قناة المنار - 18/11/2008
شل الإضراب العام اليوم جميع المدارس الرسمية والخاصة في العاصمة بيروت وضواحيها، والتحقت بها كليات الجامعة اللبنانية وبعض الجامعات الخاصة.

إنه الإضراب مجدداً. إجراء أصبح عرفاً لدى القطاع التعليمي في لبنان وخصوصاً في الجامعة اللبنانية، ودائماً تحت عنوان الحركة المطلبية. كليات الجامعة في جميع الفروع لم تنتظر مناسبة أخرى لإعلان الإضراب، فانضمت إلى نقابة المعلمين وتجمعهم في لبنان وهيئة التنسيق النقابية لتقول إن إدارة الظهر لحقوقهم سواء المكتسبة منها أو الطارئة لم يعد جائزاً السكوت عنها، خصوصاً أن الوعود التي قطعت بشأن تفريغ الأساتذة المتعاقدين لم تُنبت إلا المزيد من قتامة الصورة مع دخول لوائح الاساتذة نفق ما يقال إنه متعلق بمعايير التفريغ.

أما المدارس، فغالبية المؤسسات التعليمية في القطاع الخاص وجميع المدارس الرسمية، إقتصر الحضور فيها على الهيئات الإدارية. نحو مئة ألف طالب في بيروت وضواحيها غابوا مع أساتذتهم ليوم تحذيري واحد قد يستتبع بأيام أخرى في أوقات لاحقة بحال لم يؤد الحوار مع وزارتي التربية والمالية إلى حل مقنع ومطمئن، بعدما ترسخت القناعة بأن سياسة الدولة ستؤدي لتحويل المدرس إلى مستعطٍ أمام باب الوزير أو المدير.

والمؤسف، أن الإضراب الذي يعني خسائر مالية ومعنوية كبيرة لدى أولياء أمور الطلاب لا يرق الى طموح منفذيه إلا إلى أخذ موعد مع الوزير المعني للإستماع إلى وعد جديد، فيما وزارة المالية تجدد تحذيرها من أن أي حل لن يكون إلا ضمن ما تسميه دائماً بالإمكانيات المتوفرة.

وترافق الإضراب مع اعتصام مركزي في ساحة النجمة لمطالبة المجلس النيابي بتعديل قرار الحكومة بزيادة الرواتب والأجور.

على بعد أمتار قليلة من مجلس النواب اتصم أساتذة لبنان قطاعا تعليميا رسميا وخاصا اضافة الى الجامعة اللبنانية في خطوة مكمّلة وداعمة للاضراب احتجاجا على قرارات الحكومة الّتي وصفوها بالجائرة بحقّهم.

وفد من هيئة التنسيق النقابية حمل مذكّرة بمطالبهم وسلّمها الى مدير عام الجلسات في مجلس النواب د.رياض هنّام. المذكّرة عينها سلّمها الوفد الى وزيرة التربية والتعليم العالي الّتي عقدوا معها اجتماعا وضعوها خلاله في اجواء مطالبهم المشتركة.
لكنّ مصادر من بين المجتمعين اكّدت أنّ الاجواء لم تكن ايجابية، فالوعود هي هي. وقد غادر الوفد الوزارة الى مبنى رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي لدراسة الخطوات اللاحقة.

من جهتها دعت اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان في مؤتمرها الصحافي الذي عقدته في مقر الاتحاد العمالي العام السائقيين العموميين الى الاعتصام التحذيري يوم غد الاربعاء امام كافة مراكز الضمان الاجتماعي، كما دعت الى اعتصام آخر بعد غد الخميس امام المقر الرئيسي للصندوق الوطني للضمان في وطى المصيطبة اثناء انعقاد اجتماع مجلس ادارة الضمان، على ان يرافقه تحرك آخر باتجاه وزارة الداخلية الخميس المقبل احتجاجاً على عدم تنفيذ المطالب المحقة والعائدة للسائقين العمومين التي مضى عليها أكثر من تسعة أشهر، لاسيما فيما خص موضوع الضمان .