22/11/2008
لمناسبة يوم الشهيد أقامت التعبئة التربوية في حزب الله احتفالا تكريمياً لشهداء كلية العلوم برعاية وحضور نائب الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم وذلك في كلية العلوم في المجمع الحدث الجامعي وقد حضر الاحتفال مدير الجامعة الدكتور علي كنج والاساتذة وزملاء الشهداء الطلاب.
نائب الامين العام سماحة الشيخ نعيم قاسم اعلن تأييده للحوار حول الاستراتيجية الدفاعية التي تتضمن الاستفادة من المقاومة للدفاع، لكنه رفض أي نقاش يقلل من قدرة الدفاع بعنوان الإستراتيجية الدفاعية، وقال سماحته :" إذا كنا ندافع بطريقة معينة يجب أن نبحث عن تحسين شروط الدفاع فهذه استراتيجية دفاعية وليست استراتيجية نزع سلاح حزب الله فلا أحد يحلم بذلك، والاستراتيجية الدفاعية تتطلب أن نعمل لها وأن نكون حريصين على كل القوة التي نمتلكها".
وعلق سماحته على ما يثار بين الحين والآخر من دعوات لحوار لبناني إسرائيلي من أجل التطبيع، فقال :" ليس بين لبنان وإسرائيل أي مواد أو ضرورة للحوار، على إسرائيل أن تخرج من الغجر وأن تخرج من مزارع شبعا، وأن تخرج إلى الحدود الدولية وليس إلى الخط الأزرق فقط، وتأكدوا لن تستطيع إسرائيل إن شاء الله أن تفرض شروطها، اليوم يتحدثون عن الخروج من الغجر هذا بفضل وبركة المقاومة ومن دون أي قيد أو شرط ".
ولفت سماحته ايضا الى ما تشهده الساحة الداخلية من فترة تهدئة سياسية يبدو أنها ممتدة إلى الانتخابات النيابية، لأنهم في الخارج منصرفون عن أوضاعنا ولأن من في الداخل تعب ووصل إلى المحل الذي يعتقد فيه أن الانتخابات النيابية ستعطيه شيئاً، من المفيد أن يكون التنافس من أجل نجاح الانتخابات هذا على الأقل يوجب مشروعاً يصرف الناس عن الفتن والمشاكل الداخلية.
كما تحدث الشيخ قاسم عن المال السياسي الذي يوزع من قوى المولاة تمهيدا للانتخابات النيابية فقال :" إذا كانوا يعتقدون أن هذا المال السياسي سيغير المعادلة فأعتقد أنهم واهمون، نعم هذا يشتري ضعاف النفوس لكن بعض الناس تأخذ المال وتصوت لغيرهم، في النهاية نحن نخوض الانتخابات ببرنامج سياسي واجتماعي، برنامجنا السياسي يقوم على: سيادة لبنان وبناء دولته وجيشه ومقاومته القوية، ويستخدم إمكانات الدولة من أجل إعادة التوازن بين المناطق لإقامة الإنماء العادل وإيقاف السرقة والهدر والعمل للتنمية في المجالات المختلفة".
ودعا سماحته :" إلى الصرف على الناس من أموال الدولة وليس من السفارات العربية والأجنبية، ونحن ندعو إلى تنظيم إمكانات الدولة لخدمة الناس، من أراد أن يخدم الناس فليخدمهم من أموالهم بدل أن تصرف ثم يدفع من جيبه أو من السفارات المختلفة، سنخوض الانتخابات النيابية ببرنامج سياسي انتخابي اجتماعي ولن نخوض الانتخابات النيابية بعقلية التنافس المالي وبالأصل لا قدرة لنا على منافستهم مالياً وليست هي عقليتنا، لأن من يُشترى لك يُشترى لغيرك، فنحن نفضل أمثالكم الذين يعملون فيعطون من القلوب والجيوب والعقول لمصلحة عز المقاومة ونصر لبنان ودعم مسيرة الشهداء، وهنيئاً لكل السائرين على درب الشهداء" .
وحول المقاومة لفت نائب الامين العام ان المقاومة اليوم لم تعد أغنية على المنابر بل أصبحت مساراً في حياة الجميع من دون استثناء، و أصبحت حياة يعيشها كل واحد منَّا، واصفا هذا الزمن بزمن المقاومة وهو عصر المقاومة. وقال : "عصر المقاومة بدأ ولن نعود إلى الوراء، ولا إمكانية لأي عصرٍ آخر في مواجهة عصر المقاومة، سيبقى هو الأساس وسيؤثر على كل مجريات منطقتنا ولا يستطيع أحد أن يُقفل الباب على المقاومة ليعيدنا إلى الاستسلام فنحن في زمن العز والانتصار وهذا سيستمر بإذن الله تعالى " .
وتابع الشيخ قاسم قائلا :" قرأت بعض فقرات تقرير الأمين العام للأم المتحدة والذي سيصدر خلال أيام، وواضحٌ فيه بأن إسرائيل لا تستطيع إخفاء اعتداءاتها اليومية على لبنان، ولم يستطع هذا التقرير أن يشير بأي دليل على اختراق حزب الله للقرار 1701، وكل العالم يعرف أن إسرائيل تخترق الأجواء اللبنانية حوالي 20 مرة في اليوم، ماذا فعل العالم وماذا فعل مجلس الأمن؟ لا شيء ، لأنه متواطئ مع إسرائيل، وإلاَّ كان يجب أن يشنوا حرباً دولية على إسرائيل أو أن يضيِّقوا عليها، أو أن يمارسوا عقوبات اقتصادية وسياسية عليها، ولكن ما نراه هو محاولة تطبيع إسرائيل مع العرب، وإعطاء إسرائيل الإمكانات الأمريكية، ومحاولة الساسة الأوروبيين أن يتقربوا من إسرائيل علَّها ترضى عنهم حتى يكون لهم دور، هذا الموقف يؤدي إلى المزيد من التأزم في منطقتنا " .
