وقال: بعدما انهزمت إسرائيل في لبنان وانهزمت معها أمريكا، أرادت إسرائيل أن تصنع نصرا وهميا من خلال الاعتداء على الأبرياء والآمنين في غزة، وقامت بهذه العملية العدوانية الغاشمة، بقصف المراكز المدنية والرسمية وبقتل مئات الشهداء من الرجال والنساء والأطفال، وجرح الآلاف لتثبت حضورها وسيطرتها بقوة السلاح.
وتابع: ليس غريبا على إسرائيل أن تبادر إلى القتل والعدوان لأن تاريخ الكيان الاسرائيلي في منطقتنا، قبل الإعلان الرسمي عن قيام دولة إسرائيل في العام 1948 وحتى الآن هو تاريخ المجازر والقتل والعدوان، إذا أردنا أن نعرف إسرائيل نقول: إسرائيل التي قتلت.
إذا أردنا أن نقول ماذا صنعت إسرائيل، نقول: إسرائيل صنعت المجازر والعدوان. ليس هناك في تاريخ إسرائيل موقف مشرِّف واحد، كل التاريخ الصهيوني هو تاريخ قتل ومجازر من أجل أن تحتل أرض الآخرين ومن أجل أن تفرض قرارها عليهم، وتأخذ أرضهم وحريتهم وتاريخهم، ولتصنع دولة مزيفة ليس لها قابلية للحياة. ما أقدمت عليه إسرائيل هو بقرار أمريكي، ولولا القرار الأمريكي لما اعتدت إسرائيل على غزة، ومن أراد فليسمع رايس ماذا قالت؟
لقد طلبت أن تتوقف حماس عن إطلاق الصواريخ ولم تطلب أن تتوقف إسرائيل عن العدوان، يعني اعتبرت أن الضحية معتدية وأن المعتدي هو الضحية، ولذا بعد العدوان الاسرائيلي المطلوب من الضحية أن تتراجع، وأن تقدم الالتزامات وليس مطلوبا من إسرائيل أن تقدم شيئا، حتى مجلس الأمن الذي اجتمع طلب وقف اطلاق النار، ولم يدن المجازر الاسرائيلية، وبالتالي هناك تواطؤ دولي استكباري برعاية مجلس الأمن وأمريكا، على أن يستفردوا بشعب فلسطين الأبي في غزة، في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة التي لا تتجاوز أربعمائة كليوتر مربع.
اضاف: ما حصل في غزة هو فضيحة للزعماء العرب، لأنهم لو قالوا لا من دون أن يبذلوا المال ومن دون أن يعطوا السلاح ومن دون أن يقدموا الدعم السياسي والاعلامي، لكن فقط لو قال الزعماء العرب: لا نقبل أن تجتاح غزة ويعتدى عليها، لما تجرَّأت إسرائيل على أن تقدم على هذا العمل، لكن هناك صمت مطبق، بل أن بعض الزعماء العرب أشار لإسرائيل بأن تخلصهم من حماس ومن قيادة غزة. للأسف هذا هو التفكير وهذه هي العقلية. ما الذي تريده إسرائيل من هذه العملية؟ تريد تطويع غزة وتريد سلب الإرادة السياسية الحرة من شعب فلسطين، لتفرض الشروط التي تريدها، لكن أقول لكم بأن غزة ستصمد وأن أهل غزة سيصمدون، نعم هناك مأساة كبرى وهناك ضحايا كثر وشهداء كثر وجرحى وثكلى، لكن يوجد في فلسطين إرادة قوية، وبعد انتهاء هذا العدوان الآثم الغاشم سيكتشف العالم ان أهل غزة خرجوا أقوى مما كانوا عليه، وأصلب في التصميم على المقاومة والمواجهة، وليعلموا أن منطقتنا العربية والاسلامية تؤمن بأن المقاومة هي الحل ولن تتنازل وتتراجع مهما كانت الضغوط.
وختم: أرادوا في لبنان أن يجرِّدوا المقاومة من وجودها وحضورها وسلاحها ليسيطروا على لبنان، ويريدون في فلسطين أن يجردوا حماس من قدرتها ومقاومتها، من أجل أن يسيطروا على الشعب الفلسطيني، وهذا لن يكون لهم لأن عندنا من الصبر والإرادة والتضحية والصمود ما يستطيع أن يقف حاجزا حقيقيا، ونحن مصرون على أن تبقى مقاومتنا وستبقى قوية إن شاء الله تعالى، وستنتصر على أعداء الله مهما تكبَّروا ومهما تجبَّروا وما النصر إلا من عند الله.