وعرض المجتمعون لمناسبة يوم شهيد المقاومة الإسلامية، الدلالات والأبعاد الثقافية والأخلاقية والوطنية لقيم الجهاد والشهادة، وما أحدثته من تحول في معادلة الصراع ضد العدو الصهيوني على مستوى لبنان والمنطقة العربية والإسلامية لمصلحة خيار الممانعة والصمود والقدرة على تحقيق الانتصارات وإسقاط الكثير من الأوهام وتكريس دور الإيمان والإرادة الشعبية والتضحية في حفظ الأوطان وفرض الوجود وصون الكرامة الوطنية.
وإذ حيت الكتلة بإجلال أرواح شهداء المقاومة والجيش والوطن، أكدت حرصها على مواصلة تحمل مسؤولياتها في الوفاء لخيارهم المقاوم والدفاع عن قضايا شعبهم الأبي والمضحي.
ثم جرى تداول أوضاع البلاد في ضوء المستجدات الدولية والإقليمية وفي ضوء ما كشفته مديرية مخابرات الجيش اللبناني من شبكة أمنية تعمل منذ فترة طويلة لمصلحة العدو الصهيوني وأهدافه.
كما ناقشت الكتلة التأثيرات المحتملة لنتائج الانتخابات الأميركية على مختلف الأوضاع والملفات والقضايا محل الاهتمام.
واطلعت على أجواء الحوار حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع والتعليقات التي أدلى بها البعض والتي تركت لدى اللبنانيين انطباعات ملتبسة وتساؤلات مشروعة حول مدى الجدية في تناول مثل هذه القضية الوطنية الحساسة.
وفي ختام الجلسة، أصدرت الكتلة البيان الآتي:
1- إن حفظ البلاد والوفاء لدماء وتضحيات الشهداء والمقاومين الذين حرروا الأرض ودحروا الغزاة الصهاينة، ودافعوا عن السيادة والكرامة الوطنية، يستوجبان تعزيز روح الممانعة والصمود وتنمية كل القدرات المطلوبة على كل الصعد، وبناء الدولة القادرة على حماية إنجازات شعبها وعلى مواجهة الإعتداءات والتهديدات الصهيونية المستمرة.
2- إن التعامل بخفة واستخفاف مع موضوع الإستراتيجية الوطنية للدفاع والأوراق التي تطرح على طاولة الحوار، لا يؤشر أبدا الى الجدية المطلوبة في مقاربة هذا الموضوع الوطني والتي تتطلب دقة ورصانة ومراعاة بالغة للأمن الوطني.
3- إن الكشف عن شبكة المتورطين بالتعامل مع العدو الصهيوني ولمصلحته، يؤكد وجوب التنبه للخطر الإسرائيلي الدائم، كما يؤكد مسؤولية الجميع في لزوم عدم التهاون والاستخفاف بمناخات الانقسام والتجاذب والتحريض الداخلي التي ينفذ منها العدو لتخريب بلدنا وتسعير الفتن بين ابنائه وصرف أنظارهم عما يدبره من مكائد ومؤامرات.
4- أن المناورات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة التي تبرز النيات العدوانية ضد لبنان وسوريا، هي مناورات لن تستطيع أن تعيد التاريخ الى الوراء، ولن تتمكن من تغيير المعادلة التي فرضتها المقاومة المنتصرة والتي تبدو اليوم أقوى وأعظم جهوزا من أي زمن مضى لمواجهة أي تهديد أو عدوان.
5- إن المشاركة الإسرائيلية، وعبر أبرز وجوه الإرهاب الصهيوني في مؤتمر حوار الأديان المزمع إنعقاده في نيويورك، هي مشاركة مدانة بكل المعايير، والهدف منها تشويه البعد الحضاري المطلوب من هذا الحوار، وتوظيف الديانات المقدسة لتلميع صورة الإجرام والمجازر التي ارتكبها الصهاينة خلال تاريخهم، ولإظهارهم أمام الشعوب والدول على أنهم دعاة حوار من أجل أن يبنى على هذا الأمر مقتضاه.
إن العالم الذي يدعي محاربة الإرهاب، مدعو الى إدانة الإرهاب الصهيوني ووقفه، وعدم توفير السواتر المدنية والحضارية التي تغطي جرائمه وتوسع دائرتها لتشكل خطرا جديا على البشرية وليس على فلسطين وشعبها فحسب.
6- إن نتائج الانتخابات الأميركية التي عكست اقتناع الأميركيين بفشل سياسات إدارة بوش وضرورة إقصائها، لن تدفعنا الى المبالغة في الرهان على تغييرات نوعية في سياسات الإدارة الجديدة تجاه قضايانا، خصوصا لجهة التزامها حفظ العدو الصهيوني وضمان أمنه وتفوقه على بلدان المنطقة كلها، مع ما يقتضيه ذلك من تغطية ودعم للارهاب الإسرائيلي وجرائمه الموصوفة ضد الإنسانية.