وطنية - 21/11/2008
أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: اتقوا الله وأطيعوه، لان التقوى خير حصانة للإنسان تجعله ممانعا وكأنه في حصن حصين يرتدي درعا يمنع عن صاحبه البلاءات، ومن أعظم البلاءات المعصية لله ولرسوله، لذلك فان علينا ان نتحصن بالتقوى والعزيمة والتصميم لتكون طاعة الله ملازمة لنا، فهي تجعلنا في أمن وأمان، فالتقوى تدفع كل الأوبئة لتجعلنا في حرز يمنع عنا الرذائل والمنكرات والأعمال المشينة، فالتقوى مفتاح باب الخير والصلاح والإصلاح، فعلينا ان نلبس ثياب التقوى فنعمل بما أمر الله تعالى ونسير على منهاج الحق، فالتقوى تزيل الحقد من النفوس وتمنعنا من ارتكاب المعاصي، وعلينا ان نمتن علاقتنا مع الرسالة السماوية ونبتعد عن المساوئ والمعاصي والمهاوي، ونحفظ ألسنتنا وأبداننا وقلوبنا وجوارحنا من كل المطبّات التي تؤدي بصاحبها الى التهلكة، وعلينا ان نقوي الحالة الإيمانية في نفوسنا حتى تتحول هذه الحالة إلى ملكة تعصمنا من كل ما يضر بحالنا ويشيننا، فالملكة هي العدالة وهي الاستقامة على جادة الشرع وعدم الانحراف يمينا وشمالا، وعلينا ان نحافظ السير على الجادة المستقيمة فنكون حذرين من كل المنزلقات والشهوات والمحرمات والانحراف".

وأضاف: "نحن في حاجة إلى إنسان تقي زكي ومستقيم يمسك الفضل من كلامه، وينفق المال في سبيل الله ملتزما التقوى لتكون مرافقة له في كل تفاصيل حياته فتجنبه من الوقوع في المنزلقات فيحمي نفسه من الشهوات التي تمثل البلاء الأعظم للإنسان فهي تعزز المنعة في نفسه وعليه ان يمنع نفسه من الجلوس في أماكن اللهو والسوء، حتى لا يصاب المؤمن بأمراض نفسية نتيجة مجالسته للسوء والفسق والفجور. ان ايام الحج التي نستقبلها ونتهيأ فيها للذهاب الى البلد الحرام لتأدية الواجبات تحتم علينا التأمل والتدبر في معاني الحج حيث يعيش الحاج حالات استقلال عن الهوى والمغريات والمال، فهناك يستقل المؤمن ليناجي ربه بصدق وإخلاص فيحارب الغرور الشيطاني".

وهنأ الشيخ قبلان اللبنانيين وجيش لبنان باستقلال لبنان من الاحتلال والغزو الاستعماري، داعيا اللبنانيين الى "ان يستقلوا عن الأنانية التي تتسلط على الإنسان، فالاستقلال يخلفه الهدوء والأمن، وعندما يستقل الإنسان ببلوغه وتحمله المسؤولية بكمال عقله فان عليه أن يعيش مسؤوليات الاستقلال، أن لبنان يعيش عهد الاستقلال باستقلاله من التدخل الأجنبي الذي مارس على الشعب حكمه وظلمه، وعلينا أن نتحرك لنتوج أعمالنا باستقلال إرادتنا بالعمل الصادق لمصلحة الوطن والمواطن ويكون العمل الجاد والصادق لحلول الأمن والاستقرار في الوطن وتسود روح الأخوة والتعاون بين اللبنانيين، نحن نريد استقلال حقيقي فنبتعد عن الأنانية وحب الذات ونكون مستقلين في تصرفاتنا ووضعنا وأحكامنا فنتشاور مع الآخرين ونأخذ الحق منهم ونمنعهم من التسلط علينا، ونبتعد عن كل ما يضر بالوطن وأهله، لذلك نهنئ اللبنانيين بالاستقلال، ونطالبهم بمزيد من التشاور والتحاور ليكون اللبنانيون عينا بصيرة ولسانا صادقا فيتعاونوا فيما بينهم ويحبوا بعضهم ليكونوا في خدمة الوطن والمواطن ولا سيما ان لبنان بلد التآخي وليس بلد الظلم والتعدي والتحدي، ويجب ان يكون شعب لبنان مستقلا في تفكيره وعمله وإرادته، وعلينا ان نعمل معا في سبيل الإنسان".

وطالب المسؤولين في الدولة ب"العمل لما فيه مصلحة الشعب وأصحاب الدخل المحدود فيرحموا هذا الشعب ويرفعوا عنه الظلم، فارحموا الشعب، فالمواطن حتى ينال حقه باستحقاق دون منة، ونطالب الأجهزة الأمنية ان تكون ناشطة باستمرار لحفظ الأمن وخنق الفتنة في مهدها فلا يسمحوا للمتطفلين بالاعتداء على الجيش الوطني بقيادته وعناصره لان الجيش ضمانة للوطن وحصنه وخشبة خلاصه، وعلينا ان نتعاون مع إخواننا العرب لمصلحة الأمة العربية وتحقيق الاحترام المتبادل فنكون أحبة ونرحم بعضنا البعض ولا نتخاذل عن حفظ لبنان الذي يحتاج الى وفاق ووحدة وتفعيل للعيش المشترك، فليبتعد اللبنانيون عن أصحاب الفتن ويكونوا يدا واحدة لحفظ لبنان من الفتن والمؤامرات".