عون: ربما يعطيني جنبلاط حراسة بوابة الشام بضعة أيام وليقدموا مشروع قانون تنظيم الحريات لنرسله إلى الولايات المتحدة
وطنية - 1/12/2008
رد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون على منتقدي زيارته لسوريا وتوقعهم انخفاض شعبيته نتيجة الزيارة. وقال في مؤتمر صحافي عقب ترؤسه امس اجتماع التكتل في الرابية: أنا ذاهب الى سوريا وهكذا أخسر شعبيتي ويفوزون بالانتخابات وهكذا اكون اقدم لهم هدية مجانية. ان رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط لديه العديد من سنوات حراسة بوابة الشام ربما يستطيع أن يعطيني اياها بضعة أيام.
ورد العماد عون ساخراً على بيان الامانة العامة لـ"قوى ١٤ آذار" قائلا: ليقدموا مشروع قانون لتنظيم الحريات العامة في لبنان، ونرسله الى الولايات المتحدة لأنه من اعداد تلاميذه".
وقال: ان الهجوم المركّز من قبل "قوى ١٣ تشرين الاول" علي سببه اعتقادهم أنّه بعودتي اريد أن أقصف قريطم والمختارة ومعراب، كما فعلوا هم بينما أنا أتوجه الى سوريا برأس مرفوع. اذهب الى سوريا بما أمثّل وبنظرة الاحترام التي ينظر بها السوريون اليّ لأنني كنت خصما شريفاً، وحين انتهت الخصومة أصبح بالإمكان إنشاء صداقة، وأنا لست ذاهباً لدراسة ملفات فهذا من عمل الحكومة.
وشدد العماد عون على انه "ذاهب الى سوريا بمواقفه الثابتة والراسخة وسيرجع منها ضمن المبادئ المتعارف عليها". ودعا منتقدي قوله "إن سوريا مهد المسيحية"، الى أن يدرسوا كتب التاريخ لنشأة المسيحية والمسيحيين الاوائل. وقال: بعد عودتنا من سوريا سنفتح باب المناقشة لا سيما في المواضيع التي ستبحث فيها الزيارة.
وعن موضوع المفقودين في سوريا، وعد العماد عون بحل هذه المشكلة، وتساءل لماذا لم يبحث ملف المفقودين منذ عشرين سنة، انه مسؤولية كل من كان في السلطة بالتتابع طيلة السنوات الماضية، واذا ضاعت هذه المسالة يكونون هم مسؤولين عنها، وانا سأعمل جهدي لتوعية الضمائر وحل المشكلة، لكن عملي لا يتوقف عند مسألة المفقودين، مسؤولية رئيس الحكومة ومن معه من احزاب قاموا بقتل الناس وإلقائهم في الابار، انهم يرفضون أنشاء بنك الحمض النووي من ضمن معالجة الملف. ومنهم من ساهم في هذه المشكلة.
وأردف: تتم مهاجمتنا بسبب زيارتنا الى سوريا، وبسبب قولنا ان سوريا هي مهد المسيحية، لذا عليهم قراءة تاريخ المسيحية وبعد عودتنا من سوريا نفتح باب المناقشة في التاريخ والجغرافيا. وأوضح "ان العلاقات مع سوريا وملف المفقودين من المواضيع التي تهمنا"، وقال: أحد الصحافيين كاد أن يخرج برأسه من شاشة التلفزيون وهو يسأل ماذا سنقول لأهل الشهداء، وأنا اسأل بدوري هل أنا من قتلهم؟ فمسؤولية المفقودين تقع على الذين تعاقبوا على السلطة منذ ١٨ عاماً.
وردًا على سؤال، أجاب عون: في اصعب الظروف وتحديداً في العام ١٩٩٤ قلت عندما تترك سوريا لبنان سنبني أفضل العلاقات معها، أنا ذاهب إلى سوريا ورأسي مرفوع، وعندما تنتهي الخصومة معها يمكن أن أتحول إلى صديق. سأذهب كما أنا، وأعود كما أنا، ولست بوارد تغيير قناعاتي أو مواقفي.
