وأمل "أن تستمر مرحلة الهدوء في علاقات القوى السياسية وان تسود من جديد لغة التخاطب البعيدة عن التجريح، ولغة الحوار في العلاقات السياسية. وان يكون هناك قنوات حوار مفتوحة وتواصل مع احتفاظ كل فريق بموقعه وآرائه وقناعاته".
واشار الى "ان استحقاق الانتخابات النيابية القادمة بمدلولاته السياسية، سيرسم مستقبلا لموازين قوى جديدة وسيعطي الاحجام التمثيلية للقوى وسيعيد بناء المؤسسات والسلطة على اساس هذه الاحجام التمثيلية الجديدة".
وقال: "اننا في انتظار نتائج الحوار حول استراتيجية الدفاع الوطني، نود ان نسجل مأخذنا وانتقادنا للذين لم يحتفظوا بما تم تداوله على طاولة الحوار وبما تم الاتفاق عليه، وهو ان تكون موضوعات طاولة الحوار والآراء التي يتم تداولها بعيدة عن وسائل الإعلام"، مبديا اسفه ل"ان البعض لم يثبت مسؤولية في التعاطي مع ما تم طرحه على طاولة الحوار الاخيرة، بل اراد ان يجعل من هذا الموضوع مادة سجال سياسي، وهذا يثبت انه لا يمتلك الجدية المطلوبة في التعامل مع هذه القضية الهامة ولا يريد الوفاق حول استراتيجية دفاعية بحوار جدي، من اجل ان يبقى لبنان قويا، بل يريد استخدام هذا الموضوع لحسابات سياسية خاصة ليسجل نقاطا هنا تخدمه في علاقاته كما يتوهم في حساباته الخاصة".
واعتبر "ان الذين يوجهون سهام الانتقاد والتشويش والتشويه هم المطالبون بان يقدموا رأيهم في كيفية الدفاع عن هذا البلد. ان الاكتفاء بالقول ان لبنان يكفيه علاقاته والرهان على وعد هنا ووعد هناك او ان نجعل لبنان جزءا من محاور للسياسات الخارجية لا يخدم مصلحة الوطن، بل يجعل لبنان عرضة لمخاطر جمة تهدد استقراره وسيادته وتعطي العدو فرصة ليفكر مجددا باحياء مشروعه التوسعي ولتثبيت اقدامه في الاجزاء الذي لا يزال يحتلها في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا".
وأكد انه "ينبغي ان يكون هناك تبدل في السياسات الخارجية الاميركية، وان يكون هناك عودة للعمل الدبلوماسي بعيدا عن استخدام القوة"، سائلا "هل سنكون مع ادارة اميركية تضع حدا لانحياز السياسات الاميركية لمصلحة العدو الاسرائيلي؟ هل ستكون الادارة الاميركية الجديدة سببا مساعدا وعاملا في اعادة الحق الفلسطيني إلى اصحابه وفي عودة الشعب الفلسطيني إلى ارضه؟".
اضاف: "لا ارى مثل هذا التغيير الذي ستشهده منطقتنا مع انتخاب هذا الرئيس الجديد.
وما يهمنا هو ان نعرف كيف نستفيد من التبدلات لنصوغ علاقات مختلفة مع هذه الدول كي نعطي وزنا ودورا وقيمة لموقع دولنا، وان تبتعد انظمتنا عن سياسات هدفها ان تحفظ هذه الانظمة ولا تمت بصلة إلى تطلعات شعوبنا وآمالها، ولم تصل بعد إلى حد تبني مشروع وموقف وقضية واحدة واولويات واضحة محددة ترسم على اساسها العلاقات مع الدول وتبني السياسات الداخلية وتنفق الامكانات من اجل تحقيق اهداف هذا المشروع".
وختم: "طالما ان الواقع العربي على ترديه وعجزه وانقسامه وتفككه وضعفه، فلا ننتظر من الآخرين ان يتعاملوا معنا باحترام او ان يعطونا التأييد لقضايانا".