وبعد الإجتماع قال العماد عون: "اجتمع التكتل اليوم وبحث امورا عدة: أولا، أطلعنا زملاءنا في التكتل على المحادثات التي حصلت في دمشق خارج اطار الترحيب والتكريم لنا وللوفد المرافق. وأطلعناهم أيضا على الحديث مع فخامة رئيس الجمهورية حول الموضوع نفسه. ثم درسنا دعوة العاهل السعودي الى مكافحة الإرهاب في الدول العربية وإنشاء لجان ومؤسسات لمكافحته ضمن الجامعة العربية ورحبنا بهذا الاقتراح.
ونهنىء اللبنانيين كافة وشعوب الدول العربية بالعيد المبارك. ونقدم العزاء ببطريرك روسيا. كذلك درسنا انحطاط الخطاب السياسي عند بعض الفئات بالتعاطي في الشأن العام، وقررنا صرف النظر عن الردود، لأنه عندما تصطدم القيمة العليا بالقيمة الصغيرة، فالقيمة الكبيرة هي التي تدفع. فإذا وضعنا هذا الصدام جانبا، لن نرد على أحد. من يريد أن يشتم، فليشتم. من يريد أن يعترض، فليعترض. نحن نشعر أننا مطمئنون وبألف خير".
حوار
سئل: خلال زيارتك بالأمس لفخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، هل تعتقد أنك أفشلت محاولات البعض ل"دق إسفين" بينك وبين الرئيس؟ اجاب: "عندما أقوم بعمل ما لا أفكر بمن يريد دق الإسفين ولا بغيره، الزيارة تمت لسوريا وتمت خلالها محادثات، وأنا نائب مسؤول ورئيس كتلة برلمانية، وعندما أقوم بمحادثات مع مسؤولين في دولة أخرى وخصوصا مع رئيسها، فمن واجبي أن اطلع فخامة الرئيس على ما جرى خلال الزيارة. نحن لا نقوم بتنافس هناك، نحن في الخط السياسي نفسه. وهذا الموضوع لا يجب أن يكون فيه تكتم على رئيس الدولة والذي هو بالأساس مؤتمن على الدستور والعلاقات الخارجية".
اضاف: "أنا ممن يحرمون قيام أي علاقة خارجية خارج اطار الشرعية. في ميثاق التيار الوطني الحر بند أساسي يقول "على كل لبناني أن يكون بعدا لبنانيا في الخارج وليس بعدا خارجيا في لبنان". نحن نحمل رسالة لبنان ونعيدها الى أصحابها المعنيين بها، والشخص الأول المعني بهذا الموضوع هو رئيس الجمهورية".
سئل: بالأمس الدكتور جعجع تخوف عليك سياسيا جراء زيارتك الى سوريا. وسألك بعض الأسئلة مثل أين تخبئون النتائج؟ وما إذا كان السوريون سيصوتون لك بالانتخابات؟ ما هو ردك؟ اجاب: "بالفعل أنا قلق على الأصوات، سوف نأتي بالناس التي رحبت فينا بشوارع حمص ودمشق وحلب كي يصوتوا لنا هنا في المتن وكسروان. نحضر فقط الآن وسائل النقل".
سئل: بعد عودتك من ايران، سئلت عن نتائج الزيارة وماذا جلبت معك، فقلت لهم بعد ستة أشهر. هل يمكن أن نسأل السؤال نفسه بعد عودتك من سوريا؟ اجاب: "عليكم أنتم أن تقرأوا النتائج، من خلال كل ما يحصل من أحداث وتقلبات في السياسة. يجب أن تقرأوا في السياسية وماذا يحصل. هل سمعتم فيلتمان بالأمس؟ يجب أن تتابعوا وتزيدوا ثقافتكم السياسية".
سئل: أنت ذهبت الى أماكن دينية في سوريا وعندما عدت زرت رئيس الجمهورية وأطلعته على زيارتك ومحادثاتك مع الرئيس الأسد. هل على أبواب أعياد الميلاد ستزور أيضا بكركي وتطلع البطريرك على زيارتك الدينية؟ اجاب: "عندما أذهب الى بكركي، ترونني".
سئل: ولكن قيل إنك تحمل رسالة من سوريا الى البطريرك صفير. هل هذا الكلام صحيح أم تسريبات؟ اجاب: "عندما أوصل الرسالة أيضا ستعرفونها. أنتم تطرحون الخبريات وتسألونني عنها مجددا. عندما كنت في فرنسا اتبعت سياسة عدم الإعلان عن الزائرين، إذا أحب الزائر أن يعلن أنه زارني، فليعلن. عندها أقول إذا كان الأمر صحيحا أم لا. والآن أتبع الأمر نفسه بالنسبة الى ما تسألون عنه".