ووصف سماحته الاعتداءات التي تحصل على الشعب الفلسطيني في غزّة , على الطعام والشراب والكهرباء والدواء بانه جريمة موصوفة في القرن الواحد والعشرين، محملا المجتمع الدولي بأسره مسؤولية هذه الجريمة لأنه لا يفعل شيئاً من أجل هؤلاء المستضعفين. لافتا ان الدول الغربية وأمريكا تعمل على تعطيل الحلول في منطقتنا ،وتساهم في وجود إسرائيل وتتبنى إرهابها في مقابل الحق الفلسطيني والعربي وهذا ما يجعلنا أمام معادلة وحيدة هي معادلة المقاومة ".
واضاف سماحته : " ليس لنا خيار آخر غير المقاومة، والمقاومة هي رد فعل على الاحتلال والعدوان وعلى الظلم، وقد أثبتت جدواها ولا إمكانية لأي خطوة أخرى يمكن أن نلجأ إليها " واعتبر سماحته ان المقاومة هي ضرورة لعدة أسباب:
أولاً: المقاومة تعطي قوة للبنان وتمنع إضعافه، وهنا كل أولئك الذين يتحدثون عن نزع السلاح يلطفون العبارة لأنهم يخشون أن يقولوا: نريد إلغاء المقاومة، وإلاَّ ما المقاومة؟ فالمقاومة هي هذه القدرة العسكرية التي تواجه المعتدين، هؤلاء الذين يريدون إلغاء المقاومة يريدون إضعاف لبنان لإعطاء إسرائيل مجالاً لتصنع ما تشاء، ويقدمون خدمة مجانية لإسرائيل.
ثانياً: هذه المقاومة تملك سلاحاً وقوة، وهذا السلاح وهذه القوة تتكامل مع الدولة اللبنانية لأن وجهة سلاح المقاومة إسرائيل، وهذا جزء من وظيفة الدولة ولا يأخذ مكان الدولة على الإطلاق.
ثالثاً : هذه المقاومة مبنية على فكرة القوة والسيادة والتحرير، وهي ليست ردة فعل عشوائية بل هي مشروع متكامل وهنا أهميتها وفعاليتها.
رابعاً: عطَّلت المقاومة استخدام لبنان كساحة لإسرائيل، واعاقت مشروع التوطين، وجعلت عقبات كبيرة أمام مشروع الشرق الأوسط الجديد بالمنظور الأمريكي الإسرائيلي.
خامساً:معادلة القوي صنعتها أيدي أبناء لبنان، وبالتالي كل المخططات الأجنبية ستنكشف عند إرادة هذا الشعب الطيب الأبي.
كما دعا سماحته ايضا إلى إقامة مجتمع المقاومة موضحا :" هنا يصبح المجتمع بأسره مجتمع مقاومة يقدم ما يُطلب منه ويتابع حياته بشكل طبيعي، إمعتبرا ان مجتمع المقاومة ليس هو المجتمع الذي يوزع فيه السلاح عشوائياً على كل الناس، إنما مجتمع المقاومة هو الذي ينظم الطاقات والقدرات لتتكامل بعملية المواجهة عندما نحتاج إلى مواجهة " . واشار سماحته الى ان هذا المجتمع كان موجوداً بنموذج معين في عدوان تموز سنة 2006، واضاف قائلا :" ربما يقول البعض بأننا انتصرنا في لبنان ليس بالمقاومة فقط انتصرنا بمجتمع المقاومة، لأن المقاومين كانوا يقاتلون بالسلاح والمهجرين في الأماكن المختلفة يعبرون إعلامياً وسياسياً عن الصمود والصبر والتحمل، وقسم من أفراد الشعب اللبناني يحضن عوائل المقاومين والمهجرين، وقسم آخر مستعد للدفاع الخلفي، هنا تكاملت الصورة مع رأس الحربة التي نفذتها المقاومة فربحت المقاومة في مواجهة إسرائيل وفي مجتمعها الداخلي، هذا هو مجتمع المقاومة الذي ندعو إليه ".
ورفض الشيخ قاسم عسكرة المقاومة بجعلها محصورة في مجموعات ، مطالبا بمجتمع المقاومة لتضييق الخناق على المشروع الإسرائيلي من كل جانب، عندها هذا المشروع يستطيع أن يحصن لبنان. ويحمي الدولة اللبنانية من الضغوطات الخارجية، ويقوي موقعها وموقفها. ولفت سماحته الى ان مجتمع المقاومة يسد المنافذ الأمنية والسياسية والاقتصادية في وجه إسرائيل، لأنها من أي باب دخلت عسكرياً أو أمنياً أو سياسياً ستجد سداً منيعاً من الناس وهذا ما يجعلنا نستطيع أن نقف وأن نواجه.
واضاف الشيخ قاسم قائلا :" نعم، نحن ندعو إلى مجتمع المقاومة، لأنه لا يوجد حل في لبنان في مواجهة إسرائيل إلاَّ بالمقاومة، لن نجرب مع الآخرين السياسة والدبلوماسية، وليجربوا كما يريدون لكن لن نجرب قدرتنا وقوتنا لمصلحة فكرة أثبتت فشلها، نريد أن نحافظ على هذه القوة لننقلها إلى مواقع أفضل ومن أجل أن نستفيد منها في أي مشروع قادم ".
الاحتفال الذي حضره حشد كبير من طلاب وطالبات الجامعة اللبنانية وعوائل الشهداء تحدث فيه ايضا مدير كلية العلوم علي كنج .