وطنية - 19/9/2007
كما تنبأ بعض أقطاب قوى 14 شباط وفي مقدمتهم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع عن قرب استنئاف موجة التفجيرات التي تستهدف شخصيات سياسية في لبنان، دوى انفجار كبير بعيد الساعة الخامسة من عصر اليوم في منطقة سن الفيل - حرش تابت خلف مكتية انطوان أدى إلى استشهاد النائب عن حزب الكتائب انطوان غانم وستة آخرون وجرح عشرين مواطناً، فضلاً عن دمار كبير لحق بمحيط مكان الانفجار، وعلى الفور حضرت سيارات الاسعاف والدفاع المدني فيما فرضت القوى الأمنية طوقاً محكماً، كما حضر قاضي التحقيق العسكري رشيد مزهر والقاضي جان فهد، وبوشرت التحقيقات.
وأفادت المعلومات الاولية ان التفجير حصل لاسلكيا بواسطة عبوة وضعت داخل سيارة مرسيدس مركونة الى جانب الطريق قدرت زنتها بنحو 25 كلغ من المواد المتفجرة. وأوضح رئيس الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة أن الأنفجار أدى إلى استشهاد سبعة مواطنين، معظم جثثهم مشوهة ومقطعة، وأكثر من عشرين جريحا توزعوا على مستشفيات اللبناني - الكندي، المشرق، مار يوسف، أوتيل- ديو ومستشفى الروم.
واكد النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب جوزيف ابوخليل استشهاد النائب انطوان غانم في انفجار استهدف سيارته في سن الفيل عصر اليوم. وترأس رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني اجتماعا استثنائيا للمكتب السياسي والمجلس المركزي، في السابعة والنصف من مساء اليوم، في بيت الكتائب المركزي، في الصيفي، على أثر جريمة الاغتيال. ثم عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعا آخر جرى خلاله التطرق إلى جريمة الاغتيال.
مواقف
دان رئيس الجمهورية العماد اميل لحود في بيان اليوم، بشدة جريمة اغتيال النائب الشهيد انطوان غانم معتبراً انها" حلقة جديدة في سلسلة الجرائم التي تستهدف وحدة لبنان وامنه واستقراره وارادة بنيه في العيش بكرامة وحرية وسيادة". وقال الرئيس لحود: "كان النائب الشهيد من الوجوه اللبنانية الاصيلة، وتميز بوطنيته واخلاصه للبنان. وجمعتني به علاقة تقدير ومودة كان خلالها نعم الصديق، وأحد رموز الحوار والاعتدال والخلق الرفيع التي يفتقدها اللبنانيون في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به وطنهم".
أضاف: "ليس من الصدفة انه كلما لاحت في الافق تطورات ايجابية لحل الازمة السياسية الراهنة وجمع اللبنانيين حول الخيارات التي تعطي وطنهم قوة وحضورا، ان تمتد يد الغدر لتنفذ فصلا جديدا من فصول المؤامرة المحاكة ضد لبنان وشعبه ودوره. ولعل الجريمة البشعة التي وقعت اليوم، رسالة واضحة تستهدف التقارب بين اللبنانيين من خلال التجاوب مع المبادرات السياسية التي برزت أخيرا، والمواقف الداعمة لها التي أعلنت تباعا وكان آخرها موقف المطارنة الموارنة في ندائهم الثامن الذي صدر اليوم. وهذا الامر يدفعني مرة جديدة إلى مناشدة القيادات اللبنانية تفويت الفرصة على المتآمرين على لبنان، وشبك الايادي لحماية الوطن وانقاذه مما يدبر له في الغرف السوداء التي لم ترتو بعد على ما يبدو من دماء الابرياء الذين سقطوا على مذبح الشهادة".
وتقدم الرئيس لحود بالعزاء إلى عائلة النائب غانم، والى حزب الكتائب اللبنانية وابناء منطقة بعبدا- عاليه الذين مثلهم النائب الشهيد في الندوة البرلمانية بجدارة وكفاءة قل نظيرهما، آملا في "ان تكون شهادته، كما شهادات من سبقه، فداء عن لبنان، وحافزا لجمع الشمل والتلاقي من جديد حتى لا تذهب دماء الشهداء هدرا فيحقق اعداء لبنان غايتهم الدنيئة".
في المقابل سارع النائب سعد الحريري إلى اتهام سوريا بالوقوف وراء مقتل النائب غانم، وقال في حفل إفطار أقامه في قريطم "بالأمس قصفت الطائرات الإسرائيلية سوريا، فقاموا بالرد في لبنان.."، واضاف: "لم أر في حياتي نظاماً أجبن من نظام بشار الأسد".
من جهته، استنكر وزير الصحة المستقيل الدكتور محمد جواد خليفة الانفجار الذي وقع عصر اليوم في منطقة حرش تابت - سن الفيل والذي استهدف النائب انطوان غانم ونتج منه عدد من الشهداء والجرحى.
واعتبر ان " هذه الجريمة تصيب الوطن في الصميم وتصيب ارادة الحياة التي ندعو اليها كل يوم". وتقدم من اهل الضحايا متمنيا للجرحى "الشفاء العاجل مع التأكيد ان معالجتهم ستتم على حساب وزارة الصحة".
بدوره، استنكر "التيار الوطني الحر" جريمة الاغتيال، وجاء في بيان أصدرته لجنة الاعلام في التيار: "مرة جديدة تضرب يد الغدر والاجرام لتقتل النائب والمحامي والصديق انطوان غانم وعدد من المواطنين اللبنانيين الامنين. ان "التيار الوطني الحر" اذ يستنكر هذه الجريمة النكراء, يطلب من السلطات المختصة كشف كل الحقائق، لعدم استغلالها لاغراض سياسية رخيصة, ويحذر المواطنين من الانجرار وراء الفتنة التي يريد البعض جر لبنان اليها".
ودان النائب روبير غانم في بيان "الفصل الجديد من مسلسل الارهاب الدامي والتآمر على لبنان، المتمثل في اغتيال الزميل الصديق أنطوان غانم"، مشددا على أن "الشهيد ينضم الى قافلة ترسم بالدم طريق لبنان الى الحرية والاستقلال والسيادة". ورأى أن "بصمات المجرم واضحة، وهدف الجريمة أكثر وضوحا، وهو نسف استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، وتوتير الوضع في البلد للحؤول دون اجرائه، وفرض أجواء غير طبيعية ضاغطة قد تطيح بالاستحقاق وتقود لبنان الى الفراغ الدستوري الذي يريده أعداؤه، ويسعى اليه المتآمرون عليه".
وأشار إلى "تزامن هذه الجريمة مع نداء مجلس المطارنة الموارنة، الذي حذر من مقاطعة جلسة انتخاب رئيس الجمهورية"، معتبرا أنها "مقاطعة للوطن"، وقال: "يبدو واضحا أنه يستهدف الاستحقاق الرئاسي من خلال منع التئام جلسة الانتخاب بالقتل، بعدما بدأت تلوح في الأفق آمال بالحلحلة والتوافق رسمتها المبادرات الأخيرة".