المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الشيخ قاسم لصحيفة الوطن: المقاومة في أعلى جهوزية لها وأي عدوان سيكون مغامرة مكلفة وعسيرة أكثر مما كان في تموز


17/11/2008

أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حديث لصحيفة "الوطن القطرية" "أن الشبكات الإسرائيلية شبكات موجودة ومنتشرة وهي تعمل في لبنان وسوريا، وأماكن أخرى في المنطقة، وهي عادة ما تكون شبكات منقطعة عن بعضها البعض، واتصالها يكون بشكل مباشر مع الموساد الإسرائيلي، بحيث لا تعرف الشبكة الأولى الشبكة الثانية ، وبالتالي يكون تجميع المعلومات والإدارة من الرصد إلى المتابعة إلى التنفيذ عند الموساد الذي يتابع هذه الشبكات الصغيرة والمتخصصة بجزء من النشاط من دون أن تعرف باقي النشاط"، مضيفاً أن "مسار التحقيق في اغتيال الشهيد عماد مغنية يمكن أن تنفعه مسألة علي الجراح بإضافة معطيات جديدة أو مكملة، ولا أعلم إذا كانت ستؤدي إلى المزيد من المعطيات المؤثرة للتحقيق، يجب أن ننتظر حتى تستكمل هذه المسألة، ولكن الواضح على كل حال مسار التحقيق في اغتيال الشهيد القائد عماد مغنية مستمر، وعندما تتضح كل التفاصيل ستعلن بشكل واضح ، لكن المؤكد بالنسبة إلينا ويزداد تأكيداً يوماً بعد يوم هو أن العمل هو عمل إسرائيلي، بصرف النظر عمن يمكن أن يكون مساهماً في هذا العمل، ولكن الإدارة والتنفيذ من إسرائيل بشكل مباشر، وهذا ليس فيه أدنى شك بناءً على مجموعة من المعطيات التي ستكشف لاحقاً إن شاء الله.


وأعرب الشيخ قاسم عن اعتقاده بأن المناورات الإسرائيلية في هذه المرحلة تستهدف بشكل أساس أمرين: الأمر الأول ترميم الوضع النفسي والمعنوي للإسرائيليين، وإشعارهم أن جيشهم المهزوم يستعيد عافيته ويحاول أن يتفادى أخطاء الماضي، ويعد نفسه لأي احتمال قادم، ويعود إلى قدرة الردع التي طالما تباهى بها الإسرائيلي قبل هذا الانكسار الكبير الذي حصل في عدوان تموز سنة 2006. والأمر الثاني له طابع انتخابي على قاعدة أن رفع السقف في إبراز القوة يساعد الأطراف التي ترفع هذا السقف على مزيد من الكسب الشعبي الإسرائيلي للانتخابات خاصة مع التنافس الحاد الموجود بين الليكود والعمل وكديما، وإذا راقبنا الأفراد الذين يصرحون سنجدهم من هذه الفئات الثلاثة، وسنجد أيضاً أن تصريحاتهم يغلب عليها العنترية وتجاوز اللياقة الدبلوماسية لمصلحة الشحن وإبراز القوة والتهديد للطرف الآخر، وأنَّ إسرائيل تستعيد عافيتها برجال أقوياء يستطيعون خوض المعركة والنجاح فيها وهذه دعايات انتخابية يحتاجونها، ولكن لا يبدو أن الأمور متجهة إلى عمل عسكري في هذه المرحلة لأن إسرائيل غير جاهزة، وفي المقابل المقاومة في أعلى جهوزية لها، وبالتالي هم يعلمون تماماً إذا ما فكروا في أي عدوان فهم سيكونون أمام مغامرة مكلفة وعسيرة أكثر مما كانت عليه الأمور في تموز 2006.


