أيها العسكريون،
لقد تعرضتم خلال سنوات مضت، لأكثر من تجربة واختبار، لكنكم وقفتم كالبنيان المرصوص في وجه المخاطر والصعاب، فتصديتم بكل ما أوتيتم من قوة، وإلى جانبكم الشعب والمقاومة، للعدوان الاسرائيلي الوحشي على لبنان، وواجهتم الارهاب المجرم بكل شجاعة وبسالة، وحافظتم على مسيرة السلم الاهلي في اصعب الظروف وادقها، حتى تكللت جهودكم وتضحياتكم، بعودة اللبنانيين مجددا للتلاقي والحوار والاستجابة لنداء الارادة الوطنية الجامعة، مؤكدين للعالم أجمع، أن لبنان النموذج الفريد بتعدديته وصيغة العيش المشترك بين ابنائه، هو وطن جدير بالحياة ولن تقوى عليه رياح الفتن والمؤامرات.
أيها العسكريون،
اعلموا أن قوة الوطن هي من قوة الجيش، وقوة الجيش هي من صلابة وحدته والتفاف الشعب حوله، فحافظوا على هذه الوحدة التي تعمدت بدماء رفاقكم الشهداء، واعملوا على تحصينها، بتقديم الولاء للمؤسسة على أي ولاء آخر، وبالابتعاد عن التجاذبات السياسية، والتزتم القوانين والانظمة التي تشكل سلطة للجميع.
إن ثقة المواطنين بكم كبيرة، وهي تترسخ أكثر فأكثر، بفضل انجازاتكم المتراكمة يوما بعد يوم، وذلك على الرغم من امكانيات جيشكم المتواضعة من العتاد والسلاح، والتي اعاهدكم مجددا ببذل أقصى الجهود في سبيل تعزيزها، بما يتناسب مع حجم المخاطر والتحديات التي يواجهها الوطن.
كنتم دائما على قدر الامل والرهان، لذا ادعوكم حيث تنتشرون على حدود الجنوب، الى البقاء على أتم اليقظة والجهوزية للتصدي لاي اعتداء اسرائيلي محتمل، والتعاون الدائم مع قوات اليونيفيل تنفيذا للقرار 1701، وفي الداخل إلى متابعة السهر على حفظ الامن والنظام، والاستمرار في مواجهة الارهاب واقتلاع اشواكه الخبيثة أينما وجدت، كما ادعوكم الى رص الصفوف، والاستعداد لمواكبة استحقاقات المرحلة المقبلة، بمزيد من العزم والصبر والثبات، فتؤكدون بذلك مرة أخرى، أنكم سياج الوطن وحماة الاستقلال".