ثانياً: رفضنا التام للأفكار التكفيرية التي تجعل من الآخر غرضاً للقتل والعدوان. وأكدنا أن هذه الأفكار تصيب الإسلام والمسلمين في مقتل وحدتهم وسلامتهم، قبل أن تمس الأمم الأخرى. وقلنا إن الأفكار الإسلامية الأصيلة رأت في الآخر إما أخاً في الدين أو نظيراً في الخلق وشريكاً في الانتماء الإنساني الواحد، وأنها دعت إلى الحوار والتعارف على قاعدة أن الأفضل هو الأكثر تقوى لله في عباده. وأن نبي الإسلام صلى الله عليه وآله، كان رحمة الله للعالمين عزيز عليه ما يعانون منه، وأن أتباعه هم حملة هذه الرحمة إلى الأمم، لا المكفرين والقتلة. وقلنا إن الفكر التكفيري القتال قد أنشب أظفاره في جسد المسلمين وأوقع فيهم المذابح وأسال منهم الدماء الغزيرة. إن الأموال الطائلة التي تنفق من أجل نفث التكفير في العالم هي إعانة على القتل وشريك في الجرائم المقترفة.
ثالثاً: إن التقديرات التي سبق أن وضعتها أجهزة الاستخبارات الأمريكية المختلفة حول المخاطر الاستراتيجية التي تتهدّد الأمن والمصالح الأميركيين قد تضمنت اعتبار الهند في طليعة الدول التي يشكل صعودها خطراً على الدور الأمريكي الدولي.
لقد كانت الهند من الدول الثلاث المؤسِّسة لمؤتمر عدم الانحياز الذي سعى إلى انتهاج سبيل استقلالي عن الهيمنة الاستكبارية. وإننا نلاحظ أن هذا النوع، من الاعتداءات الذي ضرب الهند، غالباً ما يأتي كمقدمة لتدخل أمني وعسكري أمريكي يصادر سيادة الدول بحجة مكافحة الإرهاب. وستشكل هذه الاعتداءات فرصة للإدارة الأمريكية لابتزاز كل من باكستان والهند والانتقاص من سيادتهما.
رابعاً: تشديدنا على أن الكيان الصهيوني سيسعى إلى استغلال هذه الاعتداءات الإرهابية للتستّر على جرائمه التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني وتبرير مزاعمه الكاذبة التي تحاول تشويه المقاومة ضد الاحتلال بتصويره على أنه إرهاب. إن الإسرائيليين يسارعون مع كل عمل إرهابي إلى انتهازه، وتقديم أنفسهم على أنهم ضحايا للإرهاب في حين أنهم كانوا أول من فتح طريق الإرهاب وقاد إليه. ومن غير المستبعد أن تكون الاستخبارات الإسرائيلية قد تمكّنت من الاختراق أو التجنيد المباشرين في بعض المجموعات التكفيرية، ثم تمكّنت بعد ذلك من إدارتها وتوجيهها نحو الإضرار بدول وشعوب لنقلها من موقع التضامن مع القضية الفلسطينية والقضايا العربية إلى موقع التعاون مع الكيان الصهيوني للاستفادة من خبراته وقدراته الأمنية والاستخبارية التي تعد فخاً إضافياً، يغرق تلك الدول بالمعلومات المضللة فضلاً عن إحداث اختراقات في مؤسساتها الأمنية والعسكرية. وإننا نثمّن رفض السلطات الهندية للمحاولات الإسرائيلية الرامية إلى انتهاك السيادة عبر التدخل الأمني والعسكري المباشر.
خامساً: تأكيدنا ضرورة التمييز بين الإرهاب المدان والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال، وأنه لا يمكن المساواة بين الأعمال الشريفة التي تقوم بها الشعوب الساعية إلى تحرير أرضها ونيل استقلالها وحقها في تقرير مصيرها، وبين الجرائم الموصوفة التي ترتكبها مجموعات تكفيرية مخترقة أو مضللة، أو موجهة.
سادساً: إن نظرتنا إلى الانقسام والصراع لا تقوم على اعتبارات دينية أو عرقية أو طائفية، بل على أساس الاستكبار والاستضعاف، فنحن نقف إلى جانب المستضعفين بغض النظر من أديانهم وألوانهم وأعراقهم وأوطانهم في مواجهة المستكبرين أياً كانت أنسابهم الدينية والقومية.
سابعاً: رغبتنا في توطيد علاقات الحوار والصداقة مع الشعب الهندي بفئاته المختلفة من أجل إعلاء شأن الإنسانية الحرة ومواجهة قوى الاستكبار والتكفير والصهيونية التي تتآزر وتتعاضد في نتائج أعمالها إن لم يكن في المنطلقات والأساليب.