اضاف: "لقد تحمّل هذا الطالب الشجاع مسبقاً كل العسف الذي كان متوقعاً حتى لا تكون المصافحة. لقد كان يعرف هذا الطالب أن الذهنية العدوانية الإسرائيلية ستطلق سلوكاً إجرامياً بحقه، فاعتدى عليه حرس جزار قانا بالضرب، وطُرِد من مسكنه الجامعي ووجهت عناصر أمنية إسرائيلية تهديدات لعائلته. وبالرغم من معرفته المسبقة بذلك كله رفض وهو من موقع شبه الأسير أن يخضع أو يذل أو يعطي ولو نوعاً من تبرئة لمن ولغت أيديه في دماء العرب الفلسطينيين واللبنانيين".
وأكد الموسوي: "إن الأمة بأسرها معنية بتحية هذا البطل المقدام وأن تكون إلى جانب أسرته التي خرّجت من مثله في قوة الشكيمة والعزة والإباء والتضحية. وإن الأمة كلّها لتستغرب أن لا يتأسّى مَن بأيديهم السلطة والقدرة والبأس بهذا الطالب الأعزل إلا من كرامته وعنفوانه".
وتساءل: "لقد كان هذا الطالب علياً فتعالى عن صَغَارة مصافحة يد الجزّار الصهيوني العنصري، فهل يكون القابضون على أزمّة الحكم بقدر علّوه؟ أيعقل أن يطرد هذا الطالب من مسكنه في جامعة القدس ثم يُستقبل جزار قانا ورهطه المفسدون على منبر أممي عن الحوار بين الأديان؟ أيعقل أن يعتدي جزار قانا بعصابته الهمجية على الطالب المقدسي ثم تصغي الآذان وتصفق الأيدي لقاتل الأطفال خطيباً منافقاً كاذباً يدلّس في القيم الدينية السامية؟ أيعقل أن يكون لدى ابن القدس الحبيسة من الحميّة والأنفة ما لا يستطيع أن يحوزه أصحاب السلطان في أصقاع العرب المترامية؟ وأن يكون للعوائل المقدسية المشردة من منازلها المتواضعة من الثبات والرسوخ ما لا يقدر عليه قاطنو القصور المعلّقة؟"
وأضاف: "يا للمفارقة تُترك القدس وحيدة، فيسلب الصهاينة مأمن الله فيها، وينقضّون على أساس مسجدها، ويسيئون إلى كنيسة قيامتها، ويصادرون المقامات المقدسة لكل أديانها، ثم يقوم رئيسهم القاتل والجزّار في مجلس يرقى عن أن يضم سفاكي الدماء قتلة الأطفال".
وختم الموسوي: "فليسمع أعضاء هذا المجلس مكرمة تلميذ القدس الذي بات أستاذاً للمكارم في جامعة الأمم وهو المستحق أن يقف على منبر الأمم المتحدة في حين يجب أن تغلّ يدا شيمون بيريس إلى عنقه وأن يقاد ذليلاً إلى المحاكمة".