سئل: هناك من يقول إن الجنرال عون أصبح يهتم لشأن سوريا أكثر من اهتمامه بشأن لبنان عموما والمسيحيين خصوصا، لأنه صالح سوريا ونسي الماضي لكنه يعتبر أن المصالحات المسيحية ليست ضرورية وأنها اختلاف سياسي وديمقراطي. أجاب: "هذا الموضوع أجيبك عنه الأربعاء المقبل خلال مقابلة تلفزيونية، وستأخذ كل الأجوبة، لأننا سنعيد الوعي قليلا الى الذاكرة اللبنانية، إذ أنه من كثرة الرص الإعلامي وتحوير الكلام تراكم الخطأ وصار يمحو الأشياء الصحيحة. لذا صار مطلوبا أن نذكر الجميع بما حصل، في قضية الاعتذار والمصالحة المسيحية المسيحية والمصالحة اللبنانية اللبنانية. نقوم بـ flash back".
سئل: برأيك هل افلاس البعض يجعلهم يرشقونك؟ أجاب: "هذا أمر يعنيهم. أنا مرتاح لكل ما أقوم به، وما تحدثت عنه قلته في جامعة كبيرة وكان البث مباشرا والطلاب والسياسيون والأدباء يشاركون بالسؤال والجواب. لم يكن هناك شيء "تحت الطاولة". هناك موضوعان كانا بعيدين عن الحديث ولم يردا مطلقا في كل محادثاتي في سوريا، وهما الانتخابات ومشاكلنا اللبنانية الداخلية وأيضا تمويل الانتخابات".
سئل: ماذا جلبت معك من وثائق عن المفقودين، عن الترسيم، عن السفارة؟ أجاب: "ملف المفقودين ليس معي أي ورقة منه. لدي فقط علم وخبر من "سوليد" التي تابعت هذا الموضوع، وهو يعالج عبر تحقيق ضمن لجنة لبنانية سورية، وهم يبحثون كل اسم بإسمه. هناك اجراءات عليهم أن ينهوها، وعندما ينتهون منها يعلنون عن النتائج. أنا لست ذاهبا لأخلص موقوف يخصني، الموقوفون والمفقودون كافة يخصونني بقدر متساو. ما يهمني هو أن يقفل الملف بشكل نهائي، وهذا هو المطلوب".
تابع: "وبعيدا عن الترويج الإعلامي، لقد كنت واضحا في هذه المسألة، سئلت عنه في المرة الأولى عندما كنت في جبيل، وأجبت أن هناك لجنة رسمية تعالج المسألة، وأن فخامة الرئيس أخذ على عاتقه انهاء هذا الملف. أنا لا أذهب منافسا له أو لسحب الموضوع منه أو لأحقق مكسبا كما يحاول البعض أن يوحي، لقد أعلنت ذلك صراحة وقلت أيضا أنه إذا كان هناك أي كلمة أو مداخلة مني يمكن أن تساعد، فسوف أساعد. هذا موقفي، لم أعد أحدا بشيء كما روج الاعلام".
اضاف: "قرأت في جريدة خليجية أن هناك 50 شخصا سيعفو عنهم رئيس الجمهورية السورية. صح أم خطأ، لا أعرف. ولكنها ليست مصادري أنا ولست أنا من تحدث بهذا الموضوع.
المسألة ليست مسألة عدد، هناك ملف كامل يجب أن ينتهي، وعندما ينتهي يعرف مصير كل شخص، هل بقي في السجن لحكم ما أو يخرجون جميعهم، ما سبب سجن كل شخص وماذا ينطبق عليه. هذا غير موضوع. المهم أن كل شخص وارد اسمه في هذه اللائحة سيعرف إذا كان قد وصل الى سوريا أو لم يصل، أو إذا كان قد توفي أو لا يزال حيا. هذا الموضوع سيبت نهائيا. وهذا كل ما يمكنني أن أقوله عن الموضوع".
