إن السياسة الاسرائيلية المعتمدة في إغلاق المعابر لفترات طويلة، ثم امتصاص النقمة الدولية عبر تقنين السماح بمرور المواد الاولية الضرورية، تعبر عن أعلى درجات إرهاب الدولة في استهداف المدنيين الفلسطينيين عبر التحكم والضغط على متطلبات حياتهم الضرورية، خصوصا الدواء وحليب الاطفال ومياه الشفه والوقود لتوليد الطاقة الكهربائية. وهذه، وإن لم تكن سياسات جديدة على اسرائيل، إلا أنها باتت تستوجب وقفة دولية تسقط كل محاولة لإبقاء اسرائيل استثناء لا تطبق عليه القواعد والقرارات الدولية وتدين جرائم اسرائيل ضد الانسانية.
إننا ندعو الى تحرك الاتحاد البرلماني العربي في اتجاه المؤسسات البرلمانية الدولية والاسلامية والقارية والجهوية واللغوية لاستنهاض موقف برلماني ضاغط على الحكومات لكسر الحصار عن غزة ورفعه بصورة نهائية.
كما أننا ندعو مجلس وزراء الخارجية العرب الذي ينعقد غدا في القاهرة الى اتخاذ قرارات بمستوى آلام الشعب الفلسطيني ومعاناته وآماله، وعدم التحول عن التناقض الرئيسي الذي يمثله الصراع مع اسرائيل الى إقحام النظام العربي في واقع التناقض الثانوي القائم بين الفصائل الفلسطينية، وان كانت هذه القضية باتت تستوجب حلا ينطلق من مسؤولية تلك الفصائل تجاه حاضر القضية الفلسطينية ومستقبلها".