فرنجية: عون سينجح وجنبلاط طلب زيارة سوريا.. سياسة السعودية والحريري خربت البلاد
جريدة السفير اللبنانية - 14/11/2008
شن رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، هجوما عنيفا على المملكة العربية السعودية وتيار "المستقبل"، خلال حوار امس مع برنامج "كلام الناس"، اعتبر فيه ان الرياض تقوم بدور مخرّب للبنان خاصة على الصعيد الاقتصادي مع تركيب الدين العام الكبير على لبنان في ظل تدمير الطبقة الوسطى اللبنانية، متحدثا عن دعمها المختلف الأوجه وخاصة المالي لقوى ١٤ آذار والذي بلغ مليارين ونصف المليار من الدولارات الاميركية، لافتا الى انه يؤيد سياسة ايران في المنطقة من وجهة نظر استراتيجية، وقال انه يقبل أي دعم مادي من طهران لمواجهة دعم الرياض لخصومه.
وإذ اعتبر ان موقف السعودية خلال عدوان تموز ٢٠٠٦ كان مؤيدا للحرب الاسرائيلية على لبنان، اكد انه لن يلبي أية دعوة لزيارة الرياض في حال وجهت اليه، متهما اياها بالعمل مباشرة على اسقاط خصوم قوى ١٤ آذار، وهو من بينهم، خلال الانتخابات النيابية الاخيرة، كما العمل على محاولة إسقاطهم في الانتخابات المقبلة.
كما هاجم سياسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري طيلة توليه رئاسة الحكومة في لبنان، معتبرا انها ادت الى خراب البلد، وأن الحريري استفاد كثيرا في بناء ثروته خلال فترة الوجود السوري في لبنان عبر ضغط دمشق لتمرير سياسات الحريري.
وأعلن ان السوريين ليسوا مضطرين الى الكذب في شأن الشبكات الإرهابية التي أعلنوا عنها في الوقت الذي يحاولون فيه الانفتاح على العالم، مذكرا بأن قوى ١٤ آذار اتهمت طويلا الآخرين بالاغتيالات من دون إرفاق اتهاماتها بوقائع.
وسأل عن السبب الذي يدفع رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري لمهاجمة سوريا بسبب تلك الشبكات من دون التطرق الى الشبكات الإسرائيلية التي تم كشفها في لبنان، كما عن سبب دعوته الى قيام لجنة تحقيق عربية في الأمر بينما لم يقبل ذلك في الجريمة التي أودت بأبيه، وقال ان التاريخ سوف يحكم بشأن دور المجموعات السلفية، التي لم يعرف حتى اليوم من يقف وراءها، في عمليات الاغتيال في لبنان، ولفت الى انه يثق بالدور الذي تقوم به مخابرات الجيش اللبناني معلنا عدم ثقته برئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن، وداعيا الى الاستماع الى اقوال سمير شحادة الموجود في كندا عن المعلومات التي لديه والتي كانت السبب وراء محاولة اغتياله، على ان تتولى مخابرات الجيش عملية الاستماع لشحادة لا فرع المعلومات.
أما عن زيارة وزير الداخلية زياد بارود الى دمشق والانتقادات التي رافقتها، فقال: يجب اخذ العلاقة مع سوريا بإيجابياتها وسلبياتها. وإذ اشاد بجرأة بارود، قال انه حصل على موافقة مجلس الوزراء على زيارته قبل القيام بها، مشيرا الى ان اللجان الامنية التي تم الاتفاق عليها مختلفة عن السابق اذ ان العلاقة بين البلدين باتت متوازية، كما ان البلدين بحاجة اليها خاصة ان الحدود بينهما تبلغ ٢٥٠ كلم .
ونفى ان يكون وراء زيارة العماد ميشال عون الى سوريا. وقال ان الوزير السابق ميشال سماحة وآخرين في سوريا، عبر سماحة، هم من ينسقون الزيارة، لكن عون يرحب ويريد مثل تلك الزيارة للتعرف على سوريا.
وسأل: "هل من الممكن ان يتنازل عون عن تاريخه في المراحل الاخيرة من عمره مقابل زيارة سوريا ؟!". وأقر بأن سوريا اخطأت بحق عون، "كان باستطاعتها التفاهم معه لكن قرارها كان بضربه وكانت المرحلة الدولية والاقليمية في اتجاه آخر، وكان الطائف بحاجة الى كبش محرقة ودمشق ادت دور ضربه لكن الظروف تغيرت اليوم كما ان دور المسيحيين قد تغير اليوم تجاه سوريا". وأكد ردا على سؤال ان عون هو الوحيد الذي باستطاعته ان يجلب انجازات الى البلد، واصفا الزيارة بـ"التاريخية" التي لا يستطيع احد القيام بها.
كما شدد على ان سوريا لن تعود الى لبنان، وسخر من القول بأن فوز حلفاء سوريا في الانتخابات سيعد تصويتا الى المحور السوري الايراني، لافتا الى ان ذلك يعد اهانة توجه الى نصف الشعب اللبناني. وقال ان امام رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، وقتا طويلا قبل ان يتمكن من زيارة سوريا. وأعلن ان على جنبلاط التوجه الى دمشق عبر بوابة رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" الوزير طلال ارسلان، وقال انه طلب الزيارة فعلا عبر ارسلان.