وحول الانتقادات التي وجهها الدكتور سمير جعجع للزيارة، أشار عون إلى أن "أصعب مرحلة مرّ بها "التيار الوطني الحر" كانت أثناء مشاركة جعجع في الحكم خلال قصف القصر الجمهوري في التسعينات".
وتطرق الى التوتر الامني الحاصل مؤخرا، وأبدى "عتبًا على الأجهزة الأمنية لعدم قيامها بتحقيق جدي في ما حصل من إشكالات في الجامعات وفي بعض المناطق التي أوصلت بنتيجتها الوضع إلى توتر وصدام". وقال: هناك طرف واحد يسبب هذه المشاكل على كل الأراضي اللبنانية، فهو اختلف أولا مع "المردة" ثم توالت مشاكله مع الباقين، هم يطالبون بعدم استخدام لغة التخوين ثم يقومون هم بالتخوين.
وطلب عون من "الاجهزة الامنية القيام بواجباتها على المستوى الأمني والمخابراتي"، وتابع: "نحن نتحاشى المشاكل، لأن المشاكل معنا أمر كبير".
ورداً على سؤال عما سيبحثه في سوريا قال عون: "هناك كلمة علنية ستنقلها وسائل الإعلام، وهناك مؤتمرات صحافية توضّح زيارتي، ولزيارتي قيمتان: الأولى بما امثلّه في لبنان والثانية تتعلّق بنظرتهم هم إلى ما امثّل. وانطلاقاً من هاتين النظرتين سيتمّ الاستقبال. واللقاءات والحوارات ليست بالضرورة مفاوضات. هناك تبادل للآراء. وزيارتي لسوريا لها طابعا التعارف والصداقة أولاً وتقديم المقاربات لمختلف المواضيع ثانياً".
وفي رد على سؤال آخر قال: "الملفات العالقة بين البلدين هي على عاتق الحكومة اللبنانية مجتمعة، لدى التيار تصوّر لكيفية بناء العلاقة مع سوريا وضعناها ضمن وثيقة التفاهم مع حزب الله، وهذه الفقرة أخذ بها في الحوار الوطني في آذار ٢٠٠٦ والحكومة اليوم تدّعي احترامها. وانطلاقاً من هذا التفكير سيتمّ تطبيق اوّل بند وهو التبادل الدبلوماسي قبل نهاية هذا العام. وفي ما يتعلّق بترسيم الحدود هناك لجنة مؤلفة لهذه الغاية. الخلاف شكلي من أين يجب البدء بترسيم الحدود. المهم أن نبدأ بترسيم الحدود من دون أن نغرق في السجالات العقيمة لأنّ ترسيم الحدود يتطلّب وقتاً. الأمر الثالث العالق الذي تعالجه الحكومة هو النظر في موضوع الموقوفين او المفقودين في سوريا، وهذا الأمر أخذته على عاتقها الحكومة اللبنانية".
أمّا عن عودة سوريا الى لبنان، فلا نقبل ان يكون لبنان ممرًّا لزعزعة النظام في سوريا مثلما يفعل البعض، كما لا نقبل بأي نزعة سورية تجاه لبنان. سوريا اليوم ليس لديها نزعة سيطرة تجاه لبنان، وما نفعله هو تركيز هذا النهج وهذا المبدأ المطمئن لكلا البلدين من أجل ترسيخ التفاهم بينهما.
ونفى أن يكون قد تلقى دعوة لزيارة السعودية او مصر وقال: "ليس لأحد أن يعلن عتبه عليّ، في حال لم أقم بزيارته، فأنا لا ألجأ الى التحرّش بأحد لكي أزوره. ففي حال أراد أحد أن يوجّه إليّ الدعوة لزيارته، فسألبّي الدعوة، وأنا أتّبع سياسة الانفتاح على الجميع".