12/11/2008
استقبل مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله السيد نواف الموسوي، بعد ظهر اليوم، السفير السويسري فرنسوا باراس، في مقر العلاقات الدولية, وتداول معه الأوضاع العامة.
وشدد الموسوي خلال اللقاء على أن الصهيونية حركة عنصرية ذات عقيدة عدوانية توسعية تهجيرية، وأن الكيان الصهيوني قام على الإرهاب والإبادة والاستئصال، وإن المسؤولين الإسرائيليين هم مجرمون اقترفوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، منتقدا قصور الهيئات القانونية الدولية عن ملاحقتهم ومعاقبتهم. وذكر بإحباط المحاولة التي سعت لإجراء محاكمة في بلجيكا ضد رئيس حكومة العدو السابق آرييل شارون، والتي أحبطتها إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش في ظل تواطؤ دولي وإقليمي.
وإذ لاحظ الجهد المبذول للفصل بين اليهودية كدين والصهيونية كحركة عنصرية أقامت دولة إرهاب وعدوان، اشار الى ان هذا الجهد تطيحه عملية تكريس رئيس الكيان الصهيوني ممثلا لليهودية في مؤتمر حوار الأديان، وقال: أصدر الأمين العام للأمم المتحدة (الاسبق) بطرس غالي تقريره من التحقيق الذي أجرته المنظمة الأممية في المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية المحتلة ضد مدنيين لبنانيين لجأوا إلى قاعدة تابعة لقوات الطوارىء الدولية، وقد خلص ذاك التقرير إلى تأكيد أن الجريمة الإسرائيلية قد ارتكبت عن طريق القصد والعمد ولم تكن آثارا جانبية لعمل عسكري. إذن كانت هذه جريمة حرب وفقا لتقرير الأمم المتحدة. ربما أن رئيس الحكومة الإسرائيلية هو المسؤول الأول عن القرارات الأمنية والعسكرية كما هو معروف، فإن شمعون بيريز هو مجرم حرب استنادا إلى التقرير الأممي نفسه. وبالتالي فإن المنصة التي ينبغي أن يقف عليها رئيس الكيان الصهيوني هي منصة المتهم خلف القضبان أمام المحكمة الدولية لملاحقة مرتكبي جرائم الحرب.
اضاف: أما دعوته إلى مؤتمر الحوار بين الأديان، فهي جريمة ترتكب بحق الأديان جميعا، وبحق الأمم المتحدة. وبحق الإنسانية، وهي قتل متكرر للأطفال والشيوخ والنساء في قانا وغير قانا.
وقال: شجعنا دائما على إقامة الحوار لاسيما بين أتباع الأديان المتنوعة، لكن الحوار يقوم بين من يمثل هذه الأديان في فكرها وقيمها وسلوكياتها وآدابها، ولا يجري مع مجرمين وقتلة وجزارين، فلا يعقل أن تصغي الآذان إلى أفواه أعطت الأوامر بقتل المدنيين العزل، ولا يعقل أن تمد الأيدي لمصافحة الأيدي الوالغة في الدماء، ولا يعقل أن يدعى المجرمون الإسرائيليون إلى مأدبة لن يكون الطعام فيها إلا الجثث والأشلاء.
واضاف: لا يمكن أحدا أن يسرب التطبيع مع العدو الصهيوني عبر قنوات خلفية مموهة، لأن الأمة جمعاء لاسيما الشعب الفلسطيني المحاصر والمضطهد والأسير والمحتلة أرضه والمحروم حقوقه الوطنية قادرة على إسقاط أي محاولة لتبرئة العدو ومسؤوليته من جرائمهم. وإذا كانت نتيجة أي محاولة تطبيعية هي الفشل، فإن الأولى هو تحاشيها للحؤول دون تزييف حقيقة الصراع القائم بين العدو الصهيوني المحتل الغاصب وأصحاب الحق العرب، أو اصطناع صراعات داخلية تضعف الموقف العربي.
وختم: إذا كان الاستعداد قائما للحوار مع الآخر الديني، أوليس الحوار مع الشريك الديني والشريك القومي والشريك الوطني أولى وأجدى، بدلا من التحريض والتوتير والتفجير؟.