ودعا إلى "تعاون اللبنانيين، وخصوصا الافرقاء الأساسيين، في إطار وضع تصور عملي لكيفية إدارة الأمور في المرحلة القادمة، بما يحفظ البلد ومسيرة السلم الأهلي فيه ويؤكد على دوره الرئيسي في المنطقة، ويحفظ توازنه الداخلي بعيدا من السجالات التي يسجل فيها فريق النقاط ضد الفريق الآخر، أو العكس، انطلاقا من حسابات سياسية ذاتية أو انتخابية أو ما إلى ذلك".
ممثل الجهاد الاسلامي
ثم استقبل آية الله فضل الله ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان، أبو عماد الرفاعي، الذي وضعه في أجواء التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية الداخلية، والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة ونتائج الحصار الإسرائيلي لغزة، ورؤية الفصائل الفلسطينية حيال مسألة التهدئة.
ورأى الرفاعي "أن العدو الإسرائيلي يحشد قواه للقيام بعدوان جديد ضد قطاع غزة، وهو يسعى جاهدا لتحضير الأجواء الدولية وحتى العربية لامتصاص أي ردود فعل شعبية أو سياسية حيال المجازر التي يسعى لارتكابها".
وتوقع الرفاعي "أن يحاول العدو تنفيذ أوسع عمليات اغتيال تستهدف قوى المقاومة وقياداتها السياسية العسكرية"، مشيراً إلى" رفض الدخول في تهدئة جديدة معه إلا من خلال رفع الحصار عن غزة وعدم العودة إلى سياسة العدوان وشمول التهدئة للضفة الغربية".
من جهته، أكد السيد فضل الله "أهمية الموقف الفلسطيني الداخلي الذي ينطلق من وحدة متينة تجمع كل فصائل الانتفاضة"، مشيراً إلى" أن الشعب الفلسطيني استطاع أن يصمد في وجه سياسة التجويع والحصار التي أريد لها أن تمهد لاستسلام فلسطيني داخلي بعد تواطؤ جهات دولية وأخرى عربية مع العدو لإخضاع الفلسطينيين"، مشددا على "قدرة هذا الشعب على مواجهة أي عدوان جديد قد يستهدف غزة"، داعيا "العرب والمسلمين إلى تحمل مسؤولياتهم في مسألة رفع الحصار، بدلا من خوض غمار السجالات حول مدى الإخلاص للفلسطينيين وقضيتهم التي تمثل قضية الأمة بكل أطيافها وأطرافها".