واكيم: طبيعة النظام في لبنان لم تتح له ان يكون دولة حرة..المعركة مطلوبة عند المسيحيين لكي يتخذ الصراع بعدا طائفيا
وطنية - 14/11/2008
نظمت أمانة الشؤون الثقافية في نادي الشقيف - النبطية لقاء سياسيا مع رئيس حركة الشعب النائب السابق نجاح واكيم تحت عنوان الواقع السياسي الراهن على ضوء الانتخابات النيابية المرتقبة، وذلك في قاعة النادي.
واستهل واكيم اللقاء بالحديث عن الواقع الطائفي للنظام السياسي في لبنان وقال:
ان طبيعة النظام الطائفي في لبنان لم تتح لهذا البلد ان يكون دولة حرة، سيدة ومستقلة وكان لبنان دائما ساحة وهو اليوم كذلك ومنذ العام 1943 وحتى اليوم لم يقر قانون انتخاب واحد، بل ان أسس قوانين الانتخابات كانت توضع في الخارج لدى أطراف المعادلة الاقليمية الدولية والتي كانت دائما تتحكم بلبنان وكانت النتائج تصدر قبل الانتخابات موزعة على أطراف هذه المعادلة.
وقال:هناك اعادة تركيب الصيغة اللبنانية الطائفية على ثنائية جديدة تعكس او تشكل امتدادا للمحورين الاميركي-السعودي والايراني -السوري، وهل سأل احد لماذا الاصرار على هذا القانون الانتخابي بالذات اي قانون ال1960، هل انه عودة الى الستين او انه اكثر من ذلك، وهنا نلاحظ انه من بين 26 دائرة انتخابية هناك 24 دائرة صافية كليا او بشكل كبير مذهبيا، وحسب القانون فان المعركة الانتخابية انتهت عند الشيعة وعند السنة والنتيجة معروفة، ولكن لماذا المعركة مطلوبة عند المسيحيين، واقول لكم السبب لذلك وهو ان المنطقة يتشكل فيها محوران والمطلوب لذلك لتغطية الصراع الحقيقي بيننا وبين اسرائيل ان يفتعل صراع وهذا الصراع الاخر ولكي يكتسب مشروعية يجب ان يتخذ بعدا طائفيا ومذهبيا، وامتداد هذين المحورين يكون عبر الثنائية الشيعية -السنية، ومن هنا قلت ان الانتخابات انتهت لديهما، اما دور الطوائف السياسية الاخرى فهي ترجيح كفة هذا الفريق او ذاك الفريق، واود الاشارة انه حصل اتفاق في الدوحة (قطر) ولكن ما تم تأجيله في الدوحة لبعضة اشهر سوف يحين سداده في الاشهر القليلة المقبلة. ولنفترض ان الانتخابات حصلت وانا ارجح عدم حصولها لانني خائف جدا من اسالة دم فيها، ومضينا في هذا الاصطفاف المذهبي الحاد جدا وبعدها ستطرح الملفات العالقة ومنها السياسة الدفاعية والتوطين والعلاقات اللبنانية السورية وعلاقة المقاومة بالدولة، وكل هذه الملفات ستطرح في مجلس نيابي سيكون فيه الشيعة في جهة والسنة في جهة، ولنفترض انه جرى طرح السياسة الدفاعية، واقول انه من غير الممكن ان تقام سياسة دفاعية الا من خلال الركيزة الاساسية فيها وهي تحديد من هو العدو، هل اسرائيل هي العدو هنا أم ايران، وعلى هذا السؤال يتوقف صراع كبير حول السياسة الدفاعية، وبالتالي هل المقاومة هي خارج الشرعية او العكس، اذا هذا المجلس النيابي الجديد سوف ينقسم من اليوم الاول ولن يقوى على التعاطي مع هذه الملفات بما يعرف ديمقراطيا، وهذا الانقسام وكما في كل مرة يحصل سوف يبلغ الشارع، والشارع متخم بالعصبيات ومتخم بالسلاح ومتخم بالمال السياسي ومعظم الاعلام يلعب دورا خطيرا، فماذا نتوقع عندئذ والجواب حرب أهلية جديدة في البلد.
وقال:القوى الوطنية اللاطائفية او الحالة الوطنية اللاطائفية ليست ضعيفة ولكنها مستضعفة، وهذا التيار الواسع الذي يطالب بدولة وبسلم اهلي وباللاطائفية هو تيار واسع جدا، ولكن علته في القوى التي يجب ان تقوده لان أزمة القوى الوطنية اللاطائفية ان خطابها كان دائما حلوا ولكن عندما كانت تمارس السياسة كانت تناضل للقيام بذنب عند الطوائف لقاء فتات يقدم لها وهذه المرة الفتات لا ينفع ولا يحل المشكلة وعلينا الادراك ان البلد ذاهب الى خراب، ولكن الا يمكننا انقاذ لبنان او دماء الناس، اقول بالتاكيد نستطيع، ولكن الامر يحتاج الى وعي والى صدق والى جرأة والى نزاهة.
اضاف: هذه الانتخابات القادمة تقود لبنان الى حرب اهلية، اما قبل موعد حصول الانتخابات وهذا هو الارجح او اذا افترضنا جدلا انها سوف تقع فمع الانتخابات او بعدها، وهنا يجب تحريك هذا التيار الذي تحدثت عنه ومن خلال سلسلة خيارات اما المقاطعة للانتخابات او الادلاء بورقة بيضاء او نرشح مرشحين حيث نستطيع، لانه لا نستطيع مواجهة دول وضعت صناديق في مناطق وخاصة ان السعودية رصدت مليار ونصف مليار دولار للانتخابات.
وقال:كما قلت ربما نطرح مرشحين في كل المناطق ونحن سنكون مبتعدين عن المعارضة كما الحال مع الموالاة، منتقدا اقرار قانون ال1960 الذي اجمع عليه الجميع من معارضة وموالاة وأنكر ابوته الجميع ايضا، فكيف يحصل ذلك .
وتابع:هل ندعو الى مقاطعة الانتخابات ونجنب البلد الفتنة وهذه أسلم الطرق لتجنيب لبنان الفتنة قبل الحديث عن عدالة التمثيل، ولكن لكي ننجح يجب ان يكون الكل معنا والكل يجب ان ينزل الى المعركة والمعركة تخاض في البيوت وفي الاندية وفي الجامعات من الان.
وحمل واكيم كل القوى الوطنية والطائفية المسؤولية الى ما وصلنا اليه، وقال: لا تقولوا اننا ضعفاء بل مستضعفين ونحن احيانا نخترع ضعفنا لنبرر انتهازيتنا.