وشدد الموسوي بعد اللقاء على ضرورة وقف الخروقات الإسرائيلية وتمسك لبنان في حقه في مواجهتها، وحذر من المناورات الديبلوماسية الإسرائيلية التي تحاول تمويه صورة المعتدي والخارج عن القانون بصورة الساعي إلى السلام، مشيرا إلى أن سبب الصراع القائم هو الإعتداء الإسرائيلي على لبنان، وعدم جواز المساواة بين المعتدي والمعتدى عليه، أو تقييد الحق اللبناني بقيود دبلوماسية أو أمنية.
ونبه إلى انحياز بعض الموظفين الأمميين إلى الجانب الإسرائيلي في تقاريرهم المشبوهة والمضللة.
وأوضح السفير اليوناني ان بلاده تشارك في رصد الانتهاكات الجوية الإسرائيلية، مؤكدا الحرص على استعادة لبنان حقوقه وسيادته.
وقال السيد الموسوي: إن المتأمل في تاريخ نشوء الدول، يلاحظ أن الغالب منها قد تأسس على مقاومة الاحتلال التي من دونها ما كان للدولة أن تقوم. أما الدول التي نشأت بفعل قرار استعماري فهي رزحت تحت احتلال سياسي لا يقل سوءا عن الاحتلال المباشر. وفي لبنان، ما كان للدولة أن تقوم إلا بالمقاومة التي لولاها لاستمر الاحتلال الإسرائيلي بل ولإنتشرت المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية وسلبت المياه اللبنانية التي كانت وما زالت هدفا للصهاينة، منذ ما قبل إنشاء دولتهم حتى الآن.
وأضاف: إن المقاومة ليست بالبداهة حقا مقدسا للبنانيين فحسب، بل إنهم يصيرون من دونها عزلاً أمام عدوان إسرائيلي لا يمكن كبحه, فيضيع وطنهم في متاهات قرارات دولية لم تعد لشعب أرضه المحتلة. إن دولة في لبنان، على فرض المستحيل بقيامها دون مقاومة، ستكون دولة تقسيم وتوطين واقتطاع للجنوب والبقاع الغربي وإلحاقهما بالكيان الصهيوني، لذا لا تكون دولة بلا مقاومة، والمقاومة أساس في إقامة الدولة. إن المقاومة كما كانت سبيلا لاستعادة الأرض حرة دون قيد أمني ولا سياسي, هي السبيل إلى قيام الدولة القوية العادلة واستمرارها. ولا يمكن لمن يجاور الكيان الصهيوني ذي العقيدة العنصرية العدوانية التوسعية التهجيرية أن يتغافل عن خطره, أو يتوهم التدرع بتحالفات لا تؤتي أكلها يوم حصادها.
وسأل السيد الموسوي: كيف يعجب البعض من اعتماد المقاومة الشعبية استراتيجية دفاعية وقد باتت أقوى الجيوش في العالم تعتمد استراتيجية الحرب غير النظامية التي تعني بعبارة مختلفة اعتماد أساليب المقاومة في الصعد المختلفة؟. فكيف يتعلق ذاك البعض بماضي قوة لبنان في ضعفه والذي أضعف لبنان حد الإطاحة به، ويغفل عن نموذج مستقبلي عالمي تكرس في لبنان وهو أن قوة لبنان في مقاومته التي بعثته حرا من ركام الاحتلال وسيدا من رماد الهيمنة؟.
وقال: ينبغي التذكر أن ما عوق نشوء الدولة القوية العادلة هو ذهنية الرهان على التطورات والتكيف معها بدلا من التمسك بالحقوق والدفاع عنها، وسلوكية الفساد في الحكم والإدارة، وتقديم المصالح الشخصية على القضايا الوطنية حتى لو نصبت شعارا.