واستهل السفير دمشقية الحفل بكلمة رحب فيها بالرئيس سليمان والسيدة الاولى وبالوزراء قائلا: "ان الزيارة تكتسب اهمية كبرى وهي الاولى لرئيس الجمهورية اللبنانية منذ اكثر من عشرين عاما".
كلمة الرئيس سليمان
ثم اعتلى الرئيس سليمان المنصة وسط تصفيق حار من ابناء الجالية وتوجه اليهم بالقول: "غداة ذكرى الاستقلال الخامسة والستين وعشية عيد الاضحى المبارك والميلاد المجيد، اقف اليوم بينكم على ارض المانيا الدولة الصديقة والشريكة في العمل من اجل الخير والسلام في كل مكان، يغمرني السرور للقائكم ومخاطبتكم وانا مدرك كم انتم متعطشون لمعرفة ما يدور في وطنكم على كل صعيد وبالاطلاع على ما اعترى المسافة التي اجتازها حتى الان في طريقه الى تحقيق اهدافه.
ستة اشهر مضت على الانتخابات الرئاسية جهد خلالها لبنان للملمة ذاته في الداخل ولاستعادة الوهج في الخارج ولتأييد دوره بلد الحوار والعدالة والتسامح ضمن ثوابت الحرية والسيادة والاستقلال، فتألفت تحت شعار الارادة الوطنية الجامعة حكومة وحدة وطنية، اعتمدت بيانا وزاريا وارف المحتوى شامل الاهتمامات واسع المرامي. واعيدت الحرارة الى العلاقة مع الشقيقة سوريا فصارت صريحة وواضحة وثابتة نجمت عنها علاقات دبلوماسية غير ملتبسة، وهي ترجمة لجزء من البيان المشترك الذي صدر عن الجانبين اللبناني والسوري في ختام الزيارة الرئاسية واعتبر خارطة طريق يرجع اليها في مختلف المواضيع المشتركة.
كما عاد المجلس النيابي الى لعب دوره كمحراب للتشريع والرقابة والمحاسبة وسيستمر هذا الدور وسيتعزز بعد الانتخابات النيابية المقبلة التي ستجري في موعدها بعدما صدر القانون المنظم لها وقانون المجلس الدستوري الضامن لسلامتها وسيشارك معظمكم فيها وستكون نموذجا للديمقراطية والنزاهة.
وتلاقى كذلك من جديد في القصر الجمهوري اطراف العائلة اللبنانية حول طاولة الحوار لمتابعة ما بدأوه في مؤتمر الحوار الوطني ولاستكمال تنفيذ ما اتفق عليه في مؤتمر الدوحة وفي المقدمة الاتفاق على استرايتجية وطنية للدفاع عن لبنان بوجه العدو الاسرائيلي وتحرير ارضه بالوسائل المشروعة والمتاحة، يليه السعي الصادق والدوؤب لتأكيد حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته مما يبطل اي سعي للتوطين. كما نشطت الى جانب ذلك المساعي والجهود وما تزال مستمرة، لاتمام مصالحات باتت ملحة، بين المتخاصمين من الشخصيات الوطنية صونا للبلاد ووحدتها وتحصينا لها من مخاطر عديدة اولها خطر الارهاب المحلي والدولي الماثل تهديده ابدا عندنا والذي كسره بفرادة وشجاعة جيشكم البطل كما كسرت المقاومة الباسلة المدعومة من الجيش والشعب، الارهاب الاخر المتمثل بالعدو الاسرائيلي.
ايها الاخوة اللبنانيون
لم يغب عن البال يوما الهم الاقتصادي والمعيشي رغم هبوب العاصفة المالية العالمية العاتية التي لم توفر اضرارها اقتصادات كبرى والتي استطاع لبنان رغم اعبائه وبفضل تشريعاته المالية وبفضل دراية وخبرة ويقظة مرجعياته المصرفية والنقدية، اجتيازها دون اضرار تذكر مما شكل قطبا جاذبا لرؤوس اموال جديدة تلجأ اليه.
فالدولة مصممة رغم ذلك على توفير الامان المعيشي والاجتماعي للجميع ضمن حدود امكانياتها التي تواصل بجد تنميتها لكي تمكنها من معالجة المشاكل الاقتصادية والصحية والتربوية والبيئية فتساهم في رفع اثقالها عن كاهل المواطن الذي ينوء تحتها بصبر وصمت وتوجس وانفة.
ولن ننسى، في هذا السياق، مسيرة الاصلاح التي باتت المباشرة بها ضرورة قصوى لمحاربة الفساد في الادارة والقضاء واسلاك عديدة اخرى ما يستدعي معالجة عميقة وفاعلة وشفافة وعادلة لتستقيم الامور بين يدي الحكم كما بين يدي المواطن.
ايها الاخوة اللبنانيون
اننا فخورون بكم وبنجاحكم وبما تقومون به حيث انتم وبما تقدمونه لاهلكم هنا وفي لبنان، فانجازاتكم رصيد هام يمكن توظيفه في الوطن استثمارات لكم او لشركاء اجانب معكم، مما يساهم في تقدمه وازدهاره وتخدمون بهذا الرصيد البلد الذي استقبلكم، عنيت به المانيا، فاستضافكم واحتضنكم موفرا لكم الامن والامان والحياة الكريمة والغش الرغيد، وستردون له دون شك، الجميل احتراما لقواعد العمل فيه والتزاما دقيقا بقوانينه وانظمته وتقديرا صادقا لعاداته وتقاليده وانماط عيشه فتحافظون على مصلحتكم ومصلحة ذويكم وعلى سمعة وطنكم.
ختاما، رسالتي اليكم اهيا الاعزاء هي ان تطمئنوا.. فالوطن عاد يسلك الطريق السليم.. وفي هذا المكان قرب جدار برلين الذي حطمته ارادة الوحدة لدى الشعب الالماني... ندائي اليكم ان تبقوا موحدين ولا تسمحوا ببناء جدار يفصل بينكم يضطر ابناءكم الى تحطيمه. فوحدتكم هي قوتكم وبها نجاحكم عشتم وعاشت ألمانيا وعاش لبنان".
بعدها، صافح الرئيس سليمان واللبنانية الاولى والوفد الوزاري المرافق افراد الجالية اللبنانية فردا فردا والتقطت الصور التذكارية.