عون: الرئيس سليمان مرتاح لزيارتي إلى سوريا ومسرور لنتائجها ولو كنا مثل الآخرين لما استقبلونا على هذا النحو
جريدة السفير - 11/12/2008
قال رئيس تكتل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون إن "زيارته الى سوريا يجب ان تُقارب من زوايا حضارية وإنسانية وثقافية واستراتيجية لأن حصرها في البعد السياسي المحلي، هو تحجيم لها وتقزيم لقيمتها الحقيقية". ونفى بشدة ان يكون قد بحث مع الرئيس بشار الأسد في الانتخابات النيابية وتركيب اللوائح، مؤكداً انه "لا يقبل ولا يسمح لنفسه بأن يناقش مثل هذه المسائل الداخلية مع المسؤولين السوريين".
وشدد عون في حديث لجريدة "السفير" على انه "لا يمكن له أن يخوض في أي شأن لبناني- لبناني مع القيادة السورية، ولكن المشكلة أن البعض ممن اعتاد على ان يُشرك دمشق في كل شاردة وواردة وأن يذهب اليها لتركيب اللوائح الانتخابية، هذا البعض يعكس نفسيته عليّ ويفترض أنني أفعل ما كان يفعله هو"، ويضيف: "لو كنا مثل الآخرين لما استقبلونا في سوريا على هذا النحو".
وأشار عون الى ان "الآخرين يعتقدون أن زيارته الى سوريا تنطوي على مخاطرة، أما من منظاري فأنا كنت أطبق قناعتي وأنسجم مع خياري الذي أريد ان أخوض الانتخابات النيابية على أساسه، بمعزل عن النتيجة المحتملة".
وأضاف: "للعلم، فإن بعض أعضاء تكتل التغيير والإصلاح وكوادر التيار ناقشوني في توقيت الزيارة واحتمال ان تكون لها انعكاسات سلبية قبل الانتخابات ولكنني صممت على القيام بها الآن، لأنني أريد ان أعرف في الانتخابات على أي ارض أقف وهل ان الشارع المسيحي معي في توجهاتي ام ضدي... أنا أرغب في هذا الاختبار ولا أخشى منه كما يظن البعض. ولفت عون الانتباه الى انه في طبعه يتحمس للمعارك المستحيلة والقضايا المستحيلة "والتي أربحها في العادة".
وهزئ العماد عون من مقولة ان "المخابرات السورية هي التي تولت إعداد الاستقبالات الشعبية له"، معتبراً أن "المخابرات تستطيع تجميع الناس على الرصيف ولكنها لا تستطيع أن تلزمهم بالفرح، وأنا كنت قادراً بسهولة على التقاط نبض الناس وبريق الفرح والأمل في عيونهم، لأنهم وبكل بساطة صادقون".
من جهة ثانية، أكد عون "انه لمس خلال لقائه مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن الأخير مرتاح لزيارته ومسرور لنتائجها، لاسيما أن هذه الزيارة تدعم التوجه اللبناني الرسمي في تطبيع العلاقة مع سوريا وتتكامل معه. وتابع عون "على كل حال، أنا الآن أخفف عن الرئيس وآخذ بصدري الحملات بسبب موقفي تجاه سوريا".
وأفادت المعلومات أن عون أبلغ سليمان، خلال زيارته لقصر بعبدا أمس الاول وأطلعه على أجواء الزيارة، أن "من يحل الملفات العالقة بين لبنان وسوريا ليس نحن وإنما الحكومة اللبنانية هي التي تتولى هذا الأمر بكل تفاصيله"، فيما اعتبرت أوساط العماد عون أنه "أقفل بزيارته الى قصر بعبدا كل أبواب التأويلات وأجهض محاولات زرع العصي في دواليب العلاقة بينه وبين رئيس الجمهورية".
وفي المقابل، أشارت أوساط القصر الجمهوري الى ان "اجواء مريحة وودية سادت الاجتماع بين سليمان وعون، فيما ذكرت المعلومات الرسمية الصادرة عن قصر بعبدا ان اللقاء تناول، الى جانب زيارة عون، "الوضع الداخلي من جوانبه كافة ولا سيما منها استكمال المصالحات وضرورة تهدئة الخطاب السياسي ليس على مستوى أفرقاء الداخل فحسب، وإنما أيضا في اتجاه الدول الصديقة والشقيقة والمسؤولين فيها وعدم التعرض إليهم بما يسيء إلى المصلحة الوطنية الداخلية والى علاقات لبنان بهذه الدول".