وأعرب سماحته عن سروره وارتياحه لأن كل من الموالاة والمعارضة يعتقدون بأن الغلبة ستكون لهم في الانتخابات النيابية المقبلة ، ورأى أن هذا الأمر يعطي الأمل للطرفين للنجاح، فتتحول الانتخابات إلى مطلب للطرفين، وبالتالي تصبح فرصة إنجازها ونجاحها فرصة قوية جداً في مواجهة أولئك الذين ربما لا يرغبون بالانتخابات النيابية، والسبب في هذه الرؤية عند المعارضة والموالاة أن الفارق في عدد النواب عند نجاح أي طرف من الطرفين باتجاه الأكثرية سيكون فارقاً قليلاً، يعني هناك احتمال أن تكون المعارضة فوق النصف أي فوق الـ 64 نائباً بثلاثة أو أربعة أو خمسة نواب، وكذلك تتأمل الموالاة أن يكون عندها فوق الـ 64 نائباً بثلاثة أو أربعة أو خمسة نواب، بل حتى في بعض الأحيان يطمح كل منهما إلى فارق بنائب واحد من أجل أن يأخذ الأغلبية في مجلس النواب، فالأمور ليست بعيدة جداً والفوارق ليست كبيرة، والدوائر التي يحصل فيها التنافس هي ثلاث أو أربع دوائر فقط، وهي التي يمكن أن ترجح كفة أحد الطرفين. أعتبر أنه نعمة أن يتصور كل من الطرفين بأنه سينجح لأن هذا الأمر سيساهم بنجاح خطوات الانتخابات، فلننتظر ونرى من الذي سيربح وتكون له الأغلبية، لكن المنافسة الانتخابية في هذه الدوائر خاصة منافسة شديدة، والمال الانتخابي مال كثير وبدأ يصرف علناً بعناوين اجتماعية وإنسانية ودعم بطرق مختلفة، ولكن في النهاية الانتخابات النيابية القادمة سيكون لها تأثير على الوضع المستقبلي اللبناني، ومن الآن حتى الانتخابات النيابية يبدو أن المسار هو مسار التهدئة نظراً للأمل الموجود بأن يكون هناك شيء، إضافة إلى أن الظروف الإقليمية والدولية في حالة غيبوبة بسبب التعقيدات الموجودة إسرائيلياً وعربياً ودولياً. أمَّا قصة الكتلة الوسطية فأعتقد أن كل طرف من طرفي الموالاة والمعارضة سيفكر كيف لا تكون هذه الكتلة الوسطية (إن وجدت) مؤثرة على أغلبيته.


وكشف سماحته أن "مؤتمر حزب الله للانتخاب لم يتم حتى الآن، لأن وقتها لم يحن بعد ، وعادة لا نذكر التوقيت الدقيق لهذا المؤتمر لاعتبارات أمنية، وعندما ننجزه خلال أيام نعلن تركيبة الشورى الجديدة وبعض الأمور الأخرى التي نريد إعلانها، لذا هذه التحليلات التي تحدثت عن انتهاء المؤتمر ونتائج انتخابية للمؤتمر غير صحيحة لأنه لم يحن الوقت بعد لهذا المؤتمر.

والأمر الثاني هناك دوائر استكبارية واستخبارية ترغب أن تُحدث بلبلة في الرأي العام المحب لحزب الله فتتحدث عن خلافات ومراكز قوى، وفي الواقع حزب الله حزب متماسك وقوي ومنسجم على مستوى القيادة والقاعدة ودليلي على هذا أن هذه الفترة الطويلة للحزب أثبتت أن ما جرى الحديث عنه قبل سنة أو سنتين أو ثلاثة أو أربعة من خلافات ومحاور تبيَّن عدم وجودها على المستوى العملي على الإطلاق، وعادة أي خلاف إذا كان موجوداً لا بدَّ أن يبرز على السطح وأن تنعكس آثاره في المواقف المختلفة، ونحن لا نخفي أنه في أحد المرات حصل خلاف في زمن الشيخ صبحي طفيلي وبرز على السطح وانتهت المسألة من وقتها، فإذاً عملياً لا يوجد خلاف ولا أي محاور ولا أي مشاكل، وبالعكس الوضع متماسك جداً والجسم يعمل كماكينة واحدة متفاعلة .

الأمر الثالث : كيف يكون لدى الحزب تعيينات خفية أو خلافة مستقبلية أو تهيئة رموز هذه الأمور غير موجودة، عندنا آلية طبيعية عبر الانتخابات ، تأتي هذه الانتخابات بالشورى ، الشورى تنتخب الأمين العام وباقي الأعضاء بالصفات المختلفة للمجالس المختلفة، عندما يتم الانتخاب في الشورى وتوزع الصلاحيات بانتخابات داخل الشورى تعلن أمام الرأي العام، ليس هناك صورة أخرى وليس هناك تركيبة أخرى، وليس هناك احتمالات معينة مستقبلية، كل ما عندنا يأخذ مساره في وقته وإن شاء الله سنعلن عندما يحين وقت المؤتمر النتائج الانتخابية. لا أتوقع أن تتغير الصورة العامة للشورى والمواقع الرئيسة، ولكن علينا أن نصبر حتى تحصل الانتخابات كي لا نستبق الأمور".


17-تشرين الثاني-2008

تعليقات الزوار

استبيان