سئل: من المعروف ان سلوك النظام السوري في السنوات السابقة، كان لا يصب في اتجاه الإعتراف باستقلال لبنان، هل لمست في زيارتك اي تحول ما باتجاه التأكيد والإعتراف باستقلال لبنان؟ أجاب: "إذا طرح لبنانيون هذا السؤال فأعتقد انه ناتج عن عدم ثقتهم بأنفسهم، فليكن معلوما لدى الجميع أن لا أميركا ولا فرنسا ولا ايران، ولا مصر ولا السعودية ولا سوريا تعطينا الاستقلال، نحن عندما نمارس استقلالنا يعترف الجميع بنا، ليسوا هم من يعطينا الاستقلال، يكفينا "شحادة" عند ابواب السفارات، ذهبت مستقلا وعدت مستقلا، ولكن صديق، نحن نذهب من أجل الصداقة وليس للعودة بوعود الإستقلال. البعض يخاف من عودة سوريا الى لبنان، أنا أطمئنهم، أول هدية هي ان سوريا لن تعود الى لبنان تحت اي ظرف كان.
سئل: هل بعض الأطراف اللبنانيين متضررين من مصالحة المسيحيين مع محيطهم العربي؟ أجاب: "هناك الكثير من العقد في هذه المسألة، سأستفيض في الكلام عنها يوم الأربعاء، اولا علينا إجراء تحليل نفسي لعقد معينة حتى نريحهم منها، عندها لربما يرشدهم الله إلى طريق الصواب، ولكن طريقنا هي طريق النجاح، وأطمئنكم الى مستقبل جيد مع سوريا، الشعب السوري والمسؤولون السوريون منفتحون كثيرا، كل امر يزعج اللبنانيين هم مستعدون للبحث فيه، على حكومتنا ان تطرح ماذا تريد، ولكن لا تستطيع ان تشتم سوريا ثم تطلب منها المفاوضة، هناك آداب دبلوماسية ويجب ان تحترم. ما حصل ايام الرئيس لحود، تجاهه وتجاه سوريا، استثنائي في التاريخ، في قلة الأدب والتجاوز، ولا يجوز أن يتكرر".
سئل: كيف رأيت الفرق بين مشهد المسيحيين في حلب والموصل؟ أجاب: "الفرق كبير جدا، لقد صرخ العرب، وانا معهم، عندما احسوا بالتهجير الحاصل في فلسطين وبالمجازر، ولكني في المقابل استغرب هذه الصرخة، لأن التهجير نفسه حصل ضمن وطننا واللبنانيون لم يشعروا به، حصل في الجبل ولم ينته حتى الآن، ان من خلال القتل او التهجير المستمر حتى الآن، الصهاينة ليسوا وحدهم من ارتكب الجرائم، هنا في جبل لبنان ارتكبت جرائم منذ 1983، ولم تنته مفاعيلها بعد. والجريمة نفسها تحصل اليوم في العراق، لماذا هناك مقياسان لمقاربة هذا الموضوع؟
عندما تحدثنا عن المسيحيين حسبوا اننا ذهبنا لانشاء حزب مسيحي في الدول العربية. على العكس من ذلك، نحن نرفض مسألة التهجير والهجرة، ونطلب من المسيحيين الصمود في أرضهم، والانخراط في مجتمعهم ليكونوا معه فريقا واحدا، نحن نقول لهم "فكوا" الحقائب، ولا تهاجروا، ولا تصبحوا لاجئين في دول العالم، لا نريد ان نكون شعوبا منقرضة، انما علينا ان نبقى شعوبا حية وملتزمة بأرضها ووطنها. أتأمل من دول العالم ولا سيما منها الدول العربية ان تفهم هذه الظاهرة ولا تسكت عنها، لا نريد أن يأتوا ليعلمونا كيف نعيش كلبنانيين، نحن طريقة حياتنا التسامح، ولكن ما نريده هو أن لا يأتوا ويرتكبوا الجريمة عندنا ويعطوننا بعدها دروسا في الأخلاق. لم نضطهد أحدا ولم نقتل أحدا، ولكنهم أتوا لنا بالجريمة الى بيتنا".
سئل: هل ستكون معركة العماد عون مع تيار المستقبل اسهل بعدما أصبحت صديق سوريا؟ أجاب: "لست في إطار معارك مع أحد، لقد طرحت برنامجا، ونظرة مستقبلية للبنان، وضعتها في كتاب وأطبقها على الأرض، كنا في أفق لبناني وأصبحنا في أفق أوسع، هذا خطي وهو ايجابي وليس ضد أحد، هذا الخط مقدم تجاه اللبنانيين وسوف استفتي اللبنانيين عليه، لذلك ذهبت الى ايران وسوريا قبل الإنتخابات وليس بعدها، لم ادخل في المزايدات الإستقلالية لأذهب بعدها، انا أضع هذا الأمر بين ايدي اللبنانيين قبل الإنتخابات".