاع القيام بأبشع المجازر ضد اللبنانيين والفلسطينيين خلال ثلاث سنوات تقريبا، وأن تنطلق هذه الدول لمحاكمة جورج بوش الذي بدأ ولايته الأولى بحروب واسعة النطاق ضد المنطقة وضد شعوبنا العربية والإسلامية وها هو ينهي ولايته الثانية بمزيد من المجازر التي تستهدف الشعب الفلسطيني التي لا ينفك عن تغطيتها وتبريرها تحت عنوان أن إسرائيل تدافع عن نفسها.
ورأى آية الله فضل الله أن الأمم المتحدة أصبحت طرفا في الصراع من خلال تغطيتها غير المباشرة للجرائم الإسرائيلية، وعدم المبادرة إلى محاسبة المسؤولين الصهاينة على جرائم الحرب ضد الإنسانية وجرائم العقاب الجماعي التي ارتكبوها ويرتكبونها في غزة، في الوقت الذي تتحرك محكمة الجنايات الدولية لملاحقة الرئيس السوداني من خلال معطيات سياسية وعناوين واهية تستهدف وحدة السودان وتنطق من أهداف وغايات سياسية باتت واضحة للجميع.