وأكد البزري أن الإنماء بحاجة إلى تضافر الجهود لكي يأتي معبرا عن رغبات كل الأهالي، وينعكس بشكل إيجابي على مصالح مختلف الشرائح والمستويات في المدينة وجوارها، ولكن من المفيد أن التذكير أن الإنماء هو بالدرجة الأولى مسؤولية المجلس البلدي المنتخب ديمقراطيا ويمثل مصالح المواطنين، لذا فإنه يجب أن يمر عبر القنوات المؤسساتية الصحيحة والتي طالما حاول البعض العمل على تغييبها أو الإستئثار بدورها، داعيا الحكومة الى عدم اهمال المدينة التي طالما ميزت نفسها وتمايزت بتضحياتها من أجل الوطن، ولم تنل إلا النذر اليسير من خيراته.
وعن الحديقة العامة المنوي إقامتها في الوسطاني - ملك بلدية صيدا، أوضح البزري
ان العقد الذي وقعه المجلس البلدي السابق مع مؤسسة الحريري كان مشروطا بأن تدير المؤسسة هذه الحديقة لمدة عشر سنوات وتستثمر بعض مرافقها، وان المجلس الأعلى للتنظيم المدني في لبنان قد رد المشروع رافضا الإنشاءات والمخططات المقترحة فيه معتبرا أنها مخالفة لطبيعة تنظيم المدينة مطالبا بتصحيح الوضع.
وقال: وبعد اتصالات مع مؤسسة الحريري لايجاد صيغة جديدة للتعاون لانشاء هذه الحديقة تلقينا بعد حوالي العشرة أيام رسالة من رئيسة مؤسسة الحريري تبدي رغبتها في التعاون وتم تكليف مندوب عن كل طرف لدراسة أطر هذا التعاون، وعقد إجتماع أولي بهذا الخصوص ولكن وللأسف ولمدة 4 سنوات لم نتلق أي جواب أو مشروع من قبل مؤسسة الحريري.
وأشار الى مشروع مؤسسة معروف سعد وهو عبارة عن هبة غير مشروطة ويعطي البلدية كامل الحق في إدارة الحديقة دون أي بنود إستثمارية، فقد آثر المجلس البلدي أن يقبل بهذا العرض. وقال: أما في الشق القانوني فإننا نود أن نذكر البعض أن قانون البلديات واضح في إعطاء البلدية صلاحية قبول هبات غير مشروطة ودون أعباء مالية دون العودة إلى سلطات الوصاية أو الرقابة الإدارية أو المالية المسبقة أو اللاحقة.
وأكد البزري تمسكنا بحقنا كإدارة محلية منتخبة ديمقراطيا من الناس في إدارة شؤون المدينة بالشكل الذي تراه مناسبا للمصلحة العامة معتبرين أن المحاسبة في الأنظمة الديمقراطية تكون عبر صناديق الإقتراع وليس بأي وسيلة أخرى.
وعن الشق البيئي، اكد البزري اننا كمجلس بلدي نعترف أننا مضطرون حاليا لتسهيل أمور الشركة التي تدير معمل النفايات لأننا لا نملك خيارات أخرى ونحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية عدم إيجاد بديل ونستغرب ادعاء البعض أن مركز معالجة النفايات المنزلية في سينيق سيبدأ العمل به في أوائل العام 2009.
وعن جبل النفايات، قال: كنا نتمنى على النائبة بهية الحريري أن تتكلم عن دورها في عرقلة تنفيذ هذا المشروع وأن توجه كما فعل نائب صيدا الدكتور أسامة سعد سؤالا لكي يتحول إستجوابا للحكومة، لماذا قامت الحكومات اللبنانية المتعاقبة في السنوات الأخيرة بدفع مبالغ طائلة لمعالجة مكبات أخرى مماثلة في مدن لبنانية مشابهة في حين أنها تمنعت عن دفع أي مبلغ لمعالجة مكب صيدا.
أضاف: وضعنا في أجواء تقديمات النائب سعد الدين الحريري، وأبلغنا بها مسبقا من قبل مجلس الإنماء والإعمار والمشرفين على مشروع الإرث الثقافي ورحبنا بها مبدين إستعدادنا للتعاون في إنجاح هذه التقديمات لأن كل ما يصب في خانة تطوير المدينة فيه إفادة للجميع وفيه خير للجميع وهذا ما يجب أن يكون هدفنا سواء كان هناك إنتخابات أو كنا في فترة غياب التنافس الإنتخابي.
واكد البزري ان الملف التنموي في المدينة هو مسؤولية كل أبنائها، داعيا الى الحفاظ على سيادة المؤسسات وأسلوب التعاطي من خلالها ومعها.
وردا على سؤال، أوضح أن تحرك شرطة بلدية صيدا الإحتجاجي جاء بناء على الإشكال الأخير الذي وقع مع أحد عناصر الشرطة، لافتا إلى أنه سيثير الأمر مع وزير الداخلية ومع الجهات المختصة لتحدد ماهية طبيعة عمل الشرطي البلدي.
وعن فحوى رسالة مجلس الوزراء إلى بلدية صيدا، قال البزري: في الحقيقة تم إرسال رسالتين وصلتا بتاريخ واحد مباشرة من قبل مجلس الوزراء دون المرور بالقنوات الرسمية، ولا أعرف إذا ما كان يحق لمجلس الوزراء مخاطبة البلدية مباشرة، وفحوى الرسالة يقول اننا اطلعنا على رسالة نائب صيدا السيدة بهية الحريري بخصوص الهبة والتي هي ليست هبة، ونريد ايضاحات، ونحن نستغرب تسرع أمين عام مجلس الوزراء في القفز فوق كل الأمور للاستفسار حول هذا الموضوع، ونحن نرحب بالاستفسار. ومن خلال اسلوبنا نحن المؤسساتي سنرد الاستفسار من خلال قنواته الرسمية، أي من خلال وزارة الداخلية الى مجلس الوزراء، لأننا نتعامل من خلال المؤسسات الرسمية، ولا نتعامل بالقفز فوق هذه المؤسسات.
وعما إذا كان بإمكان مجلس الوزراء ان يوقف مشروع انشاء الحديقة، أجاب: اذا كان الهدف انشاء حديقة يجب على مجلس الوزراء ان يشجعنا ويضع آلياته ومعداته بتصرفنا. هذه الحديقة ملك بلدية صيدا وهي اساسا مخصصة لأن تكون حديقة، ودائما احسن للمال العام وللحق العام أن تكون الحديقة هبة غير مشروطة، تديرها المصحلة العامة والتي هي بلدية صيدا.