المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الشيخ قبلان: لمصالحات تكون لمصلحة اللبنانيين وعلى كل الافرقاء الابتعاد عن الشواذ والمناكفات


26/12/2008
أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة في مقر المجلس واستهلها بالقول: "إن مولد النبي عيسى (ع) محطة تاريخية للابتداء بعملية السلام. فالمسيح هو أول من حمل غصن الزيتون بيد وحمل بالأخرى التعاليم السماوية، فلم يعترف بالعنف بل كان محبا للسلام رافضا للعنف يسير بروية وسكينة، قريبا من الناس ومتواصلا مع الله يأتمر بأمره ويعمل بإرشادات ربه، فكانت مسيرته مسيرة حق وصدق وعمله لرضى الله تعالى، لم يتعصب لعشيرة ولم يكن له عشيرة فكانت تقوى الله هي ما تحدد مسيرته وعشيرته هم عباد الله المؤمنون فكان العبد الصالح الذي لم تدنسه الجاهلية ولم يتلطخ بأعمال بني إسرائيل الذين خرجوا على موسى، وابتعدوا عن الله ليفرضوا أنفسهم على الناس معتبرين أنهم شعب الله المختار ولكن النبي عيسى كذب أحدوثتهم ولم يدع ولم يتكبر ولم يصب بالغرور فكانت ولادته خلاف الطبيعة من السيدة مريم العذراء التي صانته وحملته بأحشائها، فهي لم تندس نفسها بل كان عيسى نفحة من روح الله جبرائيل.
لذلك علينا ان نتمسك بأعمال النبي عيسى وسيرته، فهو كان معجزة في ولادته وحمله وكلامه في المهد ليكذب الاتهامات والأقاويل فكان العبد الصالح البار بوالدته المتقي لله والعامل بتعاليمه. ان النبي عيسى روح الله وكلمته، وهو من شجرة النبوة كبقية الأنبياء، فهذه الشجرة المثمرة تظلل على الخلق بأغصانها لتطعم الناس من ثمرها الطيب. لذلك نحن مع رسالة الأنبياء وهم كثر ولا سيما الذين ذكروا في القرآن بمن فيهم أولو العزم: نوح وإبراهيم موسى وعيسى ومحمد الذين حملوا الرسالات وصبروا على الأخلاق الجافة والغليظة من اجل ان تعم الرسالة السماوية على الأرض ليتخلق بها الناس ويتزين بها عباد الله الصالحون.

وعندما نذكر عيسى نذكر النبي محمد (ص) الذي اعترف بكل الأنبياء وقال انهم إخوته أرسلهم الله للبشر لتعيش البشرية بأمن وسلام واطمئنان. وعلينا ان نحافظ على رسالة النبي محمد فلولا محمد لم نعترف بأحد قبله، ولكننا اعترفنا بهم لانه صدقهم واعترف بهم ونحن تبع للنبي محمد الذي كان اصدق الكرماء وطلب منا ان نعترف بكل الأنبياء الذين سبقوه. لذلك نحن نحب الأنبياء ونرفض الاعتداء والظلم والطغيان، ولقد اتهمنا بالرفض فنحن نرفض الباطل والانحراف والظلم وكل عمل غير مشروع. وإذا أرادوا ان يعرفوا لماذا نحن روافض فلأننا نرفض الظلم والإساءة والاعتداء على الآخرين، فنحن أتباع الرسل والنبي أمرنا ان نصدق بهم ونحترم ونصدق رسالاتهم".


واضاف: "ان عيسى بن مريم عبد صالح تقي نقي بشير نذير، ونحن نعمل بوصاياه ونأخذ بتعاليمه ونقدسه، فهو نبي فتح قلبه للناس ومد يديه لهم لينصفهم وينصر المظلومين منهم ويحارب الظلم ويعمل للحق ويقول بالصدق. وعلينا ان نتزود تعاليم الأنبياء ولا سيما السيد المسيح الذي كان أعجوبة الكون لأنه ولد من غير أب كما ان آدم ولد من دون أب وأم. والله تعالى أظهر عظمته بخلق عيسى الذي اتهم وحوصر فكان بريئا من كل التهم حتى أنقذه الله تعالى من أيادي الطغاة بأن رفعه إليه".


وقال: "ان القدس وغزة وبيت لحم وكنيسة القيامة محاصرة كما قرى القرى والبلدات الفلسطينية. ونحن نتوجه الى الله لينقذ الفلسطينيين من الطغاة المحتلين فيطلب الفلسطينيون النجدة من الله تعالى كما طلب عيسى النجدة من الله فأنقذه من الظلمة من أهل الكيد والحقد، فليطلب الفلسطينيون النجدة من الله وليس من أميركا والأنظمة المباعة لأميركا، فيكونوا دائما مع الله لان الله ينصر من نصره ويستجيب لمن يدعوه، وهو وعد عباده بالإجابة فقال: ادعوني استجب لكم، فالدعاء يحتاج إلى الصدق والتوجه الصحيح ،وعلى الفلسطينيين ان يتنازلوا لبعضهم ويتعاونوا على الخير ويبتعدوا عن الشر فالعداوات تورث البغضاء والتفرقة والصلح سيد الأحكام. فالدولة الإسلامية كانت دولة واحدة وأصبحت مقسمة إلى عشرات الدول، والمقاومة الفلسطينية كانت واحدة وتفرقت إلى أحزاب وفصائل وقوى".

وطالب الشيخ قبلان اللبنانيين ب"مد اليد لبعضهم البعض والتعاون في ما بينهم والبعد عن الأحقاد والضغائن، وعلى المسيحيين ان يتصالحوا لمصلحة لبنان من دون ان تكون مصلحتهم عائدة الى فريق ضد آخر، إنما لمصلحة اللبنانيين جميعا وعلى المسلمين أن يتصالحوا لمصلحة كل لبنان وليس لفريق معين. ونطالب كل الافرقاء في لبنان بان ينصفوا ويتعاونوا ويبتعدوا عن الشواذ والفرقة والمناكفات السياسية فيكف البعض عن إثارة الأحقاد"، داعيا اللبنانيين إلى "الإسلام لأنه أمان واطمئنان وخير وبركة".

وخاطب العرب والمسلمين: "اعملوا الخير واعملوا لمصلحة العباد فبلادنا تحتاج الى تهدئة والى نشر الإسلام والعمل المؤمن. فهناك في التاريخ صفحات سوداء يعمل البعض لفتحها وعلى العقلاء ان يفتحوا صفحات جديدة من دون تهم وافتراءات،.ونحن لسنا منافقين ولسنا من جماعة عبد الله بن سلول، كما يدعي البعض، إنما نحن من جماعة الحق والخير ولسنا انتهازيين لأننا لم نتعصب إلا للحق. ونحن نعمل من اجل الحق، لذلك نطالب كل العقلاء في البلاد العربية بأن يسكتوا الأصوات المثيرة للفتن فلا يفسحوا المجال لفتح آلام الماضي. وعلينا ان نفتح مجالا للتفاهم والحوار من دون ان ننشر الغسيل على الحبال فوق السطوح. وعلينا ان نصحح الخطأ ونعمل لما ينفع العباد والبلاد، وعلينا ان نكون مع الله ليكون الله معنا".

26-كانون الأول-2008

تعليقات الزوار

استبيان