متكي لـ"السفير": هدوء لبنان يضمن استقرار المنطقة وزيارة سليمان إلى طهران لها أهمية خاصة
عمار نعمة ـ طهران
جريدة السفير - 21/11/2008
تكتسب زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الى ايران، المنتظرة في ٢٤ من الشهر الحالي، ومن المقرر لها ان تستمر ليومين، اهمية خاصة بالنسبة الى الجمهورية الاسلامية.
يبدو ذلك واضحا من الاستعدادات الايرانية الخاصة للزيارة التي ستتميّز بحفاوة كبيرة لسليمان الذي يزور طهران للمرة الاولى، وذلك في اطار جولاته الخارجية المتعددة منذ تسلمه سدة الرئاسة في ايار الماضي.
الأهمية هذه تحدث عنها وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي لـ"السفير" على هامش اللقاء الذي عقدته اللجنة المنظمة للمؤتمر الدولي للصحافة ووسائل الاعلام الذي افتتح الاحد الماضي في مصلى الامام الخميني في طهران.
يؤكد الوزير الايراني ترقب طهران منذ فترة هذه الزيارة، التي قال انه من المنتظر لها ان تحقق نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، من دون ان يعني ذلك عدم جودة تلك العلاقات بين طهران وبيروت في الماضي، "لكننا ننتظر الكثير من هذه الزيارة ومن العلاقات المستقبلية مع لبنان".
تولي ايران هذه الاهمية الكبيرة للبنان نتيجة يقينها بأن الاستقرار في هذا البلد اليوم يعتبر مفتاحا للاستقرار في المنطقة، كما يشدد متكي، الذي يضيف ان "لبنان خرج قويا« من الازمة الداخلية الاخيرة في ايار الماضي والتي اثمرت اتفاق الدوحة الذي وضعه على سكة الاستقرار، مضيفا ان "استتباب الوضع في لبنان يؤدي الى الهدوء في المنطقة التي لن تنعم به من دونه".
ويُذكر بمساهمة بلاده في اتفاق الدوحة الذي انهى "الفترة التراجيدية التي مرّ بها اللبنانيون" في ايار، ويدعو الى تطبيق هذا الاتفاق كاملا وتعزيز التلاقي بين اللبنانيين، مشيرا الى اهمية كبرى توليها بلاده للبند الثالث في هذا الاتفاق، أي الانتخابات النيابية اواخر الربيع المقبل.
ويقول في هذا الاطار، ان ايران تؤمن بأن على اللبنانيين حل مشاكلهم عن طريق الحوار الصادق بين بعضهم البعض، من دون اللجوء الى السلاح الذي سيؤدي الى خسارة الجميع، "من هنا، فإننا ندعو اللبنانيين الى الالتزام بهذا الاتفاق ونؤكد على ضرورة التمسك بالعملية السياسية من دون غيرها لحل المشاكل كافة".
ويشير الى تعليق الايرانيين اهمية ايضا على طبيعة الوفد المشارك مع سليمان في زيارته، لافتا الى ان هذه الزيارة سوف تفتح الباب امام اقامة التعاون في اكثر من مجال، والذي سيتولاه الوزراء المعنيون في الطرفين، من غير ان يستبعد توقيع اتفاقيات تعاون بين الخبراء في الجانبين بهدف تعزيز هذه العلاقات.
وكان متكي قد تحدث الى بعض وسائل الاعلام الاجنبية التي تم اختيارها للقائه على هامش المعرض، وكانت "السفير" من بينها، واشار خلال اللقاء الى ان بلاده تنتظر اشارات ايجابية من الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما، لكنه بدا حذرا قبل الحكم على الرجل "الذي يأتي في الوقت الذي يعم فيه الاستياء من السياسة الاميركية العالم".
ويشير الى ان على الرئيس الاميركي المنتخب "تصحيح" صورة الولايات المتحدة في العالم، الا انه يلاحظ أن الرجل يواجه "تحديات كبيرة واخصاما من داخل حزبه ومن داخل مجتمعه"، ملمحا الى المهمة الصعبة التي تنتظره على الصعيد، في اقامة سياسة "متوازنة" والوصول الى "تغيير حقيقي في الولايات المتحدة".
يبدو وزير الخارجية الايراني واثقا من ان التراجع الاميركي في منطقة الشرق الاوسط، يعود الى اسباب عدة، عسكرية واقتصادية وامنية، بينما يصعد الدور الايراني بشكل ملحوظ، يساعد ايران في ذلك مركزها الجغرافي البالغ الاهمية، واستقلال قرارها، مذكرا في هذا الاطار بأن ايران هي البلد الوحيد في المنطقة الذي لم يتعرض لاستعمار خارجي ولم تطأ القوات الاستعمارية ارضه.
واكد ان المرحلة المقبلة ستتسم بنوع من الهدوء والعلاقات السلمية، بعيدا عن العنف الذي اتسمت به في الفترة الماضية. ويشير الى ان بلاده على استعداد للمساهمة في ترسيخ السلام والعدالة والامن في المنطقة ككل.
ويبدي متكي الاستعداد للتحاور مع اميركا في حال ابدت الاخيرة نية جديّة في ظل اوباما، ويقول ان "الجميع في اميركا يريد التغيير"، مضيفا "اننا نراقب السياسة الاميركية وننتظر خطواتها تجاه منطقتنا"، ما يعني ان بلاده تنتظر بادرة حسن نيّة اميركية تجاه الشرق الاوسط وبلاده.