5 /11/2008
أقامت التعبئة التربوية في حزب الله، في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU حفل عشائها السنوي، لمناسبة بداية العام الجامعي 2008- 2009، برعاية وحضور مسؤول العلاقات الدولية في الحزب السيد نواف الموسوي، بمشاركة ممثلين للأحزاب والتجمعات الشبابية وحشد من الطالبات والطلاب.
وألقى الموسوي في الحفل كلمة قال فيها: إن الوحدة الوطنية تقوم على أساسين: أولهما اجتماعي - ثقافي وهو الاحترام المتبادل للهويات الخاصة لمكونات المجتمع اللبناني في إطار هوية جامعة تبلور ثوابت العيش المشترك والانتماء العربي وإزالة الاحتلال الإسرائيلي ومواجهة العدوان الإسرائيلي. وثانيهما أساس قانوني - سياسي وهو تحقيق الشراكة في صناعة القرار بين ممثلي الانتماءات الطائفية - السياسية لكون النظام السياسي في لبنان نظاما طائفيا.
وأضاف: لا تقوم وحدة وطنية على ضرب الهويات الخاصة تكاذبا أو ادعاء، ولا على التفرد والاستبداد، لأن التعددية لا معنى لها إلا بالتنوع الفعلي والمشاركة الحقيقية. ولا سبيل إلى تحقيق الاستقلال الوطني دون وحدة وطنية، لأن غيابها يدخل لبنان في حروب أهلية باردة أو ساخنة، أو يتحول دعاة الاستقلال إلى أدوات محلية لمشروع هيمنة خارجية على لبنان تفقده سيادته وتعدديته.
واشار الموسوي الى إن المعارضة قدمت نموذجا في بلورة وحدة وطنية حول برنامج سياسي يقوم على الإقرار بالتعددية والدعوة إلى الشراكة، وهي التزمت مبدأ الشراكة حتى في أصعب لحظات المواجهة مع الهجمة الأميركية- الإسرائيلية وحلفائها الإقليميين والمحليين. ولا يمكن إنقاذ لبنان في وحدته واستقلاله إلا إذا تمكنت المعارضة من تطوير قوتها السياسية بحيث تكون قادرة على تنفيذ برنامجها السياسي ومن ضمنه المشاركة. وإن ذلك يفترض أن تعمل المعارضة على إعادة إنتاج التوازنات في المجلس النيابي، بحيث يتغيّر الواقع الذي أدخل لبنان في متاهة المغامرة الأميركية الدموية.
وقال: في لبنان مدرستان، مدرسة الرهان على المتغيرات والاستفادة منها للحفاظ على المصالح، وهي مدرسة لم تفعل سوى أنها كانت تدخل السفينة اللبنانية في عواصف تضرب يمنة ويسرى وتترك لبنان تائها في مهب الريح، لا يستطيع أن يصل إلى ضفة آمنة أو شاطئ مستقر. هذه المدرسة هي فعلا مدرسة المقامرة التي إن صدف وربحت في جولة فإنها تخسر رصيدها على مدى جولات كثيرة، وهي تزعم أنها ترصد وجهة التاريخ وتسير في ركابها. وثمة مدرسة تصنع وجهة التاريخ أو تسهم في صناعتها، هذه المدرسة أدركت مبكرا أن الخضوع للسياسة الأميركية العدوانية لن ينتج منه إلا تقسيم لبنان والتوطين فيه واقتطاع أراضيه الجنوبية وإلحاقها بالكيان الصهيوني ضمن مشروع يمتد لأكثر من عقدين، فيما لو نجحت الهجمة الأميركية - الإسرائيلية.
واضاف: هذه هي مدرسة المقاومة التي اختارت أن تكسر العدوانية الأميركية في كل موقع من مواقع المواجهة في المنطقة، ونجحت في فرض الفشل العسكري الأميركي في العراق وتكبيد العدو الإسرائيلي هزيمة فادحة في لبنان. اليوم انتصرت مدرسة المقاومة وخسرت مدرسة المقامرة مرة أخرى، وهي مدرسة لا تخرج أخيرا، لأن الفشل هو النتيجة التي يؤول إليها كل المنضوين فيها.
وتابع الموسوي: نحن لا نراهن على شخصية الرئيس الأميركي القادم، لاعتقادنا أن التغيير الأميركي سيكون حتميا، لأن السياسة الأميركية في عهد إدارة جورج بوش قد هزمت وسقطت من العراق إلى لبنان وفلسطين وسوريا وغيرها. إن المقاومة هي التي فرضت تغيير السياسات الأميركية، ولو تمكنت الإدارة الأميركية من تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد لما طرحت فكرة التغيير، ولكانت الامبراطورية الأميركية جددت شبابها، ولما داهمتها الشيخوخة باكرا كما حالها الآن.
وقال: نحن في المقاومة وفي المعارضة لم ننتظر في أية وجهة يتحرك التاريخ لكي نتبعه، بل إننا أسهمنا بقوة في صنع وجهة التاريخ، ولذلك سيسجل التاريخ أن التغيير قد تولد من فعل المقاومة وإنجازاتها. إن التغيير الأميركي الحتمي قد كُتب هنا في روابي الجنوب اللبناني وسهول فلسطين وفيافي العراق، وصمود كل حر في العالم العربي والعالم بعامة.
وخاطب الشباب قائلا: اليوم بين أيديكم أمانة الانتصار الذي تحقَّق بفعل تضحيات عزيزة، وأنتم مسؤولون عن حماية هذه الأمانة من جهة، ومواصلة الانتصار من جهة أخرى. إننا في درب إذا استشهد فيه الحاج عماد مغنية قام أبناؤه يواصلون بعده طريق الجهاد والشهادة. وإن الانتصار الذي تحقق على الهجمة الأميركية - الإسرائيلية وامتداداتها الإقليمية والمحلية، لا بد أن يتكرس في العملية الانتخابية القادمة. وينبغي أن لا تشعر أي طائفة بخطر وجودي من جراء سقوط سياسة المقامرة التي اعتمدتها قوى سياسية تنتمي إليها أو تقدم نفسها على أنها تمثلها. ولا يجوز أن تدفع أي طائفة ثمن فشل الرهانات الخاطئة، ولذلك لا بد للتغيير أن يتم في إطار اطمئنان الطوائف جميعا إلى قدرتها على أداء دورها الكامل في صنع القرار الوطني دون افتئات أو إجحاف.
وختم الموسوي: إن الانتصار السياسي الذي تتطلع المعارضة إلى تحقيقه هو انتصار إرادة المقاومة والوحدة الوطنية والشراكة السياسية على التبعية والاستسلام والتقسيم والتوطين والتفرّد.
من جهة ثانية، استقبل الموسوي سفير المكسيك خورخي ألفاريس، حيث اشار الى دور المكسيك الفاعل في محيطها الإقليمي والدولي بعدما انتخبت عضوا في مجلس الأمن. الموسوي تطرق الى موضوع الخروقات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية، داعيا لمواجهة هذه الخروقات ووقفها.